لم يكن اصطحاب الرئيس عبدالفتاح السيسى الرئيس الفرنسى ايمانويل ماكرون إلى منطقة الحسين وخان الخليلى إلا لفتة ذكية مهمة فالزيارة لمنطقة تاريخية تضم الأزهر والحسين ومناطق الجمالية وبها المنتجات التراثية التى يحرص زوار مصر على اقتنائها.. ليس هذا فقط بل تناول العشاء فى مقهى نجيب محفوظ الحاصل على جائزة نوبل له مغزى مهم فى الثقافة.. فبين مآذن الأزهر والحسين والحى الشعبى جاءت جولة الزيارة فى يومها الأول وهو ما سأقف فى تناولى على أهمية خريطة المكان فى هذا الملف المهم الذى زاره نابليون بونابرت عام 1798 مع الحملة الفرنسية.. الرسائل المهمة السياحية والثقافية لهذه الزيارة تقدم للعالم صورة جيدة عن الاستقرار الذى تعيشه مصر وحفاوة الترحيب من قبل الحضور بالرئيس المصرى قدمت للعالم صورة واقعية عن الدولة التى تخطو خطوات غير مسبوقة فى التنمية منذ 11 عاماً بعد مواجهة حامية مع جماعات إرهابية ضالة عانت منها فرنسا ايضاً.. الرسالة الأهم ان مصر التى تقيم أكبر متحف فى العالم وفى إفريقيا فى منطقة الجيزة جديرة بالتنوع السياحى إيمانويل يعلم ان بلاده تنافس اسبانيا فى هذا المجال ويدخلها سنوياً قرابة 60 مليون سائح.. ومن هنا اقف عند الرسالة السياحية التى قدمتها رحلة أو جولة ايمانويل ماكرون إلى منطقة الحسين وابتهاجه من حفاوة الاستقبال الأمر الذى جعله يقدم شكره للرئيس السيسى وللشعب المصرى باللغتين العربية والفرنسية والمعروف عن الفرنسيين اعتزازهم باللغة الفرنسية ولا يتحدثون فى اللقاءات الرسمية إلا بها.. حفاوة المصريين بماكرون تعكس عمقاً ثقافياً للرجل القادم من باريس وبها جامعة «السربون» أشهر جامعات العالم وتخرج منها عميد الأدب العربى طه حسين وكثيرون من المصريين تعلموا فى فرنسا وبينهم شيخنا فضيلة الامام أحمد الطيب شيخ الأزهر الأمر الذى يجعل فرنسا لها مكانة علمية ثقافية مع مصر وتحقيق اليونسكو منظمة الأمم المتحدة للثقافة والعلوم ومعهد العالم العربى الذى يعد منارة مهمة للمثقفين العرب فى كل المجالات.
فى الحسين شاهد ماكرون روح الشعب المصرى المضياف الشعب الذى علم الحضارة للعالم.. وجلس ماكرون على بعُد أمتار من أهم جامعات العالم الإسلامى التى تضم مبعوثين من أكثر من 60 دولة من البلدان الإسلامية يدرسون فى كلياتهم العلوم الإسلامية الوسطية..
.. بالتأكيد دار بالرئيس ايمانويل ماكرون ان مصر الحضارة والتاريخ هى التى تقدم للعالم الدين الوسطى وان لصق الإرهاب بالإسلام «فرية» مصنوعة من الاعلام الغربي.. ماكرون الذى جلس يضحك ويتناول الأكلات المصرية تأكد لماذا كان رئيس فرنسا الاسبق بومبيدو والرئيس ميتران دائما الحضور إلى مصر وأهراماتها وشمس مصر فى أسوان والأقصر.
تأكد تماماً ان مصر بلد سياحى وان شعب مصر الذى يستعد لافتتاح متحفه شعب حضارة وتاريخ ممتدة لأكثر من 7 آلاف عام وان هذا الشعب الذى يستضيف أكثر من 10 ملايين لاجئ معهم من افريقيا شعب يحب السلام والتعايش.. وان مصر التى تعيش فى هذه المنطقة المتوقدة من العالم ها هى تستضيف واحداً من كبار الزعماء وسط الحى الشعبى الأشهر والذى ولد فيه ايضاً الرئيس عبدالفتاح السيسى الذى اصطحبه لهذا المكان الذى قضى فيه فترات مهمة من مولده وشبابه.. لقد كانت الرسالة مصر أم الدنيا ليس شعاراً ولكنه حقيقة قالها ماكرون لنفسه وحيا على سلم الطائرة باللغة العربية شعب مصر العظيم قيادة وشعباً.. الزيارة رسائلها كثيرة لكن رسالتها السياحية بليغة.. وللحديث بقية.