شهدنا ونشهد أفظع الحروب والإبادات الجماعية فى دولة فلسطين ومقتل الآلاف من الأطفال والنساء ونزوح الاحياء إلى أقصى جنوب غزة بلا مأوى ولا طعام ووسط انتشار الاوبئة ولا نعلم مصيرهم ولا كيف ستنتهى هذه الحرب حتى لو كان هناك وقف لإطلاق النار وهدنة فهى مؤقتة.. وسط كل ذلك توجد محاولات عدة من مخرجين فلسطينيين للتعبير عن مأساة شعب مستمرة منذ سبعين عاما من خلال عمل افلام تعكس هذه المعاناة والإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني.
ومنها فيلم «الإسعاف» للمخرج محمد الجبالى فى صيغة الراوى وصفا للحرب فى غزة فى عام 2014، ويكشف القصص وراء أعمال العنف المتكررة. و فى فيلم «وداعا طبريا»، تلتقط المخرجة لينا سويلم الرحلات الشخصية لأربعة أجيال من النساء الفلسطينيات الجريئات، كل واحدة منهن تؤثر فى العالم على الرغم من هويتها المرتبكة.
ويتناول فى فيلم «الواقى الرصاصي» المخرجان عرب وناصر طرزان بشكل كوميدى حرب غزة، حيث يعرضان التحديات التى يواجهها زوجان فلسطينيان يحاولان ممارسة العلاقة الحميمة وسط القصف الإسرائيلى المدمر. ويسلط فيلم التحريك المؤثر «الرسم من أجل أحلام أفضل» للمخرجة مى عودة الضوء على نضالات الأطفال الفلسطينيين فى الأراضى المحتلة وكيف يتعاملون مع الحياة من خلال رسوماتهم بقلم التلوين، ويؤكد على أهمية السماح للشباب بالحلم والأمل.
وفيلم «بلا سقف» إخراج سينا سليمى يقدم نظرة ثاقبة حول الواقع المتناقض فى غزة مانحاً المشاهدين فرصة للتأمل فى فكرة البقاء وسط التهديدات المستمرة. ونرى فى «الشجاعية» للمخرج محمد المغني، كيف تعيش عائلة تقليدية فى غزة حالة من الفوضى بعد أن دمرت التفجيرات منزلها.
وفيلم «الأستاذ» إخراج فرح نابلسى يتناول بعمق الإحباطات اليومية وحالة الغضب الذى يعيشه الفلسطينيون ويوضح تأثير الحياة فى بيئة يسيطر فيها أفراد يحملون أسلحة نارية ويملون على الأفراد ما يفعلونه وما لا يفعلونه أو كيف يمكنهم أن يعيشوا حياتهم.
وفيلم «إلى أبي» إخراج عبد السلام شحادة يستكشف التاريخ العربى والفلسطينى موضحا قدرة التغيير التى تحدثها الصور الفوتوغرافية.
الجدير بالذكر ان هذه الأفلام تم عرضها فى مصر وفى العديد من المهرجانات الدولية من خلال الاحتفاء بالسينما الفلسطينية تماشيا مع الأحداث التى يمر بها اهل فلسطين،
كما عرض فيلم يسرى نصر الله «باب الشمس» الذى تم ترميمه ويقدم الفيلم ملحمة فلسطينية ممتدة على مدار 50 عاما من المعاناة والأمل والحب، وفيلم «ليست فقط صورتك» إخراج آن باك ودرور ديان يتناول رحلة مأساوية لأشقاء فلسطينيين يسعون لتحقيق العدالة لعائلاتهم بعد غارة جوية إسرائيلية على غزة.
ويلخص «نافذة على فلسطين» بشكل مثالى جوهر هذه الرحلة السينمائية حيث يدعو المشاهدين لإلقاء النظر على الحياة غير المرئية والقصص التى لم ترو.
ومن هذه الأفلام الفيلم الفلسطينى «أحلام عابرة» للمخرج رشيد مشهراوى الذى كان عرضه العالمى الأول فى افتتاح مهرجان القاهرة السينمائى بطولة عادل أبو عياش وإميليا ماس، وأشرف برهوم.
ودارت أحداثه التى صُورت فى بيت لحم بفلسطين حول الصبى سامى البالغ من العمر 12 سنة والذى يحاول فى رحلة ليوم واحد وليلة واحدة، برفقة عمه وابن عمه الذى يكبره بسنتين البحث عن طائره المفقود، والذى يحزن عندما يخبره الجيران بأنه ربما عاد لموطنه الأصلي.
ويتجول الصبيان فى رحلة مليئة بالتفاصيل من مخيم للاجئين فى الضفة الغربية إلى مدن فلسطينية مختلفة منها بيت لحم والقدس القديمة وحيفا، ويستعرض العمل الحياة اليومية التى يعيشها الشعب الفلسطيني.
ونرى فى فيلم «سن الغزال» للمخرج سيف حماش، قصة شاب من مخيم للاجئين يسعى إلى تحقيق أمنية شقيقه الصغير، ويستعرض فيلم «ولدت مشهوراً» للمخرج لؤى عواد الذى يستعرض بحث بطل الفيلم عن حريته الشخصية بعيداً عن والديه، والفيلم الوثائقى «أحلام كيلومتر مربع» للمخرج قسام صبيح الذى يوثق حياة أهالى جنين ومعاناتهم اليومية فى ظل الاحتلال وصور مقاومتهم.
ولا ننسى سلسلة أفلام «أفلام من المسافة صفر» التى أطلقها رشيد مشهراوى وجمعت 22 مخرجاً من غزة، لتقديم رؤية سينمائية عن حياة أهل القطاع بعد أحداث السابع من أكتوبر 2023، وتتنوع بين الأفلام الوثائقية والروائية موثقة واقعهم الصعب وآمالهم المتجددة.