من المعروف أن من ثوابت الدولة المصرية أنها ذات سياسة خارجية متوازنة تقف بجانب القانون الدولى وتفضل الحلول السلمية والدبلوماسية والتفاوض والبحث عن المساحات المشتركة بين الدول والشعوب.
فالدولة المصرية حريصة كدولة صانعة للسلام على الانخراط بصدق فى جهود الوساطة وتسوية النزاعات ودعم جهود تحقيق الاستقرار والتنمية، وتوجهات سياسة مصر الخارجية وحماية الأمن القومى كهدف استراتيجى يقوم على الحفاظ على سياسة متوازنة مع كل القوى العالمية وضمان أمن واستقرار المنطقة وضمان تحقيق الأمن القومى فى المحيطين الإقليمى والإفريقي.
فمباديء السياسة الخارجية المصرية ترتكز على دعم السلام والاستقرار فى المحيط الإقليمى والدولي، ودعم مبدأ الاحترام المتبادل بين الدول والتمسك بمبادئ القانون الدولى واحترام العهود والمواثيق ودعم دور المنظمات الدولية والمجتمع الدولى فى تسوية أى نزاعات وصراعات دولية وإقليمية.
وتسعى السياسة الخارجية المصرية لضمان إنجاز هدفين مترابطين وهما حماية الأمن القومى المصرى والمصالح المصرية العليا، وتحقيق التنمية الشاملة بأبعادها المختلفة بما يحقق الهدف الأول، فضلاً عن تعزيز مقومات الأمن والاستقرار والسعى نحو السلام العادل فى منطقة الشرق الأوسط، والاتجاه نحو تحويل الشرق الأوسط إلى منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل.
وفى ظل اشتعال النزاعات الدولية والإقليمية فى المنطقة مما يضاعف حجم التحديات لا تتوانى الدولة المصرية عن بذل كل الجهود الممكنة لتسوية النزاعات من أجل إقرار السلام والاستقرار فى المنطقة، فتتواصل بشكل مكثف مع المجتمع الدولى والدول الكبرى وتقوم بدور مؤثر وقوى فى الوساطة والمفاوضات لحل وتسوية النزاعات، والجميع يعرف دور مصر التاريخى والمؤثر دائماً فى دعم القضية الفلسطينية والوساطة والتواجد المؤثر فى كل جهود المفاوضات التى تتم من حين لآخر من أجل تهدئة الأوضاع، ونرى ذلك فى مختلف النزاعات فى المنطقة فى ليبيا والسودان، ولبنان حاليا وغيرها.
فمصر لها دور محورى فى المنطقة العربية والإفريقية فى حل النزاعات وتخفيف التوترات الإقليمية، ويتجلى دورها من خلال الدبلوماسية والوساطة، وقد لعبت على مر التاريخ دورًا رئيسيًا فى قضايا متنوعة، ومن أهم أهداف السياسة الخارجية المصرية هو دعم السلام فى المنطقة والعالم.
وتلعب مصر دوراً رئيسياً فى الوساطة بين الأطراف المتنازعة، خاصة فى منطقة الشرق الأوسط، ودعم الحلول السلمية فى النزاعات العربية، حيث لعبت مصر دوراً كبيراً فى الصراعات الفلسطينية الإسرائيلية، من خلال دعم مفاوضات السلام والتوسط بين الفصائل الفلسطينية المختلفة، بهدف تحقيق المصالحة الفلسطينية الداخلية وإحلال السلام، وفى الآونة الأخيرة فى ظل الحرب الإسرائيلية وعدوان الاحتلال على قطاع غزة وما يرتكبه من جرائم حرب وتدمير وخراب فى غزة وتبذل مصر قصارى جهدها من أجل وقف إطلاق النار، من خلال جهود الوساطة والمفاوضات أحيانا، ومن خلال المجتمع الدولى خاصة الأمم المتحدة ومجلس الأمن وتعزيز دور الدبلوماسية المصرية.