أكد الرئيس عبد الفتاح السيسى أن ترحيل الشعب الفلسطينى من مكانه وارضه ظلم لا يمكن أن نشارك فيه، مؤكدا أن الشعب المصرى لو طلبت منه هذا الأمر سينزل كله فى الشارع المصرى « وهيقول لا … لا تشارك فى ظلم»
جاء ذلك فى مداخلة للرئيس أمس خلال المؤتمر الصحفى المشترك مع نظيره الكينى ويليام روتو على هامش زيارة رسمية للقاهرة.
وأشار الرئيس الى الظلم التاريخى الذى وقع على الفلسطينيين وتهجيرهم سابقا ولم يعودوا إلى مناطقهم، مؤكداً انه سبق التأكيد للفلسطينيين الذين تم تهجيرهم أنهم سوف يعودوا إليها مرة أخرى بعد تعميرها، ولم يعودوا مؤكدا أنه لا يعتقد أن ذلك من الممكن أن يحدث مرة أخرى.
وقال السيسى «أقول ذلك بمناسبة ما يتردد، بشأن موضوع تهجير الفلسطينيين»، وأود أن أطمئن الشعب المصري: «بأنه لا يمكن أبدا التساهل، أو السماح بالمساس بالأمن القومى المصري» .. وأطمئنكم بأننا عازمون على العمل مع الرئيس «ترامب»، وهو يرغب فى تحقيق السلام، للتوصل الى السلام المنشود القائم على حل الدولتين ونرى أن الرئيس «ترامب»، قادر على تحقيق ذلك الغرض، الذى طال انتظاره بإحلال السلام العادل الدائم، فى منطقة الشرق الأوسط.
وأضاف السيسى قائلا : إنه خلال ما يقرب من 15 شهراً أكدنا أن ما نراه منذ 7 أكتوبر وحتى الآن هو إفرازات ونتائج لسنوات طويلة لم يتم فيها الوصول إلى حل للقضية الفلسطينية، وبالتالي، فإن جذور المشكلة لم يتم التعامل معها، وهنا كل عدة سنوات، ينفجر الموقف ويحدث ما نراه أو ما رأيناه فى قطاع غزة، إذن الحل لهذه القضية، هو حل الدولتين، إيجاد دولة فلسطينية، هذه حقوق تاريخية لا يمكن تجاوزها، وهذا ليس رأيي، لابد أن نضع فى اعتبارنا الرأى العام، ليس العربي، وليس المصري دائماً الرأى العام العالمى الذى يرى أنه وقع ظلم تاريخى على الشعب الفلسطينى خلال السبعين عاما الماضية، ويرى أن الحل ليس إخراج الفلسطينى من مكانه لا.. الحل للدولتين .. جنبا إلى جنب، أمن وسلام للمواطن الإسرائيلى، وأمن وأمان للمواطن الفلسطيني، قال الرئيس أن النقطة الثانية هى ما رأيناه، من خلال عودة الفلسطينيين بعد تدمير استمر أكثر من 14 شهرا الآلاف الذين عادوا، والسؤال: لماذا عادوا؟، وعادوا إلى ماذا؟، .. عادوا على الركام الذى تم تحطيمه على مدار 14 شهرا.
وأضاف الرئيس قائلا « فى مصر حذرنا فى بداية الأزمة أن يكون ما يحدث محاولة لجعل الحياة مستحيلة فى قطاع غزة، حتى يتم تهجير الفلسطينيين، وقولنا وقتها هذه الفترة فى أكتوبر مع كل من التقيناه من مسئولين أن هذه الأزمة هى ازمة ناتجة ليس فقط بسبب عنف وعنف متبادل بين الطرفين ولكن نتيجة فقد الأمل، فى إيجاد حل للدولة الفلسطينية للشعب الفلسطيني.
وتساءل الرئيس قائلا : « ماذا سأقول للرأى العام المصري؟ ولن أتحدث عن الرأى العام العربى أو العالمي، أقول إيه لو طلب منى او ما يتردد عن تهجير الفلسطينيين إلى مصر، انا أتصور ان هذا معناه عدم استقرار الامن القومى المصرى والأمن القومى العربى فى منطقتنا، ومن المهم جدا.. الناس التى تسمعنا أن هناك أمة لها موقف فى هذا الامر، أنا موجود أو غير ذلك ..
وشدد الرئيس على حتمية التنفيذ الكامل لاتفاق وقف إطلاق النار فى قطاع غزة الذى تم التوصل له بعد جهود مصرية مضنية بالشراكة مع شركائنا فى قطر والولايات المتحدة الأمريكية وضرورة السماح باستئناف النفاذ الإنسانى الكامل للفلسطينيين فى غزة، لإنهاء الوضع الإنسانى الكارثي.
وأكد الرئيس على ضرورة بدء مسار سياسى حقيقي، لإيجاد تسوية مستدامة للقضية الفلسطينية، من خلال إقامة الدولة الفلسطينية، على خطوط الرابع من يونيو عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.
وقال الرئيس :دعونى هنا أشير إلى أن هناك ثوابت للموقف المصرى التاريخي، بالنسبة للقضية الفلسطينية وأنه لا يمكن أبدا، أن يتم الحياد أو التنازل، بأى شكل كان، عن تلك الثوابت وعندما أشير للثوابت، فإننى أعنى بذلك الأسس الجوهرية التى يقوم عليها الموقف والتى تشمل بالقطع، إنشاء الدولة الفلسطينية، والحفاظ على مقومات تلك الدولة، وبالأخص شعبها وإقليمها.
وكان الرئيس قد أشار فى بداية مداخلته إلى أنه تناول مع الرئيس «روتو»، آخر التطورات المرتبطة بمنطقة القرن الإفريقى والبحر الأحمر حيث توافقا فى الرؤي، حول خطورة ما تشهده منطقة البحر الأحمر من تهديدات أمنية، تفتح المجال لتوسيع رقعة الصراع، والتأثير على الدور الرئيسى والفاعل، للدول المشاطئة للبحر الأحمر فى تناول شئونها .. وهو الوضع الذى لا يمكن فصله عن العدوان الإسرائيلى على غزة، باعتباره سببا رئيسيا لهذه التهديدات الأمنية.