أهدافنا ومصالحنا
ومواردنا ومقدراتنا محفوظة
مهم جداً أن يكون لديك هدف تسعى لتحقيقه، أو تخوض حرباً ومعركة تنتصر فيها دون أن تطلق رصاصة أو تغامر بالوطن، تلك هى الحكمة، والإدارة العبقرية لشئون البلاد والعباد، دون أن تضيع بلدك، بل تعمل على زيادة قوتها وقدرتها، ومنحتها المكانة والدور والثقل والصوت المسموع فى الأقليم والعالم، مهم جداً أن نمتلك أعلى درجات القوة والقدرة والردع، لكن الأهم أن تحافظ على هذه القوة والقدرة ولا تبددها فى المهالك وتضعها فى مستنقعات الاستنزاف أو الاستجابة للاستدراج دون حسابات وتقديرات سليمة وصحيحة ومن المهم أن يكون لديك محددات ومبادئ وثوابت لاتخاذ القرار ومن ثم تحصد المزيد والمزيد من القوة والقدرة والأمن والاستقرار الذى يؤدى إلى مزيد من البناء والتقدم إذا قرأت هذه المقدمة ستقفز إلى عقلك «مصر – السيسي» فعلى مدار أكثر من 10 سنوات، لم يغامر الرئيس عبدالفتاح السيسى بهذا الوطن وشعبه أو كما يقولون «لم يدخلنا فى الحيطة» رغم أن التحديات والتهديدات والمخاطر التى تحيط مصر من كل حدب وصوب غرباً وشرقاً وشمالاً وجنوباً وبراً وبحراً، وداخلياً وخارجياً فى مشهد لم يسبق أن يواجه مصر على مدار تاريخها ولم يسبق لمصر أن تواجه كل هذه التحديات والتهديدات مجتمعة فى توقيت واحد، بل تجاوز الأمر ذلك فلم تكن الأمور صدفة بل إن هناك فخاخاً كثيرة نصبت لمصر تستهدف أمنها القومى واستقرارها واستدراجها ومحاولات توريطها من أجل إيقاف عجلة الصعود والبناء والنمو لكن جميعها ذهبت إدراج الرياح دون أن تتورط مصر، انتصرت وفرضت كلمتها دون أن تطلق رصاصة واحدة من خلال حسابات وتقديرات إستراتيجية دقيقة وصحيحة وغير منقوصة، بل كان أى خطأ فى هذه الحسابات والتقديرات يقضى على كل شيء تحقق فى مصر وهو أكثر ما كان يتوقعه الجميع، ويعد معجزة حقيقية من انجازات ومشروعات فى كافة القطاعات وفى جميع ربوع البلاد بالإضافة إلى برنامج غير مسبوق لبلوغ ذروة سنام القوة والقدرة والردع، هذه الملحمة صنعت الفارق فى دولة كانت قبل 11 عاماً تتلمس البقاء والخروج من نفق السقوط الذى كان قريباً للغاية لولا عناية الله وحكمة هذا القائد ورؤيته وارادته، لذلك فإن مصر تجنى ثمار وحصاد سياسات رشيدة وحكيمة فى كل شيء فى البناء والتنمية والنمو والتقدم فى تنامى القوة والقدرة فى الأمن والاستقرار وهى أمل وطموح وأمنية ملايين البشر، ففى اتون ما يحدث فى المنطقة من حرائق ونيران وصراعات وإرهاب وفوضى واضطرابات وحروب وتحديات فى الداخل، وتستطيع ان تحتفظ بأعلى درجات الأمن والاستقرار والثبات والثقة والقوة والقدرة، فهذا انجاز يستحق التحية والتقدير.
نستطيع أن نسوق العديد من الامثلة فى الغرب والشرق، فى الشمال والجنوب بكل تحدياته وتهديدات ومنها ما هو وجودى وفى البر والبحر، لكن دعونا نأخذ مما جرى على مدار 15 شهراً المثل والنموذج لعبقرية القيادة المصرية وحكمتها فى هذه الفترة وصلت المزايدات والمحاسبات والعواطف والمتاجرات والأكاذيب وحملات التشكيك والتشويه إلى دروتها لكن الدولة العظيمة مثل «مصر – السيسي» لا يثنى قراراتها ومواقفها على مثل هذه الامور، بإدارة وقيادة الدول لا تجرى بدغدغة المشاعر والمتاجرات لأن الأمر يتعلق بمصير وطن ومستقبل شعبها وصنعت مصر مجموعة من الثوابت والمبادئ التى لم تحد عنها يوماً قالت بلسان واضح لا تصفية للقضية الفلسطينية ولا تهجير لسكان غزة ولا توطين فى سيناء على حساب الأمن القومى المصرى وحذرت من مغبة الإقدام على هذه الخطوة وأنها «خط أحمر» سيواجه بكل حسم وأكدت أنه لن يحدث بأى حال.
هل هو مجرد كلام إنشائى اطلقته مصر، على الاطلاق، تحركت بقوة على أكثر من مسار، الأول سياسى ودبلوماسي، لم يكل ولم يمل أو يتوقف بالانفتاح بل العالم، وباتت مصر مركزاً للزيارات واللقاءات والاتصالات وعقد القمم حول غزة وقالت إنه لا حل إلا الدولة الفلسطينية المستقلة ولا مجال لتصفية أو تهجير أو توطين، والثانى هو الدعم الإنسانى للأشقاء فى غزة بكافة أنواع المساعدات، كل ذلك يرتكز على قاعدة مهمة وحاسمة للغاية، وهو جاهزية الدولة المصرية لحماية ثوابتها ومواقفها وخطوطها الحمراء عبر رسائل القوة والقدرة والردع والكشف عن ملامح مبهرة لهذا الردع فى ظل وجود جيش وطنى عظيم يمتلك كافة أسباب ومقومات الكفاءة والاستعداد والجاهزية ومهمته المقدسة، هى حماية الوطن وحدوده وأرضه وأمنه القومى وأضيفت خطوطه الحمراء.. ولم تتزحزح مصر عن مواقفها وثوابتها فى ذات الوقت تقوم بدور الوسيط ومحاولات مكثفة وجهود مضنية واتصالات مستمرة لوقف العدوان الإسرائيلى وفى النهاية تحققت الأهداف المصرية فلا تصفية ولا تهجير ولا توطين دون آن تطلق رصاصة واحدة هذه هى الحكمة والإدارة الذكية والرشيدة وعدم التهور والاندفاع فمصر لديها الكثير من الأوراق والبدائل وهى أسلحة أقوى من الأسلحة التقليدية التى نعرفها لكن المهم أن ترتكز وتنطلق من قواعد القوة والقدرة والردع ولو أن مصر لا قدر الله كانت ضعيفة أو قليلة الحيلة، ما انتظروا عليها من أجل تحقيق أهدافهم الشيطانية فى مصر لذلك علينا جميعاً أن أهدافنا ومصالحنا ومواردنا ومقدراتنا محفوظة ومصانة مهما كانت التحديات فالقوة لا تعنى الغطرسة والتهور والمغامرات التى تهلك وتضيع الأوطان بل يجب أن تكون الإدارة على أسس من الحكمة والرشد والتقديرات والحسابات الدقيقة، تلك هى عبقرية إدارة القوة والرئيس السيسى تحدث فى هذا الأمر بوضوح وقال «بصوا شمال، تبصوا جنوب، تبصوا شرق، تلاقوا الدنيا تحديات ومشاكل لها أثار ولها تأثير، طبعاً بقول الكلام ده ليه؟ بقول الكلام ده علشان أسجل موقفى أنا لكم كلكم.. اسمعوا أنا لم أغامر بكم، لم اتخذ قراراً أضيع بيه مصر لا علشان خاطر هوي، أو فهم خاطئ أو تقدير منقوص أو اخدنا قرار ودخلناكم فى الحيط وضيعنا مصر، ولم نأخذ أموالكم وضيعناها محصلش وكل حاجة اتعملت على أرض مصر، أى حد يشوفها ده تسجيل لإنسان انتوا اخترتوه وقلتوا له تعالى تولى المسئولية وأنا قلت لكم تعالوا نتولى جميعاً المسئولية».
يقيناً ما قاله الرئيس السيسى حقيقة وواقع نعيشه ما بين بلد لم تغامر فلم تضيع وباتت واحة الأمن والاستقرار وبناء وتنمية غير مسبوقة فى بناء مصر الحديثة التى تنعم الآن بالفرص والمستقبل الواعد والقوة والقدرة الشاملة.