مع اقتراب ذكريات مؤلمة وكارثية مرت على مصر قبل 14 عاما، أجد أن لحظة التأمل، والتوقف مع النفس ومراجعة ما حدث حتى اللحظة التى نعيشها الآن وما وصلت إليه مصر بعد 14 عاماً حتى نعطى الشرفاء حقهم ولا نبخسهم هذا الحق فلا يجب أن نعيش بلا ذاكرة لتسترجع ما جرى فى الماضى القريب لندرك قيمة الحاضر والمستقبل، والحقيقة أجدنى أتوقف كثيراً أمام ما حققه وأنجزه الرئيس عبدالفتاح السيسى لهذا الوطن، وشعبه.. ويستحق أن يكتب ويسجل بحروف من ذهب وأن يسطر التاريخ أمجاداً عظيمة لهذا الرجل الذى تفانى وأخلص للأمة المصرية، فحقق لها الإنقاذ والإنجاز وحافظ على وجودها وأمنها واستقرارها وقاد معركة بقائها وبنائها برؤية وإرادة حتى رسخ فى نفوسنا الاطمئنان على حاضر ومستقبل هذا الوطن.
من يتأمل حــــال وأوضاع وظروف مصر قبل الرئيس السيسى كان يصاب بالإحباط والحزن والأسى على ما وصلت إليه الأحوال فى مصر وتراكم الأزمات والمشاكل وحقائق الفوضى والإرهاب والمخططات والمؤامرات، وضغوط الظروف الاقتصادية الخانقة بعد عقود طويلة من غياب إرادة رؤى البناء والتنمية وإعلاء شأن الاستقرار الهش والذى تسكن أسفله قنابل موقوتة من معاناة ونقص وأزمات ومشاكل كثيرة كان يجرى علاجها بالمسكنات والتى لم تعد تفلح بعد حالة الإدمان واعتياد الجسد عليها ناهيك عن طوفان الفوضى والإرهاب الذى اجتاح البلاد فى يناير 2011 وكاد يقذف بها إلى المجهول والسقوط فى براثن الضياع لولا عناية الله وعزيمة وإرادة وتضحيات الشرفاء من أبطال ورموز قواتنا المسلحة.
الحقيقة الساطعة التى لا يستطيع أن ينكرها أى جاحد أن الرئيس السيسى لم يتسلم دولة قوية ومؤسساتها مستقرة تمضى فيها الحياة والأمور طبيعية بلا أزمات أو مشاكل أو أوضاع صعبة كل شيء يجرى فيها إلى الأمام، لم يتسلم سويسرا أو دولة أوروبية متقدمة ولكن تسلم دولة فى حالة يرثى لها تدمى القلوب، طوفان من المشاكل والأزمات، والتحديات والتهديدات والمخاطر فى الداخل والخارج، الرجل لم يعد بالنعيم، لكنه وضع الحلول، وأسباب الخروج من قاع الزجاجة وليس عنقها، لم يدغدغ المشاعر ولم يجمل الواقع ولم يخدع أو يناور أو يبع الوهم كان صريحاً وواقعياً، وشفافاً إلى أقصى درجة فى خطاب لم يعتده المصريون، قال فى فترة ما قبل الترشيح إن الأوضاع والظروف سيئة وإنه لا يستطيع بمفرده أن يفعل شيئا، ولكن الكرة فى ملعب المصريين، بالعمل والإرادة والصبر والتضحية وسيكون فى هذه الحالة ضوء كبير فى نهاية النفق، وقد حدث، قالها قبل أن يبدأ معركتى البقاء والبناء، قبل أن يتخذ قرار الإصلاح، هل تعرفون لماذا نجح، لأن المصريين صدقوه ووثقوا فيه فكان ومازال عند حُسن ظنهم، لم يخيب ظنهم، ولم يضيعهم، بل بنى لهم دولة قوية وعفية وقادرة ومنطلقة إلى المستقبل الواعد تقف على أرض صلبة فى مواجهة عواصف ورياح الشر من كل اتجاه، لكنها مثل الجبل لم تهتز.
كل إنسان منا سوف يحاسب أمام ربه، على كلمة قالها فى غير موضعها، وكل حق حجبه وكل شهادة أخفاها، والأمانة تقتضى أن نقول كلمة الحق، ولا نبخس حق هذا القائد الوطنى المخلص الشريف، وما نقوله هو الواقع، وما جرى وما عايشناه ونعيشه وما نحظى به من أمل وأمن وأمان واستقرار فلا يخفى على أى مواطن أن مصر كانت تواجه معركة شرسة هى معركة الوجود والبقاء واجهت الفوضى والإرهاب، كنا نستيقظ مع إشراقة كل يوم على مصيبة وجريمة نكراء من كلاب جهنم، الذين استهدفوا مصر ومؤسساتها، وأبناءها، ورجالها وأبطالها من جيش وشرطة فى ذات الوقت الذى كانت مصر تواجه فيه أباطرة ومنتخب العالم للإرهاب المدعوم من المقر الرئيسى لإقامة الشيطان بالمال والسلاح والعتاد وتوفير الملاذ الأمن، كانت مصر تتألم أيضاً من وطأة الظروف الاقتصادية وانهيار فى كل شيء، وتراجع فى كل المجالات والقطاعات وكأن الدولة التى يعيش فيها 85 مليون مواطن لم يبق فيها شيء، أزمات ومشاكل، طوابير تصل لمسافات طويلة، صراع للحصول على البنزين والسولار والبوتاجاز والعيش، بنية تحتية متهالكة ومتواضعة، لا تلبى الحد الأدنى من طموح دولة عظيمة مثل مصر، خسائر وثمن وتكلفة باهظة وصلت إلى 450 مليار دولار بسبب ما حدث منذ يناير 2011 وحتى رحيل نظام الإخوان العميل، أحوال الناس وصلت لأدنى مستوياتها، أمراض منتشرة مثل فيروس سي، والعشوائيات، وخمول وخمود لأى رؤية للبناء والتنمية، معاناة غير مسبوقة، حصار خانق للتحديات وأزمات ووطن يستغيث.. والسؤال المهم الذى نطرحه بقوة، متى انتهت هذه التهديدات والتحديات والأزمات، ومن الذى وراء القضاء عليها، ومن الذى قاد مصر للانتصار على الإرهاب، والمعاناة، ومخاوف السقوط، ومن الذى بنى قلاع الأمل والتفاؤل فى الحاضر والمستقبل، ومن الذى بث الاطمئنان فى نفوس المصريين فى مواجهة المخاطر والحرائق التى تحيط بنا من كل اتجاه، من الذى واجه بالفكر الخلاق معضلة محدودية الموارد، ومن أضاف لمصر مصادر ومنافذ جديدة وشرايين لم تكن موجودة، من الذى شيد هذه البنية التحتية العصرية التى تنطلق منها مشروعات التقدم والانطلاق إلى المستقبل، ومن أول رئيس مصرى يستثمر فى عبقرية الموقع الجغرافى الاستراتيجى لمصر، ومن الذى أنهى مشكلة الطاقة وحولها إلى طاقة نور وفائض للتصدير وتنويع مصادرها وخلق فرص واعدة وأيضاً معجزة زراعية، بكل المقاييس بإضافة 4.5 مليون فدان للرقعة الزراعية، وكذلك خطوات مهمة على طريق النهضة الصناعية، وفرص هائلة للاستثمارات الضخمة ومضاعفة العمران المصرى وإنقاذ وتطهير وتنمية سيناء التى كانت على مشارف الخطر، وبناء المدن الجديدة الذكية التى وصلت إلى 22 مدينة حتى الآن لم تكلف الدولة مليماً واحداً وموانئ عصرية باتت جزءاً مهماً من التجارة العالمية ومضاعفة أعداد الجامعات المصرية وأكثر، ومشروع التأمين الصحى الشامل وما شهده قطاع الصحة من تطوير وبناء ومنشآت ومستشفيات جديدة وتطوير القديم، ومبادرات صحية تشمل كل الفئات، ومبادرات رئاسية لبناء الإنسان أولت فئات كثيرة تعرضت للتهميش خلال العقود الماضية.
السيسى الذى حول مصر من السقوط إلى الصعود ومن الانهيار إلى البناء والتقدم، ومن الخوف إلى الاطمئنان وعندما تنظر إلى مصر فى أتون التهديدات والمخاطر والحرائق فى المنطقة وتجدها آمنة مطمئنة مستقرة قوية قادرة يحترمها الجميع، وترتبط بشبكة علاقات دولية تقوم على المصداقية والندية والاحترام المتبادل والثقل والمكانة، لابد أن نتوجه له بالتحية صانع المجد والأمل والمستقبل للأمة المصرية، وهذا هو حق هذا القائد ولا مجال لمجاملة، أو تجميل أو هدف غير وجه الله وكلمة حق.