لم تعد لغة البلطجة والعصابات الإجرامية والجماعات الإرهابية قاصرة على هذه الكيانات والميليشيات المتطرفة، ولكنها باتت خطاباً تتبناه دول نحسبها كبري، وتصر على التمادى والاستمرار فى محاولة تحويل العالم إلى «غابة» يأكل فيها القوى الضعيف، لا اعتبار فيها لقانون أو لدين أو مواثيق أو أخلاق، أدمنت تخريب وتدمير الدول، وإفشالها، وإسقاطها ونهب ثرواتها ومواردها، واغتصاب أراضيها وانتهاك سيادتها، فما حدث فى الربيع العبرى نموذج واضح للبلطجة والإجرام والإرهاب.. قامت قوى الشر، برعاية وتمويل وتدريب وتوظيف المرتزقة والإرهابيين الذين يتاجرون بالدين وهم غارقون فى العمالة والخيانة فى مؤامرة كبرى على دول الأمة العربية.
قوى الشر التى لطالما تاجرت بالإنسانية وحقوق الإنسان وخدعت العالم بشعارات العدل والسلام ومبادئ القانون، تحاول تنفيذ مخطط يخدم الكيان الصهيوني، رأس حربة المصالح الأمريكية فى الشرق الأوسط، أوهام تتعلق برسم وصياغة جديدة للشرق الأوسط حسب الهوى والمزاج الصهيوني، يستهدف تصفية القضية الفلسطينية، وتهجير الفلسطينيين فى غزة والضفة إلى مصر والأردن من خلال حرب الإبادة التى يشنها جيش الاحتلال والقضاء على كافة المقومات وأسباب الحياة فى القطاع حتى لا يعود صالحاً وتدمير الأخضر واليابس، والحجر والبشر.. فقد اختفت ملامح غزة تماماً، وأصبحت مجرد أطلال وركام، وبلغت الإبادة ذروتها باستشهاد ما يقرب من 52 ألف شهيد، وما يقترب من 120 ألف مصاب.. ناهيك عن آلاف المفقودين والمشردين والحصار والتجويع.
وفى مقابل هذا الإجرام والبلطجة والإرهاب تقف مصر وحيدة فى وجه المخطط «الصهيو – أمريكي» ترفض بشكل قاطع وحاسم محاولات تصفية القضية الفلسطينية وتهجير سكان قطاع غزة بأى شكل من الأشكال وخاصة على حساب أراضيها وأمنها القومي، وأكدت أن ذلك «خط أحمر» لا تهاون فى حمايته، وأن التهجير للفلسطينيين ظلم لن تشارك فيه مصر، وتسابق الزمن من أجل إيقاف العدوان وحرب الإبادة على الفلسطينيين وإدخال المساعدات الإنسانية فى ظل الأوضاع الكارثية التى يعانى منها الفلسطينيون، ولم تتصد وتزيف مخطط التهجير، الذى طرحه الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، فحسب، ولكن قدمت البديل الواقعى والأخلاقى والقانوني، من خلال خطة تعمير غزة بلا تهجير، ودون الحاجة إلى خروج الشعب الفلسطينى من أرضه، وباتت خطة مصر لتعمير وإعمار غزة خطة عربية إسلامية تحظى بتأييد ومباركة دولية، ليس هذا فحسب ولكن القاهرة أطلقت رسائل مدوية بشموخ وكبرياء وصلابة بعدم الاقتراب من الخطوط المصرية أو التفكير فى المساس بالأراضى أو الحدود المصرية لأن الرد سيكون قاسياً.، وتستطيع أن تقرأ المأزق والوجع والألم والصفعة والارتباك الذى تعيشه قوى الشر وأصحاب المخطط، من خلال قراءة حالة التموضع المصرية، وأيضاً حالة الاقتراب، ويقظة منظومة الردع المصرية فى قبة العدو، وحياته، تحت سيف المصريين الباتر، من هنا تتصاعد الحملات الخبيثة التى تستهدف مصر وقيادتها الوطني، وجيشها العظيم، وشعبها الصلب، تارة بحملات أكاذيب وشائعات وتشويه وتشكيك، ولعل ما يجرى فى البحر الأحمر من اضطرابات أثرت على حركة الملاحة فى قناة السويس دليل على ذلك ويكفى خسارة مصر 800 مليون دولار لكنها أيضاً لم تؤثر على موقف مصر القاطع والحاسم فى رفض المخطط، وتارة ثالثة بمحاولات للإغراءات، والعروض السخية التى تكشف حجم اهتمام قوى الشر بتنفيذ المخطط «الصهيو أمريكي» لكن مصر مواقفها لا تباع ولا تشترى فهى مواقف نابعة من عظمة وشرف وأخلاق وقيم نبيلة.. ثم نأتى لبيت القصيد فى حلقة أخرى فاشلة ورخيصة لمحاولات تركيع الدولة المصرية من خلال التهديد متعدد الأشكال والألوان، والوعيد، أو تلك الرسائل المبطنة التى تنشرها صحف ووسائل إعلام وتقارير خبيثة لأجهزة مخابرات محور قوى الشر، والدول الراعية للمخطط «الصهيو أمريكي» الذى لا يستهدف فقط أوهام إسرائيل الكبرى ولكن المطلوب غزة والخلاص من الفلسطينيين على حساب مصر والأردن، حتى تتحقق المصالح الكبرى لتحالف الشر، من السيطرة على الممرات وإنشاء خطوط وطرق، ومنابع النفط والغاز، وضرب المشروع المصرى لتحقيق التقدم والقوة والقدرة، والتخلص وإيقاف صعود الصين، وضرب مصالحها فى الشرق الأوسط وكذلك تحجيم القوة المصرية الصاعدة بزعم أنها تهدد الكيان الصهيونى الخبيث، وكذلك صعود مصر المتنامى يراه تحالف الشر أنه يضرب ويضر مصالحهم، لذلك أصيبت قوى الشر بالجنون والهذيان من موقف مصر الحاسم والصلب وإدارتها العبقرية للصراع، والتحرك خارج الصندوق على المستوى الولى والإقليمي، وحشد الدول الكبرى لتأييد موقفها ورؤيتها وهو ما يحدث بنجاح، ثم أن قرار مصر المستقل الذى يعبر عن شموخ قيادتها، وإرادة شعبها لا تخطئه العين، تتعاون على كافة الأصعدة مع كافة القوى التى تحقق مصالحها وأهدافها، وتلبى آمال وتطلعات شعبها، مثل الاتحاد الأوروبي، ودوله الكبرى مثل فرنسا وإيطاليا وإسبانيا، ثم روسيا والصين، وأيضاً على المستوى العربي، والإقليمي، وحشد قوى الإقليم والعالم لرفض وإحباط مخططات تضر بالأمن الدولى والإقليمي، ومن يقرأ ويتدبر تحركات الدبلوماسية الرئاسية المصرية التى يقودها القائد العظيم الرئيس عبدالفتاح السيسى يدرك عبقرية الدولة المصرية، وكيف تحقق نتائج مدوية، لتزيد من أوجاع وآلام ومأزق تحالف الشر، والجنون الذى أصابهم حتى وصل بهم الأمر إلى تبنى خطابات العصابات الإجرامية والجماعات الإرهابية.
وحتى نفهم الصورة، وعظمة الموقف المصرى وكيف حققت القيادة المصرية أكبر عملية إحياء وبعث بشموخ وكبرياء الدولة المصرية التى تقف منفردة ووحيدة وبشرف وندية أمام الأقوى فى العالم، وقوى الهيمنة والنفوذ، بل توجع وتؤلم، وتجبر الآخرين على إعادة حساباتهم فى أقل من 20 يوماً رأينا تحركات مصرية على مستوى الدبلوماسية الرئاسية ولا أروع وأعظم، زيارة الرئيس الفرنسى ماكرون ونتائجها ثم زيارة الرئيس الإندونيسى وتحولات الموقف لصالح الرؤية المصرية، وزيارة قطر والكويت ونتائجهما الكبيرة، ثم زيارة الرئيس السيسى لجيبوتى وما تحمله من وضوح الأهداف والغايات فى ظل مشهد إقليمى شديد الاضطرابات، وجيبوتى من أهم الدول التى تقع على مدخل باب المندب، لتكتمل ثلاثية العلاقات القوية، هذه المنطقة فى ظل علاقات مصر مع الصومال وإريتريا وهندسة الدبلوماسية الرئاسية المصرية لهذه العلاقات لتحقق مصالح الجميع، فى ظل المبدأ المصري، أن حوكمة الأمن فى البحر الأحمر شأن الدول المطلة عليه وليس من حق أى دولة أخرى التدخل فيه.. وهل بعد ذلك شموخ؟
منذ سنوات كان الرئيس السيسى يفتتح بعض المشروعات القومية، وكنت أتشرف بالحضور، سمعت الرئيس يقول «أنا مش بخاف غير من ربنا»، وأقول القائد الذى حمل روحه على كفه من أجل وطنه وشعبه فى 3 يوليو 2013 لا تخيفه خطابات العصابات الإرهابية والجماعات الإرهابية وهذه الرسائل الرخيصة، لكن ليعلم الجميع ويفخر بأن مصر يقودها زعيم عظيم أوجع وتصدى بشجاعة ووطنية وشرف وإيمان بشموخ وعظمة مصر لمخططات التهجير.. حفظ الله الرئيس السيسي.. حفظ الله مصر.