وبالدم.. وبالروح.. وحادث الواحات.. و«أنا بستناك»..
واليوم.. اليوم نتحدث عن درس فى الكبرياء الوطنى.. واليوم نستعيد كلمات السيدة كلوديا شينباوم رئيسة المكسيك التى رفضت اقتراحاً من الرئيس الأمريكى ترامب بإرسال قوات أمريكية إلى المكسيك لمساعدة إدارتها فى مكافحة تهريب المخدرات وقالت «لا أيها الرئيس ترامب.. السيادة ليست للبيع».
والسيدة كلوديا التى قالت للأمريكان.. حاربوا التهريب من داخل حدودكم ونحن نحارب المخدرات من داخل أراضينا أرادت أن تتجنب وببساطة أن تســدد يوماً ما فاتـورة للأمريكـان الذين سـوف يطالبـون بمقـابل مادى أو سياسى نظير ما قدموه من خدمات فى محاربة تجارة المخدرات هى فى الأساس من أجل حماية بلادهم..!
ورئيسة المكسيك ببساطة أدركت واستوعبت الفكر السياسى الأمريكى الجديد الذى يقوم على التودد وتقديم الإغراءات وعرض المساعدات ثم المطالبة بالثمن والثمن قد يكون غاليا وفى معظم الأحيان مرتبطا بالسيادة والكرامة الوطنية.
ورئيسة المكسيك حاولت تجنيب بلادها الخراب فالذين يدخلون الدول بهذه الطريقة هم الذين يخربونها.. فلا أحد يكافح مصيبة بسيطة بمصيبة أكبر..!
>>>
ومن الذين يقتلون أنفسهم بالمخدرات إلى الذين يقتلون أنفسهم بالرصاص وأتحدث فى ذلك عن ما يحدث فى السودان الشقيق.
وما يحدث فى السودان يذكرنا بقصة الرجل الذى اختطف إبنه وطالب بفدية مقابل الإفراج عنه، وعندما لم يجد من يسدد الفدية قتله..!
ما يحدث فى السودان اليوم هو قتل الأب وأطفاله مقابل فدية لا يوجد من يسددها.. فميليشيا الدعم السريع تحتفل وتعلن بكل فخر أنها نفذت هجوماً بالطائرات المسيرة على قاعدة جوية وعلى منشآت حيوية فى محيط مطار بورسودان..!! ميليشيا الدعم السريع تهاجم وتدمر البنية التحتية والمرافق الأساسية فى مدينتى بورسودان وكسلا وتسعد بأن الضحايا من شعب السودان الذين ينتمون إليه..!! إن ما يحدث فى السودان الشقيق مأساة.. مأساة فى الفكر والعقل والإدراك.. نوع من الحرب العبثية التى يقتل فيها الأخ أخاه ويحتفل.. انتصارات وهمية.. ومعارك دموية وبلد يضيع أمام أعين أبنائه..!
>>>
واستمعت إلى هتاف جماهيرى غريب فى عالم كرة القدم.. والهتاف يقول.. بالدم.. بالروح.. الدورى مش هيروح..! والله يلعن الدورى وكرة القدم واللى جابوها إذا كان فيها عنف ودم..! الرياضة سمو فوق الأحقاد وفوق الصراعات.. الرياضة تنافس شريف للتفوق والإبداع والرياضة تأخذنا بعيداً عن هموم الدنيا وأوجاعها.. ولكن أن تتحول إلى هتافات بالدم فهذا بُعد آخر ونوع من التعصب الحاقد الأعمى الذى وصل بالجماهير الكروية إلى ترديد هتافات جماعية بالغة البذاءة والوقاحة.. هتافات بالأم والأب.. هتافات بكل الألفاظ التى يعاقب عليها القانون.. هتافات تخدش الحياء العام وتتردد بجماعية وتلذذ.. هتافات انتقلت إلى مرحلة الدم لناس لا تدرك معنى هذا الهتاف..!
>>>
والدم أصبح سهلاً.. الدماء على الأسفلت.. الدماء فى حادث مرورى جديد على طريق الواحات بمدينة أكتوبر.. وتصادم لعدد من السيارات.. سيارة تصطدم بسيارة وتلحق بها الأخرى.. قيادة متهورة لا تدرك أساسيات القيادة فى ضرورة الإبقاء على مسافة بينك وبين السيارة التى أمامك لتجنب أى اصطدام مفاجئ.. غياب عن الوعى.. وغياب عن القانون.. وناس تنتحر فى الطريق العام بقيادة تخلو من الذوق والأخلاق.. ونتساءل بعد ذلك لماذا تتزايد الحوادث المرورية..!! العيب فينا.. ثم العيب فينا..!
>>>
والحكاية ليست كلها عنف ودم وخروج عن القانون.. الحكاية بها جوانب كثيرة مضيئة.. والحكاية تقول إن فى مقدورنا رغم كل شىء أن نكون.. وسنكون بإذن الله لأن الله سبحانه وتعالى منحنا كل الأسباب والمقومات لكى نكون كما نريد.. وفى خلال ثلاثة شهور فقط من هذا العام فإن عدد السائحين إلى بلادنا وصل إلى 3.9 مليون سائح بزيادة سنوية 25 ٪ كما يقول وزير السياحة والآثار شريف فتحى ويتوقع استقبال من 16 إلى 18 مليون سائح بنهاية هذا العام مع قرب افتتاح المتحف المصرى الكبير.
والسياحة هى الأمل.. هى الإنقاذ.. وهى أفضل صناعة نظيفة تعود علينا جميعا بالنفع.. والسياحة حركة فى الأسواق.. وعائدات بالعملة الصعبة.. وفرص عمل فى مجالات عديدة.. والسياحة هى أهم مشروع قومى يجب أن نعمل عليه وأهم جوانبه هو الاهتمام بتدريب وإعداد الكوادر البشرية فى مجال السياحة.. وكلنا ينبغى أن يتم إعدادنا لذلك.. كلنا من أجل السائح.. ومن أجل راحته.
>>>
وتحية.. تحية إلى رجال على استعداد للموت والشهادة من أجل حمايتنا من الخطر المتمثل فى انتشار المخدرات.. تحية إلى الرجال الذين قضوا على عصابة «الشبو» و«الجرينوف» فى أسيوط وضبطوا كميات كبيرة من السلاح والمخدرات فى أوكار العصابة.. تحية إلى كل ضابط وجندى شارك واشتبك مع هذه العناصر الإجرامية شديدة الخطورة.. والموت.. الموت لكل تاجر مخدرات ينشر السموم والبلاء فى البلاد..! اقضوا عليهم فى كل مكان قبل أن يقتلونا! تجار الموت عقابهم الموت.
>>>
وأخذكم بعيداً عن الدم والعنف والموت وأخذكم إلى الرقة والدلع والرومانسية ونجاة الصوت والحنجرة والأداء الذى لا يمحى من الذاكرة بابتسامة الحياة فى الغناء وبالوجه الذى ينبض ويغنى بكل معانى الكلمات وأنا باستناك وليلى شمعة سهرانة فى ليلة حب.. وأهلاً أهلاً حلوة شايلاها عيون بتحب، وقلبى حرير حرير شايلك مطرحك فى القلب، وأزوق ليلى وأتزوق لأجمل وعد وأدوب لك فى شرباتى شفايف الورد.. وأقولك دوق.. دوق حلاوة القرب بعد البعد.. أنا.. أنا بستناك.
ويا نجاة القلوب والعقول والعواطف.. كلنا بنستناك.. وبنعيش على ذكراك.
>>>
وأخيراً
> إن يتقدم بك العمر فهذا حتمى، لكن أن تشيخ روحك فهذا اختيارك أنت.
> وإذا بدأ كلبك بالنباح عليك، أعلم أن هناك من يطعمه
> ويوما ما ستزوركم أفعالكم.. فلا تستغربوا منها
> ولن تنضج إلا بعد أن تتوقف عن طرح الأسئلة وتبدأ بالاستماع