الرئيس : لدينا فرصة لتعزيز التعاون فى صناعة السيارات وتكنولوجيا المعلومات والذكاء الاصطناعى
ضرورة وقف إطلاق النار فى غزة ولبنان..لا إنهاء لأزمات المنطقة إلا بحل الدولتين
أنور إبراهيم:
نلتزم بتدعيم العلاقات بين البلدين ونشكر القاهرة على دعمها ماليزيا
مصر لديها تاريخ كبير وتقاليد عظيمة.. وندعم مساعيها لتعزيز الاقتصاد
قال الرئيس عبدالفتاح السيسى إنه اتفق مع رئيس الوزراء الماليزى على أن تشهد المرحلة القادمة مزيداً من التعاون بين البلدين ووضع أهداف محددة للوفدين المصرى والماليزى للعمل على تحقيقها والتغلب على أى معوقات من المستوى الأعلي.
أكد الرئيس على وجود تفاهم كبير مع ماليزيا بضرورة تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين لتصل إلى الشراكة الإستراتيجية الشاملة والتعاون فى كافة المجالات بما يعود بالنفع على كلا البلدين.
جاء ذلك خلال كلمة الرئيس السيسى فى المؤتمر الصحفى المشترك الذى عقده مع رئيس وزراء ماليزيا أنور إبراهيم بحضور وفدى البلدين عقب جلسة المباحثات الثنائية والموسعة بينهما بمقر قصر الاتحادية.
رحب السيسى برئيس الوزراء الماليزى الذى يحل ضيفاً عزيزاً على مصر مع الوفد المرافق له، وهنأه بمرور 65 عاماً على العلاقات المشتركة بين البلدين، كما هنأ السيسى ماليزيا لرئاستها تجمع الأسيان وانضمامها كعضو فى تجمع البريكس، متمنياً التوفيق لها خلال الفترة القادمة.
أشار الرئيس إلى أن المباحثات الثنائية والموسعة كان التفاهم فيها كبيراً جداً مؤكداً أن كلا البلدين لديهما فرصة لتعزيز التعاون فى المجالات المختلفة التى تتميز بها الدولتان سواء فى مجال الاستثمارات وصناعة السيارات وتكنولوجيا المعلومات والذكاء الاصطناعى والتبادل الثقافى فى ظل ما يقوم به الأزهر الشريف لتعليم أبناء ماليزيا.
أضاف الرئيس السيسى أن زيارة رئيس وزراء ماليزيا لمصر تعتبر خطوة حقيقية مؤكدة فى التعاون بين البلدين وتعكس الإرادة المشتركة بين القيادتين لفتح آفاق للتعاون فى المجالات المختلفة.
كما أكد الرئيس على التوافق بين البلدين فى القضايا الإقليمية والدولية وأن المباحثات شهدت توافقاً كبيراً على بذل كل الجهد لإيقاف إطلاق النار فى قطاع غزة ولبنان وإدخال المساعدات الإنسانية، مشيراً إلى أن مصر حرصت على مدار عام منذ اندلاع الأزمة فى غزة على بذل كل الجهد لتحقيق هذا الهدف، ولديها اصرار على الاستمرار فى ذلك للتخفيف بقدر الامكان من حجم القتل والجوع الموجود فى قطاع غزة، وتحسباً لانزلاق المنطقة إلى مخاطر أوسع وأخطر بسبب الأزمة الحالية فى غزة ولبنان.
أكد الرئيس على أنه لا حل لإنهاء الأزمات الحالية فى المنطقة إلا بحل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية جنباً إلى جنب مع الدولة الإسرائيلية، لافتاً إلى أن ذلك هو أصل المشكلة وعلى امتداد أكثر من 50 عاماً المنطقة لم تنجح فى تحقيق ذلك لغياب الإرادة السياسية لإيجاد هذا الحل، مشيراً إلى أنه فى حالة الوصول لهذا الحل وبعد الأزمة الكبيرة الحالية بالمنطقة سيكون ذلك مقدمة للتسوية.
أضاف السيسى أنه تم التوافق مع رئيس الوزراء الماليزى على أهمية إيجاد حلول للقضايا والصراعات الموجودة بالمنطقة فى السودان وليبيا وسوريا واليمن ولبنان لاستعادة الاستقرار فى المنطقة لما لها من تأثير كبير ليس على الأمن الاقليمى فقط ولكن على الامن فى العالم كله.
أشار الرئيس الى التفاهم الكبير بين مصر وماليزيا فيما يخص التعاون وتطويره أو القضايا التى تتحسب كلتا الدولتين بأن يكون لها تأثير سلبى لاستمرارها فى المنطقة.
فى ختام كلمته جدد الرئيس السيسى الترحيب برئيس الوزراء الماليزى والوفد المرافق له والتعاون بين البلدين.
من جانبه وجه رئيس وزراء ماليزيا أنور إبراهيم الشكر والتقدير والامتنان للرئيس السيسى على حفاوة استقباله والوفد المرافق له وكرم الضيافة.
أكد رئيس وزراء ماليزيا التزام بلاده بتعزيز العلاقات الثنائية فى مجالات التجارة والاستثمار والتعليم والثقافة والبحث العلمى شاكراً الرئيس على الدعم المقدم لماليزيا فيما يخص استيراد زيوت النخيل وعدد من المنتجات المصرية.
أوضح إبراهيم أهمية تعزيز التعاون مع مصر لما لديها من تاريخ كبير وتقاليد عظيمة، كما تعد دولة كبيرة فى أفريقيا ولديها مساهمات عظيمة فى الماضي، مؤكدا على دعم بلاده المساعى المصرية لتعزيز اقتصادها عبر كل ما يمكن أن تقدمه ماليزيا، مقترحا تعزيز التعاون فى مختلف المجالات مثل مجال التعليم فى الأزهر ومع الجامعات الأخرى مثل جامعة القاهرة.
أعرب عن تقديره لجهود شيخ الأزهر فى تأسيس معهد لتعليم اللغة العربية بكوالالمبور، فضلا عن زيادة أعداد الطلاب فى العلوم الانسانية والعلوم الطبية والتكنولوجيا الهندسية، مشيرا الى تعاون ماليزيا مع مصر فى استكشاف مجالات جديدة كمجالات الطاقة والتحول نحو الطاقة وكذلك التحول الرقمى والنقل.
أضاف أن مصر لديها دور فى توفير المنح الدراسية ولديها أفضل العلماء والباحثين فى مجال العلم، مشيرا إلى أهمية استغلال هذا الأمر بما فيه صالح البلدين.
كما جدد رئيس وزراء ماليزيا الشكر لمصر لدعمها طلب ماليزيا لتكون عضوا بمنظمة بريكس، مشيرا إلى أن مصر لديها صوت كبير وعميق لدعم الجزء الجنوبى من العالم فى البريكس، متوجهاً بالشكر للرئيس على هذا الدعم.
كما أشار إلى أن ماليزيا تعلمت الكثير من مصر منذ أيام حركة عدم الانحياز، مؤكدا أن مصر ضمن الدول الرائدة التى لديها القدرة على الصمود والاستقلال.
كما وجه رئيس وزراء ماليزيا الشكر لمصرعلى مساعدتها لماليزيا فى الآسيان، مشيرا إلى أن ماليزيا تتعاون مع الدول الأصدقاء للحفاظ على الاستقرار كما تتعاون مع كافة الدول فيما يخص الاستثمار، مشيراً إلى أن رئاسة ماليزيا للآسيان العام المقبل ستبذل خلاله قصارى جهدها وستطلب من الدول الصديقة تعزيز التعاون مع مصر باعتبارها جهة فاعلة أساسية فى المنطقة.
كما أكد إبراهيم اعتزام ماليزيا إفادة الآسيان من خلال علاقتها بمصر باعتبارها من أحد مؤسسى الاتحاد الإفريقى وصوتاً هاماً فى المنطقة.
كما جدد رئيس الوزراء الماليزى شكره للدعم المصرى للمساعى لتقديم المساعدات الانسانية لقطاع غزة والذى لم يكن أمرًا سهلا نتيجة للحظر من جانب اسرائيل، مشيراً إلى تدخل الرئيس عدة مرات لكى تكفل مصر التدفق السلس للمساعدات للقطاع، بما فى ذلك السماح للطائرات العسكرية لتوصيل المساعدات للشعب الفلسطينى وكذلك تضحيات الشعب المصرى دعماً للأشقاء الفلسطينيين، مؤكدا شكره نيابة عن الشعب الماليزى لهذه الجهود ودور مصر فى إيجاد حل لهذا الموقف الصعب والمعقد وخاصة الجهود مع قطر والولايات المتحدة والجامعة العربية وكل المؤسسات التى تكفل وجود سلام دائم، مؤكدا دعم بلاده كافة القرارات التى توصلت إليها مصر فى هذا الصدد.
قال رئيس الوزراء الماليزى إنه نتيجة لرفض إسرائيل مرور المساعدات الانسانية وارتكاب الإبادة الجماعية فى غزة، اتخذنا موقفاً قوياً يؤيد فكرة أنه حينما تكون هناك دولة ترفض الامتثال لقرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن فلابد من طردها من الأمم المتحدة وهو الموقف الذى يجب النظر فيه ولكنه على دراية بتعقيد الموقف، مشيرا إلى أن الأولوية حاليا هى وقف إطلاق النار لإحلال السلام لأنه لا يمكن أن يتواصل قتل الأطفال، معرباً عن تطلعه للأصدقاء والجيران العرب على مناقشة الأمر فى قمة الرياض.
أعرب رئيس وزراء ماليزيا عن تطلعه لزيارة الرئيس السيسى لماليزيا فى القريب، مرحبا به كأخ وصديق موثوق به، مؤكدا أن هناك طرقاً واسعة للتعاون ومساندة بعضهم البعض والعمل على تعزيز رابط الصداقة والدين والثقافة.
وكان الرئيس السيسى ورئيس الوزراء الماليزى أنور إبراهيم قد شهدافى بداية المؤتمر الصحفى التوقيع على مذكرة تفاهم بشأن التعاون فى مجال الشئون الإسلامية.
وقع المذكر ة عن الجانب المصرى وزير الأوقاف الدكتور أسامة الأزهرى وعن الجانب الماليزى محمد بن حسن وزير الخارجية.