زمن الوصايا انتهى بلا رجعة
فى ظل تحولات إقليمية ودولية متسارعة، تتزايد الضغوط الأمريكية على مصر بشكل غير مسبوق، فى محاولات واضحة لفرض إملاءات على الدولة المصرية وقبول التهجير، تلك الضغوط لا تقتصر على التصريحات أو المواقف الدبلوماسية، بل تشمل إجراءات عملية ذات طابع يحمل بين طياته أساليب الضغط التى تسعى من خلالها واشنطن إلى تحقيق أهدافها على حساب استقلالية دول العالم.
وكانت بداية حلقات مسلسل عمليات الضغط الأمريكية بفرض ما يسمى بـ»إعادة توزيع السكان»، وهو ما وصف بأنه تهجير قسرى مقنع تحت غطاء حلول إنسانية أو أمنية، وهو ما رفضته القاهرة بشكل قاطع، وبعدها لم تقف الضغوط عند هذا الحد، بل تزايدت مع مطالب أمريكية عبّر عنها مسئولون فى واشنطن بمرور السفن الحربية الأمريكية من قناة السويس دون رسوم، وكأن قناة السويس، أحد أبرز شرايين التجارة الدولية، قد تحولت إلى ممر مفتوح بلا سيادة ولا مقابل.
ولم تتوقف حلقات مسلسل فرض الأمر الواقع لدى واشنطن التى فرضت مؤخراً رسوماً جمركية إضافية على واردات من عدد من الدول، فى خطوة تعكس توجهًا أمريكيًا نحو زيادة الازمات الاقتصادية العالمية وموجات التضخم غير المسبوق الذى يضرب دول العالم أجمع، لكن اللافت أن هذه الخطوة كانت مصحوبة بحملة شائعات ممنهجة تستهدف مصر، من بينها شائعات وتهديدات ضمنية عن «قطع المعونة الأمريكية»، رغم أن حجم المعونة، مقارنة بالاقتصاد المصرى الحالي، لم يعد يشكل ثقلاً كبيراً.
أرى وغيرى من أبناء الشعب المصرى الأبى أن الضغوط الأمريكية لن تثنى مصر عن مواقفها، خاصة فيما يتعلق برفض التهجير أو المساس بالأمن القومي، السياسة المصرية، التى تمزج بين الدبلوماسية والجاهزية العسكرية، تؤكد أن زمن الوصاية والبلطجة والولاية قد انتهى بلا رجعة، وأن مصر كما كانت دائماً، دولة عصية على الابتزاز، ثابتة فى مبادئها، لا تخضع إلا لإرادة شعبها ومصالحها الوطنية العليا ولا تركع إلا لله.. حفظ الله مصر.