كل يوم تضيف الشرطة المصرية إلى رصيدها الشعبي الكثير بفضل جهودها التي لا تتوقف لتأمين المجتمع ومواجهة الجريمة التي تهدد السلام الاجتماعي، ورغم ما تتعرض له من محاولات تشويه وأكاذيب لا تتوقف استطاعت الشرطة أن تحظى خلال السنوات الماضية بإجماع المصريين على دورها الوطني العظيم وتضحيات أبنائها وتفانيهم في واجبهم المقدس.
وعندما نحتفل بعيد الشرطة في الخامس والعشرين من يناير فنحن نحتفل بمؤسسة عريقة أثبتت أنها واحدة من أهم ركائز الدولة القوية، وسند لا غنى عنه للتنمية ولا نحتاج أن نعيد التذكير بالمؤامرة التي خططت في يناير 2011 للقضاء على المؤسسة الأمنية وتصفيتها من أجل أن تخلو الساحة للجماعة الإرهابية التي كانت تعلم يقينا أن عقبتها الكبيرة في تحقيق أهدافها ضد مصر هى الشرطة بخبرتها وفهمها التاريخ تلك الجماعة وجرائمها، لكن فشلت المؤامرة الإخوانية التي ظلوا يعدون لها لسنوات طويلة من التشويه المتعمد وتلفيق التهم ومحاولات إحداث الفتنة بين المصريين والشرطة كمؤسسة وكرجال.
هذا الفشل الإخواني كان لإدراك الشعب أولًا مخططهم التخريبي، لكن السبب الأهم في هذا الفشل أن الشعب أدرك أيضًا أن يومًا واحدًا بدون الشرطة يعنى فقدان الأمان والاستقرار الداخلي، وأن الأمن ليس سلعة يمكن أن توفرها بسهولة، وإنما هو حالة تعيشها وشعور يسكن المجتمع كله ولا يتحقق هذا إلا بجهد ضخم وتضحيات كبيرة من خلال مؤسسة انتماؤها الأول والأخير للوطن ورجالها مخلصون وتمتلك من الخبرة ما يجعلها قادرة على تلك المهمة.
وطوال السنوات الماضية كان الأداء الأمنى قادرًا على فرض الأمن والاستقرار، ورغم كل التحديات والتطورات الذي شهدته الجريمة بكافة صورها، لكن بقيت الشرطة أكثر تطورًا وأسرع استجابة في التعامل مع كل تحد بفضل الإصرار على النجاح، وعندما نستعرض التضحيات التي قدمها أبناء مصر من رجال الداخلية سنعرف كيف أنهم شرفاء مخلصين لرسالتهم، بل ومع أشد الفترات صعوبة واستهدافًا لهم لم يتهرب رجل شرطة من مسئوليته أو يتخلى عن دوره أو يتردد في أداء واجبه المنوط به، بل يتسابق الجميع في الدفاع عن أمن الوطن والمواطن ويضحون بأنفسهم في سبيل أن يحموا المصريين من الخطر.
وبطول مصر وعرضها كتب رجال الشرطة سطورًا من الفداء الوطني الذي لن ينساه التاريخ ولن يمحى من ذاكرة المصريين، ويكفى أن نستعيد بعض من البطولات التي سطروها مع أشقائهم من أبناء القوات المسلحة في سيناء للتصدي للإرهاب المدعوم دوليًا، أو مواجهتهم للخلايا والبؤر الإرهابية في كل المحافظات، من خلال الضربات الاستباقية التي لعبت دورًا مهما في القضاء على خطر الجماعة الإرهابية وحماية المصريين من شرورهم.
ما تحقق خلال السنوات الماضية يكشف بحق حجم الجهد المبذول أمنيًا سواء على مستوى مكافحة الجرائم الجنائية والتي تؤكد كل الإحصاءات أنها سجلت تراجعًا ملحوظًا بفضل يقظة وكفاءة الجهاز الأمنى واحترافية الانتشار وسرعة التعامل والتصدى الحاسم للتشكيلات الإجرامية وكافة صور الجريمة، وهو ما أعاد الأمن والأمان للمجتمع بعد فترة عشناها كانت صعبة للغاية بسبب فوضى الجماعة الإرهابية..
كذلك كان التصدى الأمنى الناجح للإرهاب بكافة صوره سواء كانت محاولات تفجير أو الذئاب المنفردة أو حتى الإرهاب الإلكتروني عبر الأكاذيب والشائعات واثارة الفتن الداخلية عبر الميليشيات الإخوانية والتي نجحت الداخلية في مواجهتها بأساليب مبتكرة وأفسدت خططها.
وبجانب كل هذا الجهد الفرض الأمن كان لدى الشرطة جهود في اتجاه آخر من خلال دعم وزارة الداخلية لعملية البناء والتخفيف عن المواطن عبر مئات من مبادرات تسير مع توجه الدولة مثل مبادرة «كلنا واحد» التي حققت مردودًا مجتمعيًا أكثر من المتوقع.
كما استطاعت الداخلية تطوير كل خدماتها التي تقدمها للمواطنين في كافة إداراتها وبشكل عصري أنهى تماماً كافة المعوقات واختصر الوقت الذي كان يضيع في استخراج الأوراق الرسمية أو الثبوتية، كما شهدت الإدارات الخدمية تطورا غير مسبوق يتواكب مع عصر «الرقمنة» ينافس ما يوجد في الدول المتقدمة، وبعض الخدمات أصبحت تصل إلى المواطن في منزله.
الحق يقال إن فلسفة العمل الأمنى تحت قيادة الوزير محمود توفيق تتطور بشكل فعال ومستمر وغير مسبوق، وهو ما شعر به المواطن في كل مكان حتى في النجوع البعيدة وجعل الأمن واقعًا يعيشه كل من يوجد على أرض مصر، ونحصد ثماره الآن في هدوء واستقرار واضح وسائد وفي استثمارات تتزايد وسياحة ترتفع أرقامها ومعدلاتها..
تحية للشرطة ورجالها المخلصين في عيدهم.. يوم التضحية والفداء.