لدينا تجربة فى التعامل مع الأزمات.. وتحويل المحنة إلى منحة
نجحنا فى التخلص من فيروس «سى» وقوائم الانتظار فى قطاع الصحة وخفض البطالة إلى 6.5 ٪
أكد الرئيس عبدالفتاح السيسى أنه رغم التحديات التى واجهتها مصر منذ عام 2011، إلا أن الدولة تحركت فى إطار استراتيجية قائمة على حلول متوازنة ومتكاملة ومتداخلة مع الحفاظ على تحقيق الأهداف والتغلب على الأزمات والتحديات.
وقال الرئيس السيسى – فى مداخلة خلال جلسة حوارية على هامش النسخة الثانية لليوم الافتتاحى للمؤتمر العالمى للسكان والصحة والتنمية البشرية بعنوان «الاستفادة من التحديات: التنمية البشرية فى أوقات الأزمات» – إن مصر لديها تجربة فى التعامل مع الأزمات وكيفية تحويل المحنة إلى منحة.
وأضاف أننا خرجنا من 2011 بظروف اقتصادية صعبة وعدم استقرار أمنى نتيجة للتطرف والإرهاب، حيث كانت الدولة فى حالة فوضى، وكانت التحديات والأزمات الموجودة فى هذا الوقت يتصور لا أى أحد أنه لا حلول لها.
قال الرئيس عبدالفتاح السيسى إنه رغم كل التحدى الاقتصادى الذى كان موجودا منذ 2011 وما بعدها والحرب على الإرهاب لكن تم وضع تلك التحديات أمام أعيننا وتحركنا بخطة حافظنا فيها على أهدافنا وصممنا على تحقيقها.
ولفت الرئيس السيسى إلى مشكلة الفقر المائى فى ظل ثبات حصة مصر من نهر النيل، وقال «إن حصة مصر من مياه النيل لم تتغير على مدى عشرات أو مئات السنين وهى تقريبا 55 مليار متر مكعب من المياه سنويا، وأن عدد سكان مصر كان 4 ملايين نسمة منذ حوالى 150 أو 200 سنة ووصل إلى 106 ملايين نسمة حاليا وهذا أدخلنا فى حالة فقر مائى شديد».
وأضاف «أن مصر لم تدخل فى صراعات مع أحد لكى تزيد من حصتها من المياه..وأن هذا تحد.. وطبقا لمعايير الأمم المتحدة نحن فى حالة فقر مائى شديد أى أن نصيب الفرد أقل من 450 مترا مكعبا فى السنة والمفترض أن يكون من 900 إلى 1000 متر مكعب فى السنة».
ونوه الرئيس السيسى إلى أن مصر دخلت فى برنامج ضخم جدا على مدى العشر سنوات الماضية للاستفادة ومعالجة المياه بشكل متطور للغاية مما جعلنا نحتل المرتبة الثانية فى العالم فى تدوير واستخدام المياه.
كما انفقت مصر فى هذا الأمر أرقاما مالية هائلة لكى تمتلك محطات معالجة ثلاثية متطورة على مستوى دولة يستخدم فيها 106 ملايين نسمة المياه ليس فقط للشرب ولكن أيضا فى أغراض الزراعة وغيرها مما جعلنا نقوم بمعالجة مياه الصرف الزراعى لإعادة استخدامها مرة أخرى.
أكد الرئيس عبدالفتاح السيسى أن الأزمات التى واجهتها مصر شكلت فرصًا حقيقية لتحقيق نجاحات كبيرة عبر تحديها وإيجاد حلول مبتكرة.. وقال إن الدولة اعتمدت على استراتيجيتين رئيسيتين فى التعامل مع الأزمات، وهما دمج الحلول المتوازنة والمتكاملة والحفاظ على الأهداف رغم العقبات، مشيرا إلى أن الحكومة المصرية كانت حريصة على تنفيذ الأهداف الموضوعة على الرغم من التحديات الكبيرة.
وضرب الرئيس السيسى مثالاً بنجاح مصر فى التغلب على أزمة فيروس «سى» وقوائم الانتظار فى قطاع الصحة والتى كانت من أخطر الأزمات التى واجهت مصر، موضحا أن مصر نفذت حملة قومية لمسح صحى شامل على مستوى الدولة شملت فحص السمنة، السكرى، وضغط الدم بالتوازى مع علاج فيروس «سى» مما أتاح للحكومة جمع بيانات ضخمة عن الحالة الصحية فى مصر، ونتيجة لذلك تحولت مصر من دولة كانت تعتبر من أكثر الدول إصابة بفيروس «سى» إلى دولة خالية من الفيروس.
ولفت الرئيس السيسى إلى أن مصر واجهت أيضًا أزمة البطالة، حيث كانت نسبة البطالة مرتفعة فى فترة سابقة، قائلا: إن مصر تخرج سنويًا نحو مليون شخص جديد وهو تحد كبير يستلزم توفير فرص عمل لهم.
ونوه إلى أنه على الرغم من زيادة عدد السكان من 80 مليونًا فى 2011 إلى 106 ملايين اليوم، استطاعت الدولة تخفيض معدل البطالة إلى 6.5 ٪، وهو مؤشر على نجاح الجهود المبذولة فى هذا المجال.
وأشار إلى تطوير البنية الأساسية للدولة، حيث تم تحسين وتحديث قطاع الطاقة بالكامل وإنشاء وتطوير الموانئ والمطارات، وتوسيع شبكة الطرق وسكك الحديد، فقدأضافت مصر شبكة نقل حديثة تعتمد على الطاقة الكهربائية مما يسهم فى تحسين البنية التحتية وتلبية احتياجات المواطنين.
وشدد الرئيس السيسى على أن الدولة مستمرة فى العمل الجاد لتحقيق الأهداف التنموية وتجاوز التحديات، بما يضمن تحقيق التقدم والازدهار لمصر.
وقال الرئيس عبدالفتاح السيسى إن الأزمة تتحول بالإصرار والفكر والعمل والمحافظة على الأهداف إلى منحة جيدة جدا، لافتا إلى الأزمة الاقتصادية ومسار الإصلاح الاقتصادى الذى اتخذته مصر من خلال برنامج فى 2016 نجاحنا فيه لا يعود فقط إلى الجهود التى بذلناها ولكن أيضا إلى استقرار الأوضاع الإقليمية والدولية وهذا ليس واقعا الآن.
وأوضح الرئيس السيسى أن البرنامج الحالى الذى نعمل عليه وهذه رسالة مهمة أبلغها للمصريين والمؤسسات الدولية المعنية بهذا الأمر وهما الصندوق والبنك الدوليان وكل المؤسسات الدولية أنه: «يتم عمل هذا البرنامج فى ظل ظروف إقليمية ودولية وعالمية شديدة الصعوبة ولها تأثيرات سلبية للغاية على الاقتصاد فى العالم كله».
وأضاف الرئيس السيسى: يقال إنه سيكون هناك ركود اقتصادى محتمل خلال السنوات القليلة القادمة نتيجة التداعيات لهذا الأمر، نحن جزء من اقتصاد العالم وبالتالى برنامجنا الذى نعمل به الآن وأن لم نضع فى الحسبان التحديات 6 أو 7 مليارات دولار فقدناها خلال الـ 7 أو 10 الأشهر الماضية فقط ويحتمل استمرار ذلك لمدة عام آخر نتيجة التداعيات الدولية،ولابد من مراجعة هذا البرنامج فى حال ولدت ضغوط على الناس بشكل لا يتحملونه قائلا: « اتفقنا مع صندوق النقد وهذا أمر مهم، وأقول للحكومة ولنفسى أنه إذا كان هذا التحدى سيجعلنا نضغط على الرأى العام بشكل لا يتحمله الناس فلابد من مراجعة الموقف ولابد من مراجعة الموقف مع الصندوق».
كان الرئيس السيسى قد شهد أمس إطلاق فعاليات النسخة الثانية من المؤتمر العالمى للسكان والصحة والتنمية البشرية فى العاصمة الإدارية الجديدة بالقاهرة.
وكان فى استقبال الرئيس السيسى لدى وصوله مقر انعقاد المؤتمر رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولى، ونائب رئيس الوزراء للتنمية البشرية ووزير الصحة والسكان الدكتور خالد عبدالغفار.
ويعد المؤتمر منصة تعليمية متميزة تجمع خبراء محليين ودوليين فى 37 تخصصاً طبياً، ويسعى لتمكين الأطباء من مواكبة أحدث التطورات فى مجال الرعاية الصحية، وإتاحة الفرصة لتبادل الخبرات وبناء شبكات مهنية تسهم فى تحسين جودة التعليم الطبى.
وفى ختام الجلسة الافتتاحية للمؤتمر تسلم الرئيس السيسى نسخة من الاستراتيجية الوطنية للصحة والسكان من نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية البشرية وزير الصحة والسكان الدكتور خالد عبدالغفار.