قال الرئيس عبدالفتاح السيسى أنه لا يمكن أن نتحدث عن الأزمات والتحديات الدولية الراهنة، بدون الحديث عن الأزمة التى تشهدها منطقة الشرق الأوسط، على وقع الحرب الإسرائيلية المستمرة، لما يزيد عن العام، على أبناء الشعب الفلسطينى المحاصرين بقطاع غزة، والمحاطين بأشكال القتل والترويع كافة وامتداد هذه الاعتداءات إلى الأراضى اللبنانية، مما يعد أكبر دليل، على ما وصل إليه عالمنا اليوم والنظام الدولى من تفريغ للمبادئ وازدواجية للمعايير فضلا عن غياب المحاسبة والعدالة، إزاء الانتهاكات التى ترتكب فى حق المواثيق الدولية، وقواعد القانون الدولى والإنسانى الأمر الذى نتجت عنه كارثة إنسانية غير مسبوقة، واستمرار الحرب وتوسعها.
جاء ذلك فى كلمة الرئيس أمس أمام قمة «بريكس بلس» بحضور أعضاء التجمع ومسئولى المنظمات الدولية والشركاء الاقليميين وعدد من الدول الراغبة فى الانضمام إلى التجمع، والتى عقدت تحت شعار «البريكس ودول الجنوب: معاً لبناء عالم أفضل».
قال الرئيس ان كل ما يحدث فى المنطقة شواهده تفرض تضافر الجهود الدولية، لوقف التصعيد الخطير فى المنطقة، ومنع انزلاقها إلى حرب شاملة وخاصة فى ظل امتداد الصراعات بالمنطقة، لتشمل العديد من الدول، وامتداد تلك الصراعات، لتؤثر سلبا على حركة الملاحة بخليج عدن والبحر الأحمر، وعلى حركة التجارة الدولية واستقرار سلاسل الإمداد العالمية.
وأوضح الرئيس ان اجتماع البريكس بلس يأتى فى ظرف دولى دقيق، يموج بالأزمات والتحديات المركبة، ويشهد تهديدا لمصداقية النظام الدولى متعدد الأطراف، وتغلب عليه النزعات الحمائية والسياسات الأحادية، مشيرا إلى أن مصر تؤمن فى خضم هذا التشتت، بضرورة تكاتف الدول النامية، وتعزيز التعاون «جنوب- جنوب»، كأحد السبل المهمة لمواجهة التحديات الراهنة، مؤكدا أن مصر كانت دوما فى طليعة الدول، التى حرصت على تعزيز التعاون بين الدول النامية فضلا عن سعيها الدءوب، لدعم مصالح وأولويات دول الجنوب، فى مختلف المحافل الدولية.
أعرب السيسى مجددا عن تقديره للرئيس «فلاديمير بوتين»، لدعوته لاجتماع بصيغة «بريكس بلـس»، كما رحب برؤساء الدول والحكومات المشاركين فى الاجتماع، الذى يؤكد الأهمية المتزايدة لتجمع البريكس باعتباره تجمعا قائما على التعاون والاحترام المتبادل بين الدول، ويعكس كذلك حرص التجمع، على تكثيف التشاور والتنسيق الفعال، مع الدول الصديقة والمؤثرة من خارجه، بهدف تحقيق المصالح المشتركة.
وأضــاف الرئيــس أن مصر تثمن محفل «البريكس بلس»، باعتباره منصة لدفع التعاون وتعزيز التشاور، بين تجمع البريكس ودول الجنوب، وفى هذا الإطار، مشيرا إلى أهمية تعظيم الاستفادة من بنوك التنمية متعددة الأطراف، لتكون أكثر قدرة على تعزيز نفاذ الدول النامية للتمويل الميسر، بما فى ذلك النفاذ لتمويل المناخ، مؤكدا على الدور المهم لكل من «بنك التنمية الجديد»، و»البنك الآسيوى للاستثمار فى البنية التحتية»، فى توفير التمويل اللازم والميسر للدول النامية، لتنفيذ المشروعات التنموية فى قطاعات متعددة.
كما أشار الرئيس الى ضرورة استثمار اجتماعات «البريكس بلس» لتعزيز التعاون «جنوب- جنوب»، وتكثيف تبادل الخبرات فى مختلف المجالات فضلا عن تنفيذ مشروعات مشتركة لتحقيق المنفعة المتبادلة، مؤكدا استعداد مصر لمواصلة جهودها، لتنفيذ العديد من مشروعات التعاون الفنى وبناء القدرات مع الدول الراغبة فى ذلك.
كما أكد الرئيس على أهمية استمرار التعاون والتشاور بين الدول النامية، لضمان الحفاظ على فاعلية المنظومة الدولية متعددة الأطراف، والتصدى بشكل جماعي، لمحاولات فرض سياسات أحادية ومنفردة، بما يضر بمصالح دولنا.
وفى ختام كلمته أكد الرئيس التزام مصر الكامل، بتعزيز العمل والتعاون المشترك، بين دول تجمع البريكس ودول الجنوب، بما يحقق أهدافنا المشتركة، وتطلعات شعوبنا فى مستقبل أفضل.
مواصلة العمل المشترك لصالح الشعوب الأفريقية
خلال لقاء على هامش القمة :
السيسى ورامافوزا يؤكدان دعم إقامة الدولة الفلسطينية لتحقيق أمن واستقرار شعوب المنطقة
أكد الرئيس عبدالفتاح السيسى والرئيس سيريل رامافوزا رئيس جنوب أفريقيا الاهتمام بالارتقاء بالعلاقات الثنائية بين البلدين لتكون مثالاً يُحتذى به لما يُمكن إنجازه على المستوى القاري، والاستمرار فى تعزيز وتنويع أطر التعاون على مختلف الأصعدة السياسية والاقتصادية والأمنية بما يعكس العلاقات التاريخية الوطيدة التى تجمع البلدين الشقيقين.
جاء ذلك خلال لقاء الرئيس أمس سيريل رامافوزا رئيس جنوب أفريقيا، على هامش قمة تجمع البريكس، المنعقدة بمدينة قازان بجمهورية روسيا الاتحادية.
صرح السفير أحمد فهمى المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية بأن اللقاء تناول الأوضاع الإقليمية، حيث تم استعراض جهود مصر وجنوب أفريقيا تجاه دعم القضية الفلسطينية والحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وأكد الرئيسان مواصلة التشاور والتعاون فى هذا الصدد على جميع المستويات بهدف التوصل لتهدئة بالمنطقة ووقف إطلاق النار بغزة ولبنان، ومنع الانتهاكات بالضفة الغربية، ودعم مسار إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة بما يحقق الأمن والاستقرار لجميع شعوب المنطقة. وفى ذلك السياق أكد الرئيسان ضرورة إنفاذ المساعدات الإنسانية العاجلة لقطاع غزة، وأعرب الرئيس الجنوب أفريقى عن تقديره لدور مصر الجوهرى فى هذا الصدد.
وأضاف المتحدث الرسمى أن الرئيسين بحثا سبل الدفع بأولويات التنمية الأفريقية على الأجندة العالمية، وفى إطار تجمع بريكس الذى انضمت مصر لعضويته بشكل كامل، حيث أكد الرئيسان حرصهما على مواصلة العمل المشترك لتحقيق مصالح الشعوب الأفريقية والدول النامية.
الرئيس الروسى فلاديمير بوتين:
الشرق الأوسط على حافة حرب شاملة بسبب التصعيد الإيرانى الإسرائيلى
إنشاء دولة فلسطينية تتعايش بسلام مع الجيران أساس التسوية بالمنطقة
قال الرئيس الروسى فلاديمير بوتين إن مجموعة بريكس تبحث تعزيز التعاون بين دول التجمع فى مجال محاربة الإرهاب والتطرف والجريمة العابرة للحدود.
قال بوتين فى كلمته «بريكس بلس وأوت ريتش» بمشاركة الرئيس عبدالفتاح السيسى «إنه تم دعوة الدولة المجاورة والصديقة والبلدان المهتمة بالشراكة مع بريكس والانضمام إليها إلى هذه الجلسة حيث إن هذه المجموعة تمثل إفريقيا وآسيا وأوروبا وأمريكا اللاتينية.
أشار إلى أن تجمع البريكس يعمل من أجل عالم متعدد الأقطاب ويسعى للتوصل إلى حل شامل للأزمة الروسية الأوكرانية.. مشددًا على أن الانتقال إلى عالم عادل ومتعدد الاقطاب ليس سهلاً مع وجود دول تحاول الحفاظ على هيمنتها.
مضيفًا أن هناك بعض الدول تحاول التلاعب بصناديق النقد وتنتهك حقوق الإنسان وكلها طرق غير صحيحة تؤدى لظهور أزمات جديدة وتصعد الأزمات القديمة مما يؤدى إلى زعزعة الاستقرار وتقويض مبدأ الأمن الموحد وغير المتجزيء.
ولفت بوتين أن هناك أزمات تثير القلق فى الشرق الأوسط قائلاً: «ما تحدثت عنه من تصعيد الأزمات القديمة التى لا يمكن اطفاؤها واخمادها على مدى سنوات كالأزمة الفلسطينية الإسرائيلية التى أصبحت الأكثر دموية فى التاريخ ففى قطاع غزة قتل أكثر من 40 ألف مدنى وكنا نقف ونقف الأن ضد أى مظاهر إرهابية».
أوضح أن العمليات القتالية فى غزة انتقلت إلى لبنان وأصبحت توثر على الكثير من الدول فى المنطقة كما يزداد التصعيد بين إسرائيل وإيران وهذا يجعل المنطقة على حافة حرب شاملة.. كما تزداد حدة الأزمة الإنسانية حيث زاد عدد اللاجئين إلى 1.5 مليون وتم هدم البنى التحتية من مدارس ومستشفيات ودور سكن.
أكد أن التسوية يجب أن تكون قائمة على أساس معايير القانون الدولى وهذا بشكل مباشر ينص على اقامة دولة فلسطين تتعايش بسلام مع دولة إسرائيل واقامة تلك الدولة يمكن أن يعطى ضمانًا للاستقرار فى المنطقة.
أوضح الرئيس الروسى فلاديمير بوتين أن المطالب الأساسية للسلام والاستقرار على الأراضى الفلسطينية هى تنفيذ قرارات مجلس الأمن والجمعية العمومية للأمم المتحدة لافتا إلى أنه خلال تقييم الاوضاع فى العالم يجب أن نشير إلى أن الدول الممثلة هنا لديها امكانات كبيرة وقدرات كبيرة وسمعة جيدة على الساحة الدولية ونستخدم ذلك للمساعدة فى تأمين الأمن العالمى والتنمية المستدامة.
دول المجموعة تشيد بجهود القاهرة وأبوظبى فى دعم المناخ
«تليفزيون بريكس» :
15 ٪ زيادة فى حجم التبادل التجارى بين مصر وباقى الأعضاء
أشادت دول مجموعة البريكس بدور مصر، فى استضافة مؤتمر الأطراف السابع والعشرين (كوب 27) فى شرم الشيخ عام 2022، حيث تم تأسيس صندوق «الخسائر والأضرار» المناخية لتعويض الدول الأكثر تضررا من تأثير تغيّر المناخ.
وأعرب أعضاء المجموعة أيضا، فى البيان الختامى الذى نشر عبر الموقع الرسمى لقمة البريكس، عن تقديرهم لدور الإمارات العربية المتحدة فى استضافة مؤتمر الأطراف الثامن والعشرين (كوب 28) فى دبى العام الماضي، حيث تم تفعيل الصندوق.
رحبت المجموعة بـ»اتفاق الإمارات» الذى تم التوصل إليه خلال كوب 28، بما فى ذلك القرار الخاص بنتائج أول تقييم عالمى شامل للحصيلة العالمية للتقدم فى تنفيذ أهداف اتفاق باريس، وإطار الإمارات للمرونة المناخية العالمية.
وأكدت دول البريكس التزامها بالعمل على نجاح مؤتمر الأطراف التاسع والعشرين (كوب 29) المقرر عقده فى أذربيجان، مع التركيز على تحقيق نتائج قوية بشأن تمويل المناخ للدول النامية، باعتباره عنصرا أساسيا لدعم الإجراءات والطموحات الوطنية فى مجالات التخفيف والتكيف والخسائر والأضرار.
كما أعربت المجموعة عن دعمها لقيادة البرازيل فى استضافة مؤتمر الأطراف الثلاثين (كوب 30) عام 2025، مرحبة بترشيح الهند لاستضافة مؤتمر الأطراف الثالث والثلاثين (كوب 33) عام 2028.
فيما سلط تليفزيون «بريكس» الضوء على النتائج الاقتصادية الإيجابية التى ترتبت على انضمام مصر رسميا لمجموعة بريكس فى شهر يناير الماضي، حيث زاد حجم التبادل التجارى بين مصر وباقى الدول الأعضاء بنسبة 15 ٪ خلال الثمانية أشهر الأولى من العام الجاري.
ذكر التليفزيون فى تقرير أذاعه أن حجم التبادل التجارى بين مصر ودول المجموعة سجل خلال الثمانية أشهر الأولى من عام 2024 نحو 30.2 مليار دولار فى مقابل 26.2 مليار دولار خلال نفس الفترة من عام 2023.
ووفقا لبيانات الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء، ارتفعت قيمة الصادرات المصرية إلى الدول الأعضاء فى المجموعة خلال الفترة سالفة الذكر بنسبة 7.3 ٪ مسجلة نحو 5.7 مليار دولار، فى مقابل 5.3 مليار دولار خلال نفس الفترة من عام 2023.. وجاءت السعودية على رأس قائمة دول المجموعة المستوردة من مصر، تليها الإمارات والبرازيل وروسيا والهند ثم الصين.
وأشار الجهاز إلى أن قيمة الواردات المصرية من دول المجموعة ارتفعت بنسبة 17 ٪ مسجلة 24.5 مليار دولار فى مقابل 20.9 مليار دولار خلال نفس الفترة من العام الماضى .. فيما جاءت الصين على رأس قائمة دول المجموعة المصدرة لمصر خلال الثمانية أشهر الأولى من عام 2024، يليها السعودية وروسيا والبرازيل والهند ثم الإمارات.
يشار إلى أن تليفزيون «بريكس» هو قناة إعلامية تهتم بالشئون السياسية والاقتصادية والتاريخية والفنية للدول الأعضاء فى مجموعة «بريكس» .