استقبله الرئيس الأمريكى كارتر مع الإمام عبدالحليم محمود

يعد واحداً من أشهر قراء القرآن الكريم ليس فى مصر وحدها بل فى عالمنا العربى والإسلامى ووسط الجاليات الإسلامية حول العالم فى أوروبا وأمريكا ورافق رؤساء مصر جمال عبدالناصر وأنور السادات فى رحلاتهم الخارجية فى حضور المؤتمرات أو الزيارات الرسمية.. ويعتبره الملايين سفير القرآن الكريم فى العالم.. حيث زار كل الدول العربية ومعظم دول آسيا وأمريكا وأوروبا وكندا.. وقرأ القرآن الكريم فى المراكز الإسلامية المعروفة فى كثير من دول العالم وابتعث لإحياء ليالى رمضان فى كثير من دول العالم وفى رحلاته التى طاف بها العالم التقى فيها الرؤساء والملوك والمسئولين وحرصت إذاعات العالم الإسلامى على تسجيل رحلته مع القرآن الكريم، حيث بدأت من القرية المصرية التى ولد بها الشيخ محمود خليل الحصرى وهى قرية شبرا النملة القريبة من طنطا ومن المسجد البدوى.. حيث تعود جذور العائلة إلى سنورس بالفيوم.. ومن حسن حظه لدى المستمع أنه عندما يصل مؤشر الراديو أو قناة التليفزيون وتستمع القرآن الكريم يقفز دون أن تنظر اسم «الحصرى» اللقب الذى عاش به ومات به منذ ولادته فى قريته.. أول من فكر فى ترتيل القرآن الكريم ومع انطلاق الراديو وإذاعة القرآن الكريم تحققت أمنيته بأن يسمعه أكثر من 2 مليار مسلم حول العالم ويوصف لدى الجاليات بأنه أعذب صوت للقرآن الكريم.
وجاءت شهرته من واقع الزمالة مع الرواد الشيخان مصطفى إسماعيل ومحمود على البنا.. وجاء بعده أيقونة القراءة والتلاوة الشيخ محمود رفعت وصاحب الحنجرة الذهبية عبدالباسط عبدالصمد وارتبط اسمه بالمصحف المرتل وأول من سجل القرآن الكريم مرتلاً.
وفى رحلة القرآن الكريم قرأ التلاوة فى المناسبات وصلاة الجمعة من أشهر مساجد مصر وفى الحرمين الشريفين والمسجد الأقصى وفى كبرى مساجد الدول الإسلامية فى الهند وباكستان وماليزيا وسنغافورة والفلبين وكندا وأمريكا ولندن وباريس وجميع مساجد مصر الكبرى وكانت البدايات فى شبرا النملة مسقط رأسه وفى المسجد الأحمدى بطنطا.. ولا أظن أن مسجداً فى عاصمة محافظة من محافظات مصر لم يقرأ فيها الشيخ الأشهر آيات من القرآن الكريم.
ولفت الانتباه عندما تقدم للإذاعة فى وقت عصيب كان دخان الحرب العالمية الثانية يغطى سماء العلمين عام 1944 ودخان القنبلة النووية فى هيروشيما ونجازاكى يخيم على اليابان وآسيا، فوسط دخان الحروب فى الشرق الأقصى والأدنى تقدم الشيخ محمود خليل الحصرى لامتحان الإذاعة وسط تنافس كبير ومن بين 200 قارئ من عموم القطر المصرى جاء الشيخ محمود خليل الحصرى فى المركز الأول.. وشهد له بالنبوغ عضو اللجنة وأمينها آنذاك المرحوم مصطفى رضا وشيخ القراء السابق الضباع فكانت كلا منهما بمثابة شهادة ميلاد للقارئ الجديد العابر للإذاعة من وسط الدلتا.
عرفته الدلتا من خلال حفلات السيد البدوى مع أول تعيين له كقارئ للسورة بعد 5 سنوات من اعتماده فى الإذاعة.. وكان كثيرون ممن يحضرون مولد السيد البدوى ينتظرون فقرة الشيخ الحصرى ليستمعوا إلى صوت الشاب والقارئ الجديد للقرآن الكريم ومن هنا قفز اسمه جلياً فى الدلتا وأصبح مضرباً للمثل للشباب فى الكتاتيب المنتشرة فى دلتا مصر عندما يجدوا قارئاً متفوقاً يطلقون عليه «الحصرى» اللقب كعلامة للذكاء والنبوغ والترتيل الجيد للتلاوة.. ولما لا وهو القارئ الذى وهب حياته فى حضانة والده «الحصرى» الذى كان يساعده وفى نفس الوقت يرتل القرآن وتفرغ له تماماً لحفظه صغيراً.. وأنجزه وعمره يتجاوز 10 سنوات بشهور قليلة فى وقت كان الآباء يشجعون أبناءهم على حفظ كتاب الله.. واكتشف أهل قريته التى اعتز بها «شبرا النملة» حلاوة صوته وكانوا ينصتون له وهو يقرأ بجوار والده العامل البسيط وبشروه بأنه سيكون قارئاً جيداً.
ونجح بكفاءته إلى الوصول إلى منصب شيخ عموم المقارىء المصرية والخبير بمجمع البحوث الإسلامية ورئيس اتحاد قراء العالم ورئيس لجنة مراجعة المصحف الشريف بالأزهر.. ولقب بـ «الرحالة مع القرآن».. وهناك قصة سمعتها بنفسى فى ماليزيا قبل نحو 20 عاماً عندما زرت أحد ولاياتها وكان الشيخ محمود خليل الحصرى قد أحيا فيها ليلة قرآنية.. وتصادف أن الأمطار الاستوائية سقطت بغزارة يومها والماليزيون والجنسيات الأخرى ينتظرون فى الولاية التى تبعد عن العاصمة كوالامبور.. ولم يجد رئيس وزراء ماليزيا وقتها غير أن أمر بنقله بهيلوكبتر ليقوم بإحياء الليلة وسط الآلاف الذين انتظروا قدومه من محبيه وعشاقه ويومها وصل إلى مقر الاحتفال والحشود تنتظره.. فالشيخ كان له ذكريات كثيرة ومعبرة فى رحلاته الرمضانية إلى عالمنا الإسلامى.
النشأة
ولد الشيخ محمود خليل الحصرى فى قرية شبرا النملة الغربية 27 سبتمبر سنة 1917 من طنطا وسمى بـ «الحصرى» نسبة إلى صناعة والده المكافح البسيط الذى يبيع الحصر للناس بعد أن يجدلها بيديه.. وكان الشيخ محمود خليل الحصرى يساعد والده وهو طفل صغير دون السابعة وكان يعمل مع والده وفى نفس الوقت يذهب لـ «الكتاب» لحفظ القرآن على يد شيخ القرية وكان يردد دائماً أن الكتاتيب لعبت دوراً مهماً فى حياته مع القرآن الكريم ولها دور مهم فى حفظ كتاب الله وكان كلامه دوماً مع شيخنا الإمام عبدالحليم محمود على ضرورة عودة فتح الكتاتيب وهو النهج الذى أخذ به الإمام بفتح ألف كتَّاب على مستوى الجمهورية ملحقة بالمساجد.
وكان شيخه فى المسجد الأحمدى لتعليم القراءات وأصولها فى المسجد الأحمدى مع زميليه الشيخ مصطفى إسماعيل والشيخ محمود البنا على يد الشيخ إبراهيم سلام بالمعهد الأحمدى فى طنطا.
الوصول سيراً على القدمين
ووسط حياة التقشف وصعوبة المواصلات كان الشيخ محمود خليل الحصرى يذهب إلى المعهد الأحمدى سيراً على قدميه وكانت وسيلة وحيدة للوصول إلى هذا المكان فى ذاك الوقت من نهاية الثلاثينيات.. وبذكائه الفطرى كان يشغل وقته ذهاباً وإياباً فى الطريق بـ «دندنة القرآن الكريم» فى الطريق لدرجة أن من يجلسون على الطريق ينتبهون إليه وهو يقرأ وكانوا ينصتون إليه ويدعون له بالتوفيق وكان البعض يستوقفه فكان يرفض إذا كان ذاهباً، أما فى العودة فكان يجلس للقراءة على مسامعهم بعض الوقت.
وذاع صيته كقارئ فى القرية وبدأ فى القراءة فى المناسبات نظير «10 قروش».. ويذكر فى البدايات أنه أول مرة يدعى للقراءة خارج شبرا النملة كان بقرية «كفر الشيخ على» بكفر الزيات ويومها جلس 3 أيام وحصل على 120 قرشاً وكان وقتها مبلغاً مغرياً له فى هذا العمر المبكر.
التقدم للإذاعة
بعد نجاحه فى حفظ القرآن ونجاحه فى المعهد الأحمدى أشاروا عليه بالتقدم للإذاعة وبالفعل تقدم وسط أكثر من 200 قارئ وجاء ترتيبه الأول أمام لجنة مكونة من المرحوم مصطفى رضا والشيخ على الضباع شيخ القراء وأثنوا عليه ثناءً كبيراً لامتلاكه أدوات التلاوة الصحيحة ومخارج الألفاظ الدقيقة.. ومن هنا عرفه الناس فى القطر المصرى من الإذاعة، أما فى الغربية وجوارها عرفوه من المناسبات التى كان يتلوا القرآن بها.
قارئ بالمسجد الأحمدى
عين قارئاً للسورة للمسجد الأحمدى بطنطا فى نهاية الأربعينيات وكان الآلاف ينتظرون فقرته فى ليالى السيد البدوى «الليلة الأحمدية» والتى يفد إليها من الصعيد والاسكندرية والدلتا للاحتفال بمولد السيد أحمد البدوى وهنا أصبح اسمه يتردد فى عموم القطر المصرى وساعده أنه كان قد اعتمد فى الإذاعة المصرية مع الكبار.
قارئ للسورة فى مسجد الحسين
وكان اختياره عام 1950 قارئاً للسورة بمسجد الإمام الحسين نقلة كبيرة للشيخ محمود خليل الحصرى خلفاً للمرحوم الشيخ الصيفى.. وفى مسجد الحسين قدم التلاوة وارتبط اسمه بعدها بمؤلفات يعود له الفضل فى طبع وتوزيع الإنتاج المميز بعلم القراءات على المشايخ والسميعة.. وكان إخلاص الشيخ محمود خليل الحصرى وحرصه على تقديم مؤلفاته لساحة القرآن وحافظيه والطلاب الانطلاقة المميزة لعلم القراءات لكى يأتى منها طلاب العلم والقراء.. والاستفادة من مؤلفات الشيخ لا يشكك فيها أحد من طلاب العلم والقراء.
عشر ختمات للقرآن
الشيخ محمود خليل الحصرى يحسب له أنه أول من سجل المصحف المرتل والذى ارتبط بذهن المستمع المصرى وعلى 10 ختمات بالقراءات المختلفة التى غالباً ما نسمعها فى كل مكان من الراديو وإذاعة القرآن الكريم أو القنوات التليفزيونية المخصصة لقراءة القرآن الكريم.. وهذه القراءات برواية «حفص» ورواية «ورش».. ولم يقف التسجيل على التليفزيون المصرى أو الإذاعة المصرية بل سجل القرآن الكريم لكثير من الدول العربية والأوروبية والأمريكية.
وكانت رحلاته للخارج التى تجاوزت المائة رحلة طيلة حياته مازالت عالقة فى ذهن المواطن المصرى والعربى ولعل من أهم زياراته للخارج تلك التى كان فيها بصحبة الإمام الأكبر عبدالحليم محمود الشيخ رقم 42 للأزهر الشريف إلى الولايات المتحدة الأمريكية.
كارتر وجهاً لوجه مع الحصرى
وفى رحلته التاريخية إلى الولايات المتحدة الأمريكية كانت عام 1977 مع الإمام الراحل عبدالحليم محمود للقاء الرئيس الأمريكى جيمى كارتر الذى طلب من الشيخ الحصرى فى حضور الإمام عبدالحليم محمود تسجيل المصحف المرتل قبل أن يتشرف الكونجرس الأمريكى للمرة الأولى فى تاريخه.. وكان أول قارئ للقرآن بداخل الكونجرس عبر صوت الشيخ محمود خليل الحصرى فى سابقة هى الأولى فى التاريخ.
فى لندن
لم تكن أمريكا فقط هى صاحبة السبق مع الشيخ الحصرى بل أيضاً ابتسم الحظ له فى قراءة القرآن الكريم بقاعة الملوك الشهيرة بالعاصمة لندن والتى شهدت جلوس ملوك بريطانيا وأشهر ملوك العالم فى القرون الأخيرة منذ الملكة فيكتوريا فى هذه القاعة ونال إعجاب الحضور من الذين تصادف وجودهم أثناء زيارته كما قرأ القرآن فى الأمم المتحدة.
عبدالناصر والحصرى فى الهند
عام 1960 اختاره الرئيس الراحل جمال عبدالناصر للسفر إلى الهند وباكستان وبعدها تواصلت رحلات الشيخ إلى العديد من دول العالم والتى حظى فيها بالتكريم.
شيخ عموم المقارئ المصرية
فى عام 1960 تم تعيينه فى منصب مهم للقراء فى مصر وهو تعيينه شيخاً لعموم المقارئ المصرية وبعدها بنحو 3 سنوات عام 1963 عين مستشاراً فنياً بوزارة الأوقاف ثم رئيساً للجنة العامة لتصحيح المصاحف ومراجعتها عام 1964 وتلاه اختياره خبيراً فنياً لعلوم القرآن والسنة عام 1967 بمجمع البحوث الإسلامية وهو العام الذى منحته الدولة المصرية وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى لإسهاماته المهمة فى خدمة القراءة والمصحف المرتل.. وتبع ذلك اختياره فى المؤتمر الأول لقراء العالم الإسلامى للقرآن الكريم رئيساً للاتحاد وهو المنصب الذى ظل الشيخ محمود خليل الحصرى مستمراً به حتى وفاته فى الرابع والعشرين من نوفمبر 1980 وكان قد وصل عمره إلى 63.
ويحسب للشيخ محمود خليل الحصرى كشفه لمحاولات الموساد والصهاينة تحريف القرآن الكريم بطبعة مزيفة من المصحف حرفوا فيها بعض الآيات الشريفة وخاصة تلك التى تتناول بنى إسرائيل وكشف ألاعيب إسرائيل فى ذلك وأثناء زيارته لدولة الكويت الشقيقة وجد مصحفاً أنيقاً وعندما قرأ بعض الصور اكتشف الأخطاء والتحريف وفوجئ بحذف حرف النهى فى الآية الكريمة «يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى» وأيضاً حذف نفس الأداة فى الآية الكريمة «لا يحل لكم أن ترثوا النساء كرهاً».. والآية الكريمة «وقالت اليهود يد الله مغلولة غلت أيديهم ولعنوا بما قالوا» استبدلوا فيها كلمة «لعنوا» بكلمة «آمنوا».. وكان مستهدفاً من الموساد بعد كشفه ألاعيبهم ومن هنا كانت الحراسة المشددة عليه.
والشيخ محمود الحصرى من القلائل الذين كتبوا مذكراتهم من بين القراء والتى ضمها بعض رحلاته فى العالم الإسلامى والتى هى أشبه بيوم الرحالة عندما يتحدث عن المدن التى زارها ومازالت تحمل الأسماء الإسلامية كالمنصورة فى الهند و«المحفوظة» أو مدرسة الناصرية فى نيودلهى والتى بنيت عام 635 هجرية ومدرسة فيروز شاه التى شيدها مبيجا راجا بيجوم عام 856 هجرية فى مدينة جونيور.. وتتضمن بعض العادات الرمضانية الفريدة فى دول العالم الإسلامى وبين الجاليات فى فرنسا ولندن وبرلين ومدريد.
ويروى ابنه الدكتور محمد وابنته الصغرى إيمان وابنه السيد الذى كان يشغل منصباً فى إدارة المراسم بمجلس الشورى والذى ورث عن والده حلاوة الصوت وتخرج من كلية أصول الدين ويشير إلى أنه كان يختم القرآن كل يومين وكان ينصحهم دائماً بصدق العمل والقول.
وتقول ابنته إيمان إنه كان يفرح بوجود الأطفال فى جمعية تحفيظ القرآن التى شيدها بمنزلنا فى الدور الأول.. كما كان يدعو الأساتذة لاختبارنا فى حفظ القرآن الكريم.. وكان ينهر أولاده إذا تخلفوا عن موعد الدرس.. وكان يرعى الأيتام وهو ما تواصل فيه الحاجة ياسمين الآن فى رعايتها لدار الأيتام.
معهده ومسجده فى شبرا النملة
كان الشيخ محمود خليل الحصرى حريصاً على تشييد مسجده فى قريته شبرا النملة بالغربية وكان يتابع بنفسه عملية إنشاء المسجد والمعهد وقد أوصى – كما تقول ابنته – الحاجة ياسمين بثلث تركته للإنفاق على أعمال الخير وخدمة المسجدين اللذين شيدهما فى طنطا والقاهرة والمعاهد الدينية.
افتتح المؤتمر الإسلامى فى الهند
والشيخ محمود خليل الحصرى أول من انبعث لقراءة القرآن فى الهند وباكستان وأول من قرأ القرآن فى افتتاح المؤتمر الإسلامى الأول فى الهند بحضور الرئيس جمال عبدالناصر والرئيس الهندى جواهر لال نهرو وذلك فى عام 1960.
رؤيا والده
والد الشيخ محمود خليل الحصرى بعد انتقاله إلى شبرا النملة رأى حلماً أثناء النوم فى رؤيا يشير إلى أن سلسلة ظهره وعموده الفقرى عبارة عن عنقود عنب والناس تهرع إليه جماعات لتأكل منه.. وعندما توجه الأب إلى شيخ فى طنطا وروى له الرؤيا فقال له إذا كان لديك ابن علمه القرآن.. وتوفى والده عام 1946 وعمره 10 سنوات وتكفلت والدته فرح محمد بتربيته وأدخلته كتاب الشيخ عطا الكنيسى والد الإذاعى حمدى الكنيسى وأتم حفظ القرآن وهو فى العاشرة حفظاً وتجويداً.
زواج الحصرى وأولاده
تزوج الشيخ محمود خليل الحصرى من السيدة سعاد محمد الشربينى 1938 وهى تصغره بعامين ومولودة فى نفس القرية عام 1919 وأنجبت 7 من الأبناء هم أفراح وشهرتها ياسمين ود. محمد السيد، شوقية، حسين، إيمان.. وأول تعيين للشيخ كان قارئاً بالمقرأة الأحمدية بجنيهين.
افتتاح إذاعة القرآن الكريم
ظلت إذاعة القرآن الكريم تقتصر على إذاعة صوته منفرداً لمدة طويلة، حيث أذيع المصحف المرتل لأول مرة صباح الاثنين 8 ربيع الآخر 1381 الموافق 18 سبتمبر 61 إيذاناً بعهد جديد للمصحف المشرف والخطوة الأولى فى مشروع الجمع الصوتى للقرآن الكريم وهو أول من رتل القرآن بطريقة المصحف المفسر مصحف الوعظ 1975 علاوة على أنه أول من رتل فى القاعة الملكية وقاعة هيوارت المطلة على نهر التايمز بلندن ودعته المدينتان البريطانيتان ليفربول وشيفليد ليرتل القرآن للجالية العربية والإسلامية عام 1978 قبل وفاته بعامين وأول من قرأ القرآن فى البيت الأبيض بطلب من الرئيس الأمريكى كارتر وفى عام 1964 كان أول صوت قرآنى يتلو فى إذاعة القرآن الكريم بالمصحف المرتل.. وتقول عنه ابنته إن سجله حافل فإنه رئيس مدرسة الاتقان.
الوفاة
توفى الشيخ محمود خليل الحصرى فى الرابع والعشرين من نوفمبر عام 1980 بعد رحلة مع القرآن بدأت مع مولده فى 17 سبتمبر عام 1917 بعد رحلة طويلة مع القرآن استمرت نحو 63 عاماً ووصف بملك القراءات العشر وها نحن نستذكر سيرته العطرة مع القرآن التى يمر على مولده اليوم 108 أعوام و45 عاماً على وفاته تاركاً إرثاً قرآنياً خالداً لا يمر يوم إلا وتنقل صوته إذاعة أو قناة فضائية مصرية أو إسلامية بعد أن تبرع بثلث ما يملك لخدمة المساجد وعمارتها وجمعيات تحفيظ القرآن والأيتام.. وتوفى عقب أدائه صلاة العشاء إثر نوبة قلبية مفاجئة أصابته بعد أن كانت صحته قد تحسنت لكن تدهورت حالته الصحية بعد شهر ولفظت روحه أنفاسه الأخيرة فى 24 نوفمبر 1980.. ليودع الدنيا تاركاً إرثه القرآنى الخالد لتلاميذه ومحبيه وأعتقد أنه لا يخلو بيت من شريط أو اسطوانة قرآنية بصوت شيخنا الراحل محمود خليل الحصرى.