أكد الرئيس عبدالفتاح السيسى أن القضايا الإقليمية والملفات الدولية كانت حاضرة بقوة خلال مباحثاته مع رئيس إستونيا وجاءت القضية الفلسطينية فى مقدمة الملفات الإقليمية التى تناول معه، ذلك أن مصر تعتبرها صلب قضايا المنطقة.
جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفى المشترك مع الرئيس «ألار كاريـس» رئيس جمهورية إستونيا بقصر الاتحادية أمس.
وأضاف الرئيس أن المباحثات تطرقت إلى العديد من القضايا الإقليمية والدولية وعلى رأسها ليبيا وسوريا والسودان واليمن، وأمن البحر الأحمر والأزمة الروسية – الأوكرانية وملفات الأمن الغذائى وأمن الطاقة، مشيرا الى التوافق على أهمية تكثيف الجهود الدولية، للتعامل مع تلك الأزمات وضرورة التوصل لحلول سلمية بشأن الصراعات القائمة وترسيخ السلام والاستقرار.
وقال الرئيس إن المباحثات أكدت توافق الرؤى حول أهمية تكثيف العمل المشترك لتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين فضلاً عن رغبتهما فى تعميق علاقاتهما الاقتصادية والتجارية والاستثمارية وهو الأمر الذى يعكس حرص الرئيس كاريـس على اصطحاب وفد من رجال الأعمال والمستثمرين الإستونيين لاستشراف فرص التعاون لاسيما فى قطاعات الطاقة والتعدين والتعليم والصناعات الغذائية أسوة بالتعاون المتنامى فى مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والتحول الرقمى الذى تحظى فيه إستونيا بخبرات متميزة.
وأشار الرئيس الى التوافق أيضا خلال المباحثات على أهمية الحفاظ على دورية انعقاد جولات المشاورات السياسية والزيارات الفنية بين البلدين لإعطاء الدفعة اللازمة للعلاقات فى مختلف المجالات ولبحث مجالات التعاون المتعددة ومنها التدريب الفنى والذكاء الاصطناعى والأمن السيبراني، لافتا الى تطرق المباحثات لسبل تعزيز التعاون الثلاثى فى إفريقيا بما يحقق المصلحة المشتركة لكافة الأطراف.
وأضاف السيسى فى كلمته أن المباحثات أكدت على أهمية تبادل الخبرات فى ملفات مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة بما فى ذلك تهريب المهاجرين غير الشرعيين، مؤكدا ترحيبه باستمرار دعم إستونيا الصديقة للملفات ذات الأولوية بالنسبة لمصر داخل مؤسسات الاتحاد الأوروبي.
وأوضح الرئيس أنه استعرض الجهود المصرية الحثيثة لوقف التصعيد الإسرائيلى غير المبرر والمتواصل، فى قطاع غزة ولبنان واتساع نطاق الهجمات الاسرائيلية، لتشمل اليمن وسوريا وأكدت أهمية تضافر الجهود للتوصل إلى الوقف الفورى لإطلاق النار ومنع انزلاق المنطقة لحرب إقليمية واسعة النطاق وأهمية إقامة دولة فلسطينية ذات سيادة على خطوط الرابع من يونيو 1967 باعتبارها حجر الزاوية لتحقيق الاستقرار، فى منطقة الشرق الأوسط.
أعرب عن سعادته باستقبال الرئيس كاريس فى زيارته الرسمية الأولى إلى مصر على المستوى الثنائى وهى الزيارة التى تعكس حرص البلدين على تعزيز علاقاتهما خلال الفترة المقبلة واستثمار كافة الفرص الممكنة لبلوغ آفاق أرحب من التعاون.
وختاما أعرب السيسى مجدداً عن سعادته باستقبال «كاريـس» كما جدد الإعراب عن تطلعه لتدعيم أواصر التعاون بين البلدين واستمرار تبادل وجهات النظر بشأن القضايا الإقليمية والدولية.
من جانبه، أكد رئيس جمهورية إستونيا، «ألار كاريس»، اهتمام بلاده بتعزيز التعاون مع مصر فى العديد من المجالات، خاصة ملف الطاقة، وقال إن هدفه الأساسى من زياته إلى مصر هو تعزيز العلاقات بين البلدين، وخلق المزيد من فرص التعاون، لاسيما فى مجالات النقل والطاقة والدفاع والصحة والتكنولوجيا والتعدين والهندسة.
وأضاف «كاريس»، خلال المؤتمر الصحفى مع الرئيس السيسى أن إستونيا مهتمة بتوسيع التعاون مع مصر فى مجال الخدمات الرقمية والأمن السيبراني، حيت تتمتع إستونيا بخبرة متميزة فى هذه المجالات، منوها لحرص الحكومة الإستونية على بناء علاقات تعليمية بين أقدم الجامعات الموجودة فى إستونيا والجامعات المصرية.
وثمن جهود مصر من أجل السلام فى الشرق الأوسط، محذرا من أن الصراعات المستمرة تمثل شواغل خطيرة وتؤثر على حياة الشعوب.. مؤكدا أن إستونيا تقدر دور مصر كوسيط وصانع للسلام فى المنطقة تدعم حل الدولتين لأنه الحل الوحيد للسلام الدائم.
كما أكد رئيس إستونيا، ضرورة العمل على إدخال المزيد من المساعدات إلى غزة، فضلا عن ضرورة دعم الأمم المتحدة فى أعمالها المتعلقة باللاجئين الفلسطينيين، مشيرا إلى أن بلاده ناشدت خلال العام الجارى بدعم بعثات الامم المتحدة واليونيسيف وبرنامج الغذاء العالمي، حيث قدمت المساعدات من خلال مبادرة الحبوب لتوفير الحبوب للدول التى تحتاج اليها.
وأعرب رئيس إستونيا عن تقديره للثقافة المصرية ولنهر النيل، معربا عن تطلعه لزيارة المتحف المصرى الكبير واستكشاف الموارد فى البحر الأحمر.. مشيرا فى الوقت ذاته إلى أن بلاده تعد وجهة رئيسية للمسافرين والسياح المصريين.
وكان الرئيس عبدالفتاح السيسى قد استقبل أمس رئيس جمهورية إستونيا ألار كاريس فى قصر الاتحادية.
وبدأت مراسم الاستقبال الرسمية بعزف الموسيقى العسكرية للسلام الوطنى للبلدين.