كانت نجاة مصر من براثن مخطط ومؤامرة الفوضى فى يناير 2011 وعزل الشعب العظيم لنظام الإخوان المجرمين العميل، وقفة استراتيجية وجودية، ونقطة تحول تاريخية فى حاضر ومستقبل الدولة المصرية، ومن أهم النتائج أو قل المكاسب الثمينة والفارقة، أنه لا يمكن وبأى حال من الأحوال أن تظل مصر فى حالة محدودية القدرات، ولا ينبغى أن يكون ظهرها للهواء فى ظل حجم الاستهدافات والتحديات والمخططات والاطماع والتهديدات بل لابد من تمكين هذه الأمة العظيمة من أعلى درجات القوة والقدرة الشاملة، والمؤثرة وأيضا بناء منظومة ردع فائقة تتسق وتزيد من طوفان المخاطر والاطماع والمؤامرات التى تنتظر الدولة المصرية، فكان لزامًا صياغة جديدة لحاضر ومستقبل الدولة المصرية، وهو ما ادركه قادة عظماء وشرفاء هم عصارة الوطنية المصرية من رموز القوات المسلحة العظيمة بقيادة عبدالفتاح السيسى القائد الأعلى للقوات المسلحة لذلك فإن ما حققه الرئيس السيسى فى هذا الإطار ندرك الآن عظمته وقيمته بما لديه من رصد وتشخيص حقيقى لاحتياجات تأمين وجود الدولة المصرية والحفاظ على أمنها القومى، فى رؤية أقل ما توصف بأنها عبقرية، تجد فيها حكمة واستشرافًا للمستقبل، وايمان سابق بأهمية تمكين الدولة من القوة والقدرة والاستغناء وأقل قدر ممكن من الاكتفاء، وسرعة الوصول إلى أى تهديد يواجه الدولة المصرية حتى لو كان خارج الحدود، و هى قدرة و ردع بلا حدود وأهم ما يتميز به أنه رصد جيدًا قوة الآخرين أو الأعداء، وما لديهم وبالتالى امتلاك مصر القدرة على ردع ودحر هذه التهديدات إذا فكر الأعداء فى المساس بالأمن القومى المصرى لذلك عليك أن تتذكز مقولة الرئيس السيسى «اللى حصل قبل كده لن يتكرر مرة أخرى» وهذا يعنى أن مصر لن تكون عرضة للمخاطر أو المخططات، والتهديدات التى كادت تسبب حالة محدودية القدرات فى ضياع الدولة وقبل الخوض فى تفاصيل والإجابة عن السؤال كيف بنى الرئيس السيسى منظومة حماية لأمن مصر القومى يجب أن أنوه إلى نقطة مهمة للغاية، هى أن ما نشهده ونعيشه الآن من مواقف مصرية ثابتة وشريفة وقدرة فى الحفاظ على أمن واستقرار مصر، وتأمين الحدود، رغم اشتعالها فى كافة الاتجاهات الاستراتيجية، وقدرة على رفض المخططات والضغوط وحالة الثقة والثبات وضبط النفس والصبر الاستراتيجى والوقوف فى وجهها وعدم الخوف حتى لو كانت المخططات برعاية أقوى دول العالم والعمل فى هدوء واتخاذ الإجراءات والتدابير لحماية الأمن القومى.
حالة الشموخ المصرية، والثقة فى شرف الموقف، والرفض القاطع للمخططات والإغراءات والضغوط لم تأت من فراغ ولكن نتاج عمل وتحد وكفاح وسباق مع الزمن على مدار 11 عامًا ومازال البناء يتواصل وأسباب كثيرة تفرض بعضها تفسر لماذا الاطمئنان على أمننا القومى.
أولاً: الادراك الحقيقى والموضوعى لحاجة مصر إلى ملحمة اصلاح وبناء وتنمية وتطوير وتحديث وتعظيم للقدرات وامتلاك القوة، فما حدث فى يناير 2011 كان كاشفًا للثغرات ومناطق الضعف وغياب الاصلاح وإرادة البناء، ومحدودية الطموح وعدم الادراك لقيمة ومكانة ودور مصر وما ينتظرها من تحديات ومخاطر وتهديدات لذلك قرر الرئيس السيسى من أجل تمكين مصر من القوة والقدرة والردع أن يخوض معركتين فى توقيت متزامن، هما معركتا البقاء والبناء، والبقاء من خلال القضاء على الفوضى والإرهاب وخلق بيئة مصرية تتمتع بالأمن والأمان والاستقرار لتهيئة انسب الأجواء لأكثر عملية بناء وتنمية واطلاق المشروع المصرى لتحقيق التقدم، ولولا ما تحقق خلال الـ11 عامًا فى هذين المسارين لدفعت مصر ثمنًا باهظًا من وجودها فى ظل الصراعات والاضطرابات الإقليمية والاطماع وعصر القوة والأقوياء الذى نعيشه.
ثانيًا: امتلاك مصر الرؤية والإرادة والإلمام بمتطلبات ومقومات حماية الوطن، فى ظل ما يدور فى المنطقة والعالم لذلك اتخذ الرئيس السيسى اعظم قرار وهو بناء قدرات فائقة للجيش المصرى العظيم، من خلال أكبر عملية تطوير وتحديث شاملة والحصول على أحدث منظومات التسليح فى العالم من مصادر شتى فى تطبيق يبرز ويجسد قوة القرار الوطنى المستقل وهو تنويع مصادر السلاح فمصر لا أحد يملى عليها أو ينال من قرارها أو يلوى ذراعها، وهذه الرؤية الاستراتيجية للرئيس السيسى لحماية الأمن القومى، وعدم السماح لتعريضه لمخاطر أو عدم وجود القدرة التى تتصدى للتهديدات.
ثالثًا: حماية الأمن القومى المصرى والحفاظ عليه جاء برؤية الأمن القومى بمفهومه الشامل فلم تكن ملحمة الاصلاح والبناء والتنمية التى تشهدها مصر على مدار 11 عامًا إلا جزءًا مهمًا وربما الأهم فى منظومة حماية الأمن القومى المصرى اقتصاديًا واجتماعيًا وسياسيًا وتوعويًا بطبيعة الحال إلى الجانب العسكرى والأمنى، فالتنمية شملت كافة المجالات.
رابعًا: دبلوماسية الحكمة وسياسة التوازن وبناء علاقات دولية تقوم على الاحترام المتبادل والندية والمصالح المشتركة والشراكات الاستراتيجية والشاملة، دون انحياز لأحد، أو الانتماء لمعسكرات لذلك مصر علاقاتها مع القوى الكبرى قوية ومتوازنة وهناك مصالح استراتيجية متبادلة، لذلك اعاد الرئيس السيسى باقتدار الدور والمكانة والثقل المصرى إقليميًا ودوليًا، وتعلى مصر دومًا من شأن الحلول السلمية والسياسية والتفاوض بدلاً من الصدام من أجل السلام والاستقرار وهو ما يخفض حدة التوترات ويساعد على ارتفاع تومومتر تراكم بناء القوة والقدرة وعدم الدخول فى مغامرات أو الاستجابة لمحاولات الاستدراج.
خامسًا: بناء الوعى والاصطفاف والتماسك الوطنى وهو عمل خلاق ووجودى ونجحت مصر فى ذلك بفضل حرص الرئيس السيسى على الشفافية ومصارحة شعبه لذلك فإن قوة اصطفاف ووعى وفهم المصريين أهم مقومات الحفاظ على الأمن القومى…