يتواصل الحديث عن الشائعات الرقمية عبر وسائل التواصل الاجتماعى ومخاطرها على المجتمع.. ومثل هذه المخاطر تتمثل فى تبرير صور الفساد بكل السبل داخل المؤسسات وفى المجتمع نفسه.. مما يؤثر حتماً على النمو الاقتصادى للوطن ويهدر مقدراتها ويضعف نشاطها فى المجالات والقطاعات المختلفة، خاصة المنتجة منها، بما يضير بالدولة وقد يؤدى إلى انهيارها بعد تكرار الفشل جراء الانهزامية التى تتعرض لها المجتمعات.. وهنا توصف الشائعات الرقمية بمعول الإفساد والهدم.
نؤكد أن أثر الشائعات الرقمية ينال من الوحدة الشعبية، إذ تؤدى إلى تغيير الاتجاهات فى مسارها السلبى لدى الفرد وتسيطر على خواطره بصورة سلبية لتحدث المرض الاجتماعى الفتاك والمتمثل فى التشكيك، وهذا الأمر قد يسارع بالفرد إلى هاوية التلوث الفكرى رغم ما يمتلكه من ثقافة وعمق معرفة، إلا أن البلبلة الفكرية تصيبه بالعديد من الفهم المغلوط فى كثير من القضايا التى تعمل عليها هذه الشائعات بشكل متواصل وحرفي.
ما تحدثه الشائعات الرقمية المغرضة من حالة إحباط وتشرذم وضعف معنوى والعزوف عن العمل الجاد الذى يبنى الأوطان وخلق مناخ سلبى يوصف بالمربك، يقوم على نوايا غير سليمة وفكر مخطط له من قبل أصحاب الغايات الفاسدة فى شتى أرجاء المعمورة فى الداخل والخارج.
ما يتطلع له الفرد والمجتمع من رفاهية تتأتى جراء عمل حقيقى نابع من جد واجتهاد وعزيمة قوية قائمة على إرادة النهضة والرقى تحتم على الجميع أن يقف صامداً أمام ما يثار من شائعات رقمية مغرضة فى ضوء وعى صحيح قائم على تحرى الصدق ومعرفة الأخبار من مصادر الدولة الموثوقة، ودون شك تعمل الشائعات المغرضة عبر مواقع التواصل الاجتماعى على دحر بما يساعد فى التنمية المستدامة بكل أنماطها وتشوه كل إنجاز بحرفية عالية لتحقق مآربها الفاسدة.
ومن ثم ينبغى تزويد أفراد المجتمع بالمعلومات الصحيحة وتصويب الأفكار الخطأ التى ترد من قبل الشائعات الرقمية المغرضة، ويعد ذلك نقطة البداية فى مواجهتها، كما يتوجب على كل مؤسسات الدولة الرسمية وغير الرسمية العمل على تنمية الوعى الصحيح بإمداد منتسبيها بكل البيانات والمعلومات من خلال وسائل الإعلام المختلفة بصفة دورية.
لا غنى عن تعزيز النسق القيمى الذى يؤمن به المجتمع المصرى وتقره الأديان السمحة من تحرى الصدق والأمانة فى القول والنقل عبر منصات التواصل الاجتماعي، حيث ان غياب النسق القيمى يؤدى لغياب الضمير والمحاسبة أو الرقابة الذاتية، ومن ثم تجد شياطين الانس مدخلاً واسعاً لضخ المزيد من الشائعات التى يتلقفها أصحاب القلوب المريضة.
حفظ الله وطننا الغالى وقيادته السياسية الرشيدة أبد الدهر.