ان حقوق الانسان التى كانت تدعيها أمريكا وغالبية الدول الغربية أيضا تقتصرعلى تنفيذ مخططاتهم
لا شك انه عالم منافق بكل المعاييرأومايعرف باسم «الشيزوفرينيا» الذى عبرعنها تصريح فضيلة شيخ الأزهر الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب»ان العالم أصابه ما يمكن تسميته بظاهرة «الانفصام العالمي»، وقد برزت هذه الظاهرة بشكل واضح بعد العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة فنرى بعض الدول تعلن عن مد إحدى يديها بالمساعدات الإنسانية إلى غزة، ويدها الأخرى ممدودة بالسلاح والعدة والعتاد للكيان الصهيونى ليستمر فى ممارسة القتل والإرهاب».
أليس غريبا كل هذا النفاق الذى تتسم به تعاملات الدول العظمى مع الكيان الصهيونى المحتل، والأغرب من ذلك ان هذه الدول تقوم بغض البصر عن عمليات القتل والإبادة الجماعية التى تقوم بها دولة الاحتلال تحت ذرائع مختلفة ما أنزل الله بها من سلطان ولا يصدقها عقل بشر!!، بل ويبررون ما تقوم به إسرائيل من إرهاب منظم على الشعب الفلسطينى الأعزل تحت دعوى الدفاع عن النفس!!..ولماذا لم تحرك هذه الدول ساكناً على مشاهد الخراب والدمار وقتل الأطفال والكبار دون شفقة أو رحمة بينما تتأثر قلوبهم من أجل جندى صهيونى أُسر من داخل دبابته التى كانت على مشارف غزةلارتكاب جرائم قتل، ولما لا وهذا العالم المنافق يصدق محرقة لم يشاهدها ويقدم كل أنواع الدعم لليهود وكان هذا الدعم سببا فى إثراء الصهاينة بالأموال الألمانية، بينما لا يتفاعل ولا يدعم محرقة وإبادة جماعية على يد سفاح قاتل وحكومته الفاشية ويراها يوميا على شاشات التليفزيون فى كل قنوات العالم .
فى تصورى إن الصمت المطبق ومواقف أمريكا وتابعيها من الدول الأوروبية عما يحدث من إبادة جماعية ودمار على مرأى ومسمع من الجميع وتحيزهم الكامل للكيان الإسرائيلى هو أمر يجب ان يتفهمه كل من كانوا ينكرون المؤامرة خاصة بعد تصريح الرئيس الأمريكى جو بايدن فى مؤتمر صحفى فى تل أبيب إن إسرائيل لو لم تكن فى الوجود «لعملنا على إقامتها وسنستمر فى دعمها» وبالتالى فهذا تأكيد واضح انهم هم من زرعوا هذا الكيان فى أرض فلسطين وهم من ساندوه وسلحوه وقاموا ببناء المفاعلات النووية له ودعموا هجرة يهودهم إلى أرض ليست أرضهم وجعلوا منه دولة تُسمى إسرائيل.
الاحداث على أرض الواقع تؤكد التعامل بالمنطق المقلوب وان حقوق الانسان التى كانت تدعيها أمريكا وغالبية الدول الغربية أيضا تقتصرعلى تنفيذ مخططاتهم ومؤامراتهم، وتتسم بازدواجية المعايير التى تتجلى فى ادعائهم مساعدة اوكرانيا على استرداد أرضها، بينما يقدمون الدعم اللامحدود واللاإنسانى للاحتلال الأٍسرائيلى لدولة فلسطين منذ عام 1948، بل ويدعمون ويباركون جرائمه المتكررة من خلال حملات اعلامية غربية مأجورة تفضحُ دعاوى الحريات التى يدَّعون أنهم يحملون لواءها ويحمونها، وتؤكِّد تزييف الحقائق والكيل بمكيالين وتضليل الرأى العام العالمى والتورط فى دعم غطرسة القوة على الفلسطينيين المدنيين الأبرياء، وتفتح المجال واسعًا لارتكاب أبشع جرائم الإرهاب الصهيونى فى فلسطين
كلمة فاصلة:
ببساطة.. العالم يتحلى بخليطٌ من النفاق لا أول له ولا آخر، وفقَدَ برقع الحياء وأصبح أمرا عاديا ان تحاك خيوط المؤامرة على مرأى ومسمعٍ من الجميع، بالتالى قد حان الوقت لكى يفوق الجميع ويفهموا ويعوا ان كل الشعارات التى يروجها المتآمرون والأعداء ما هى إلا مجرد ادوات لتطويع دولة 30 يونيو وابتزازها وتعريض أمنها القومى للخطر.