قال الرئيس عبدالفتاح السيسي، إنه يدرك حجم المعاناة والضغوط الاقتصادية فى مصر.
وأضاف الرئيس السيسى فى كلمة ارتجالية خلال الاحتفال بذكرى عيد الشرطة الـ 72، أمس ـ أن استقرار الدول والحفاظ على أمنها ومستقبلها لا تتحمله القيادة أو الحكومة فقط وإنما يتحمله كل أفراد الشعب، مشيراً إلى أن كل الشعب المصرى مسئول عن أمن البلاد ومستقبلها واستقرارها وتقدمها.
وقال الرئيس السيسي: «مُقدر حجم المعاناة والضغوط الاقتصادية الموجودة فى مصر.. ومُقدر أكثر صلابة المصريين وهذا ليس كلاماً معنوياً، وأنا على علم بأن الحياة صعبة والظروف صعبة والأسعار غالية».
وتابع: «أقول هذا الكلام فى وقت صعب للغاية.. فالعالم فى وضع صعب ومضطرب، علاوة على الأوضاع التى تحدث فى قطاع غزة»، لافتاً إلى المشاهد القاسية فى قطاع غزة، على خلفية استشهاد 25 ألفاً من المدنيين أغلبهم من النساء والأطفال، علاوة على أكثر من 60 ألف مصاب وتدمير كامل لقطاع غزة.
ونوه الرئيس عبدالفتاح السيسى إلى أن مصر تواجه ظروفاً على حدودها الغربية والشرقية والجنوبية، قائلاً: «يجب أن نعلم أن تلك الأمور لا تمر بدون أى تأثير علينا أو على اقتصادنا، فكل حدث له تداعياته».
وأضاف: «الفيلم المعروض قبل قليل عن أحداث 25 يناير 2011، تناول الصعوبات التى واجهتها الدولة أثناء الأحداث الصعبة التى مرت وعملية اقتحام السجون.. لا يجب أن تنسوا أن من ضمن الأشياء التى حدثت محاولة إثارة الرأى العام على الدولة، أو بشكل مبسط لمن يسمعنى الآن أن تكون هناك مواجهة «نحن وأنتم»، ليكون الشعب فى مكان والحكومة فى مكان آخر، أو الشعب فى صف ووزارة الداخلية فى صف ثانٍ».
وأشار إلى أن إثارة الرأى العام كان هدفها القيام بدور سلبى يحفز ويدفع ويسيء للأجهزة والدولة حتى يقوم الرأى العام بما قام به فى عام 2011، لافتاً إلى أن «ما حدث للشرطة ليس فقط عملية اقتحام السجون وهروب السجناء، ولكننا قضينا أكثر من 3 سنوات نرمم العلاقة بين الشعب والدولة ووزارة الداخلية، وهذا لم يكن أمراً سهلاً ولكنه احتاج برامج ودعماً وصبراً».
ووجه الرئيس السيسى رسالة المصريين: «من الضرورى أن يكون الشعب المصرى دائماً صفاً واحداً وكتلة واحدة.. أى تحديات أو صعوبات تمر بنا يجب أن نكون معاً، حيث يمكن أن تحدث مشكلة كبيرة فى بلدنا مثلما رأينا فى 25 يناير، فلا يوجد «نحن وأنتم» ولكن كلنا واحد».
وقال الرئيس السيسي: «تحدثت منذ قليل قبل دخولى للضيوف اليوم هل تعلمون معنى أن نخسر أكثر من 450 مليار دولار فى أحداث 2011 و2012 و2013؟».
وحول التكاليف التى تكبدتها مصر لمواجهة الإرهاب، قال الرئيس السيسى إنها تقدر بـ 120 مليار جنيه، مؤكداً أن موارد الدولة المحدودة لم تكن تتحمل ذلك.
وأضاف أن الدولة لم يكن لها خيار سوى مواجهة الإرهاب وتحمل الكلفة وإلا ساءت الأوضاع وعاشت البلاد حالة من عدم الاستقرار، مشدداً على أن الدولة واجهت الإرهاب بكل أشكاله بتضحيات رجال الشرطة والجيش وفئات أخرى من المجتمع؛ للحفاظ على أمن البلاد واستقرارها وسلامتها.
وأشار إلى أن كل هذه التكاليف أثرت بالتأكيد على الاقتصاد المصري، مضيفاً أن الحوار الوطنى سيستمر، ومناقشة الأوضاع الاقتصادية من خلال الحوار الوطنى ستتم بشكل أعمق وأشمل للعمل على مواجهة التحديات.
وحول آراء بعض المسئولين الاقتصاديين بضرورة إجراء انكماش كبير فى الاقتصاد المصرى ووقف المشروعات الجارى تنفيذها.. قال الرئيس السيسى إن هذه الرؤى من منظور اقتصادى «جيدة»، مضيفاً: «كلنا فى مركب واحدة.. المشروعات يعمل بها 6 ملايين مواطن.. ونقوم بصرف مبلغ يقدر بألف جنيه مصرى لكل عامل فى الشهر بما يعادل تكلفة على الدولة من 5 إلى 6 مليارات جنيه فى الشهر بما يقدر بـ60 مليار جنيه سنوياً».
وأضاف : «الدنيا غالية بس قادرين نعيش.. لو نستحمل أكتر هنعيش وهنكبر وهنتجاوز هذه المشكلة.. الحكومة طرحت رؤية خلال الأيام الماضية بشأن مشكلة الدولار.. الدولار دائما ما يمثل مشكلة كل كام سنة فى مصر وهذا يرجع لأن الدولة تقدم الخدمات الأساسية للمواطن مقابل الجنيه فى حين أنها تقوم باستيراد هذه الخدمات بالدولار».
وتابع الرئيس السيسي: «الدولة المصرية تحتاج ما يقارب من 3 مليارات دولار لتوفير السلع الأساسية لكل مواطن بشكل شهرى من قمح وذرة وزيت وفول صويا ووقود وكهرباء».
وقال الرئيس عبدالفتاح السيسي، إن محطات الكهرباء تحتاج إلى غاز بما يعادل مليار دولار تقريباً شهرياً، وتلك الاحتياجات الأساسية للمواطن المصرى لا يمكن التقصير فيها وعدم توفيرها.
وأضاف الرئيس السيسي: «أحاول شرح حجم التحدى الذى يعيشه المصريون من قبل عام 2011»، مؤكداً أنه إذا لم تعمل الدولة المصرية بكل ما فيها على زيادة مواردها من الدولار لتصبح أكثر أو تعادل الإنفاق من الدولار ستستمر هذه المشكلة.
وحول حديث المواطنين عن ضبط الأسعار فى الأسواق المصرية.. قال الرئيس السيسي: «المواطنون معهم كامل الحق، وأؤكد بنفسى على هذا الأمر للحكومة أيضاً»، مطالباً التجار فى الوقت نفسه بأن يكتفوا بالمكسب المناسب، قائلا: «لما أكون مواطنا بكسب كويس ولدى تجارة بمليارات الجنيهات سواء للقمح أو السكر أو الذرة وغيرها.. فأنا لا أقول له ضحى أو أخسر علشان خاطر مصر ولكن المكسب المناسب كاف».
وشدد السيسى على أن الدول لا تسير بالخواطر ولكن بالسياسات والقوانين والعمل، مؤكداً أن الأزمة التى تمر بها حاليا لها حلول ولكن تعتمد علينا جميعاً.
وتابع الرئيس : «كنا نستورد سيارات بـ 4.5 مليار دولار فى العام، وهواتف محمولة بقيمة مليارى دولار، ونحن نتحدث فى دولة أصبحت 106 ملايين نسمة ومطلوب أن يتوفر لها كل شيء».
وقال السيسي: «أسجل احتراماً كبيراً للمصريين، وخاصة المواطن البسيط والغلبان فى ظل هذه الظروف الحالية، خلال جولاتى ومقابلة الكثير من المصريين البسطاء يدعون لى قائلين «ربنا يعينك وربنا معانا».
وأضاف الرئيس: «حديثى يأتى للتأكيد على أن مصر ليست أمانة فى رقبتى أو رقبة الحكومة فقط، ولكن مصر أمانة فى رقبة المصريين كافة الصغير والكبير، وكل شيء يهون إلا بلدنا مصر».
وأردف: «مش هناكل.. لا نحن ناكل ونشرب، المنتجات غالية أو بعضها غير متوفر مفيش مشكلة، ولكن أنا بقول ربنا أعطانا مثالا حيا لناس لا نستطيع إدخال أساسيات الطعام إليهم سواء قمح أو دقيق أو زيت.. حجم الناقلات التى كانت تدخل إلى غزة يوميا تقدر بنحو 600 شاحنة، لكن لم يتم خلال هذه الأزمة إدخال أكثر من 220 شاحنة إلا خلال اليومين الماضيين».
وأوضح الرئيس السيسى أن حديثه يأتى رداً على ما تم تداوله بأن مصر هى السبب فى عدم إدخال المساعدات إلى قطاع غزة، قائلاً «هروح من ربنا فين لو أنا السبب فى عدم إدخال الطعام إلى غزة».
ووجه الرئيس السيسى حديثه للمصريين، قائلا: «يجب أن تتأكدوا دون أن أصرح أو أن يخرج تصريح من أية جهة مصرية بأن مصر لا تستطيع أن تفعل ذلك».
وأكد أن معبر رفح مفتوح يوميا وعلى مدار 24 ساعة إلا أن الإجراءات التى تتم من الجانب الإسرائيلى حتى نستطيع إدخال المساعدات دون أن يتعرض لها أحد ـ هى التى تؤدى لذلك، مشيراً إلى أن ذلك يعد أحد أشكال الضغط على القطاع وسكانه من أجل موضوع إطلاق سراح الرهائن.