«جدية.. التزام.. حماس» ثلاث كلمات تختصر روح قوات الصاعقة المصرية، هؤلاء الرجال من أبناء القوات المسلحة الذين يكرسون حياتهم لخدمة الوطن، مستعدين للتضحية بأرواحهم للدفاع عن مصر وشعبها، حاملين راية النصر أو الشهادة.. هؤلاء الرجال هم عرين الأبطال، وأصحاب المهام المستحيلة الذين يجسدون عقيدة الجيش المصرى الراسخة: الدفاع عن تراب الوطن تحت أى ظرف.
فى زيارة نظمتها بإمتياز ادارة الشئون المعنوية للقوات المسلحة للفيف من رجال الصحافة والاعلام وطلاب من جامعتى بنى سويف وبنها، اتيح لى شرف التواجد لأكون شاهداً على استعدادات قوات الصاعقة المصرية فى مقر قيادتهم، كانت تلك التجربة اكثر من مجرد زيارة، كانت نافذة لرؤية رجال يمتلكون كفاءة قتالية استثنائية، تسليحاً متطوراً، واعداداً بدنياً وذهنياً لا مثيل له.
وسط الأحداث الملتهبة التى يشهدها الاقليم من حولنا، ما رأيته خلال هذه الزيارة جعلنى أشعر بالطمأنينة كمواطن مصري، فقوات الصاعقة ليست مجرد وحدة عسكرية، بل هى درع واقية ضد أى تهديد داخلى أو خارجي، التدريبات الواقعية التى شهدناها كانت دليلاً على قدرة هؤلاء الابطال على التعامل مع جميع التحديات التى قد تواجه الوطن.
مشاهد الجنود وهم ينفذون مهاماً قتالية تحاكى الواقع كانت مبهرة، من بين الصخور والاشجار، ظهروا فجأة بأسلحة حديثة، ينسقون حركاتهم كأنهم جزء من منظومة واحدة لا تعرف الخطأ، كانت الانفجارات والطلقات الصوتية تحاكى أجواء المعارك الحقيقية، مما أظهر مدى الاستعداد والاحترافية التى يتمتع بها رجال الصاعقة.
ما لمسته خلال الزيارة أن هؤلاء الجنود لا يرون أنفسهم مجرد أفراد فى الجيش، بل يعتبرون أنفسهم أبناء هذا الشعب، يحملون على عاتقهم حماية كل مواطن مصري، هذه العقيدة الراسخة تجعلهم مستعدين للتضحية بكل شيء من أجل الحفاظ على أمن وسلامة الوطن.
الحقيقة التى خرجت بها من هذه التجربة أن الجيش المصرى ليس مجرد مؤسسة عسكرية، بل هو جزء من نسيج هذا الشعب، رجال الصاعقة وباقى افرع القوات المسلحة هم إخوتنا وأبناؤنا، يحملون فى قلوبهم حب الوطن وإرادة الدفاع عنه مهما كانت التحديات.
ففى الوقت الذى رأينا فيه جميعاً تبخر عدد من جيوش المنطقة فى وقت قياسي، نجد قواتنا بهذه الجاهزية والكفاءة ما يجعلنا جميعاً كمصرين نفتخر بجيشنا، فهؤلاء الرجال يمثلون الأمل فى الحفاظ على أمن واستقرار مصر فى ظل عالم مليء بالصراعات.
وكانت الزيارة قد بدأت بمشاهدة فيلم تسجيلى عن نشأة قوات الصاعقة المصرية، حيث تناول الفيلم بدايات هذه الوحدة الاستثنائية، وكيف تم تشكيلها لتكون واحدة من أقوى الوحدات القتالية فى العالم.
تعود فكرة انشاء قوات الصاعقة إلى عام 1954 حين أرسل كل من الملازم أول جلال هريدى ونبيل شكرى إلى مدرسة رينجرز الأمريكية، حيث حصلا على الدورة التدريبية بتفوق وامتياز، مما لفت انتباه القادة العسكريين الأمريكيين آنذاك.
عند عودتهما إلى مصر، قدما فكرة انشاء فرقة للصاعقة المصرية إلى وزير الحربية فى ذلك الوقت،، تكونت المجموعة المؤسسة من الملازم أول جلال هريدي، ونبيل شكري، ومختار الفار، وأحمد ممدوح إسماعيل، وسمير البلوشي، وعرضوا فكرتهم على قائدهم المقدم أحمد إسماعيل، الذى نقلها بدوره إلى المشير عبدالحكيم عامر.
فى عام 1955 تم افتتاح أول مدرسة للصاعقة، وبدأت فى استقبال العديد من الأبطال من مختلف الأسلحة، الذين اصبحوا جزءاً من تاريخ مشرف لهذه الوحدة العسكرية المميزة، محققين انجازات بارزة على مدار العقود التالية.
إن قوات الصاعقة المصرية ليست مجرد قوة عسكرية، بل هى رمز للصمود والعزيمة، بفضل جهودهم وتضحياتهم، يمكننا أن ننام مطمئنين على حاضرنا ومستقبلنا، هؤلاء الابطال هم التجسيد الحى لقوة مصر وصلابتها، واستعداداهم الدائم يجعلنا واثقين أن مصر ستظل آمنة وقوية مهما اشتدت التحديات.