رئيس الوزراء.. فى افتتاح المعرض والمؤتمر الدولى:
رؤية تنموية.. لتحويل المواقع العلاجية.. إلى مقاصد استشفائية
جهود مبتكرة لتحويل مصر.. إلى وجهة عالمية تحقيقاً للتنمية المستدامة 2030
أطلقنا أول منتجع متخصص بمركز الصف باستثمارات بقيمة 1٫5 مليار جنيه
ارتفاع نسبة المعالجين من «الشِّيب العالمى» من 800 مليون إلى 1٫6 مليار نسمة
أكد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس الوزراء، أنه إدراكاً للأهمية الحياتية والاقتصادية للسياحة العلاجية والاستشفائية، فقد شرعت مصر فى وضع رؤية تنموية متكاملة للعديد من مواقعها السياحية والصحية الفريدة؛ لتكون مقاصد للسياحة العلاجية والاستشفائية مثل مدن: شرم الشيخ والغردقة وسفاجا والقصير على شاطئ البحر الأحمر، وأيضًا المدن الجديدة التى شرعت الدولة فى إنشائها على ساحل البحر المتوسط؛ على رأسها مدينتا العلمين الجديدة ورأس الحكمة، بالإضافة إلى العديد من المناطق السياحية الأخرى داخل مصر.
شدد رئيس الوزراء على أن الدولة تشرع فى تنمية كل هذه المقاصد من خلال الشراكة مع القطاع الخاص ومع ذوى الخبرة، حيث إن هذه المدن والمقاصد تتمتعُ بموقع إستراتيجى جذاب يؤهلها لأن تكون مقاصد سياحية عالمية لما تزخر به من مقومات الجذب السياحي، وكذا موطنًا للتقاعد بعد سنوات طويلة من العمل والاستمتاع بنمط حياة يمزج بين الراحة والأصالة، وأن تكون أيضاً واحدة من أفضل الوِجهات العالمية للسياحة بوجه عام والعلاجية والاستشفائية بوجه خاص.
جاء ذلك خلال افتتاح المعرض والمؤتمر الدولى الثانى لتطبيقات السياحة الصحية المصرية، أمس تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسى وحضر الافتتاح عددٌ كبير من الوزراء الحاليين والسابقين، والمحافظين، وسُفراء الدول، وممثلى المنظمات الدولية، وقطاع عريض من رؤساء الهيئات والجهات، ورؤساء الجامعات، والمسئولين، وممثلين عن أعضاء مجلسى النواب والشيوخ، وعدد من رؤساء تحرير الصحف والإعلاميين، ولفيفٌ من الخبراء والممارسين والمهتمين بقضايا السياحة الصحية وسياحة الاستشفاء فى العالم.
قبل بدء الفعاليات، تفقد الدكتور مدبولى المعرض المصاحب للمؤتمر – الذى يقام على مدى يومين – يرافقه الدكتور محمد عوض تاج الدين، مستشار رئيس الجمهورية لشئون الصحة والوقاية، واللواء خالد فودة، محافظ جنوب سيناء.
خلال تفقد المعرض، زار رئيس الوزراء عدداً من الأقسام التى يتضمنها، ومنها جناح الهيئة العامة للرعاية الصحية، حيث استمع إلى شرح حول جهود الهيئة وعرض إمكاناتها وتجربتها الرائدة فى التغطية الصحية الشاملة، كما زار أجنحة عدد من المنشآت المعنية بتقديم الرعاية الصحية، من منشآت القطاع الخاص، والمجتمع المدني، وأخرى متخصصة فى علاج الأطفال، والمسنين، الذين عرضوا جوانب الرعاية الصحية التى يقدمونها، وروجوا لجهود التطوير لرفع مستوى الخدمات بشكل دائم، كما ضم المعرض جناحاً للهيئة العامة للرقابة والاعتماد، وجناحا لعرض منتجات محلية ذات طابع صحي، وجناحاً لعرض منتجات تراثية وحرف يدوية ذات طابع بدوي.
نقل مدبولى تحياتِ الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، الذى يحظى المؤتمر برعايته الكريمة؛ من أجل إثراء فعالياته، وكذا تمنيات الرئيس بأن يُكلل المؤتمر بالنجاح والتوفيق، خاصة أنه يرفعُ فى دورته الثانية شعار «تطبيقات السياحة الصحية المصرية».
قال إن تجمع اليوم يأتى بهدف التحاور بشأن مستقبل صناعة تعدُ الأهم على مستوى البشرية، كونها تعنى فى المقام الأول بصحة الإنسان وعافيته ورفاهيته؛ وهى صناعة السياحة العلاجية والاستشفائية، مستدلاً على أهميتها الاقتصادية بسردِ عدة إحصاءات، حيث أشار إلى أن حجم سوق الرعاية الصحية على مستوى العالم، يتجاوز وفقاً لمجلة السياحة العلاجية الناتج المحلى الإجمالي، لبعض الدول العملاقة مثل اليابان، أو ألمانيا، أو الهند، وأيضاً وفقاً لجمعية السياحة العلاجية يَعبُر ملايين البشر فى العالم حدود بلدانهم الوطنية ويُسافرون إلى وِجهاتٍ أخرى لتلقى الرعاية الصحية.
أضاف مدبولي: «أنه لا شك أن هذا النمو الكبير فى سوق السياحة العلاجية والاستشفائية يأتى مدفوعًا بالتطورات المتلاحقة التى يشهدها قطاع الرعاية الصحية، والابتكارات التكنولوجية الحديثة، والتقنيات العلاجية المُستجدة التى من شأنها تحسين خدمة الرعاية الصحية والارتقاء بالتجربة التى يتلقاها المرضي، الأمر الذى يُحفز المواطن العالمى على السفر للحصول على تجربة علاجية أفضل».
اعتبر رئيس الوزراء أن هذا النمو فى الطلب على السياحة العلاجية وسياحة الاستشفاء يأتى مدفوعًا بواحدٍ من أكبر التغيُّرات الديموغرافية الجوهرية التى يشهدها القرن الحادى والعشـرون، المُتمثِّل فى شيخوخة السكان، موضحاً أن تلك الظاهرة يُطلق عليها أيضًا «الشِّيب العالمي»، والناتجة عن ارتفاع الوزن النسبى للسكان فى الفئة العمرية 65 عامًا فأكثر، مع تنامى فئة السكان الأكبر سنًا «84 عامًا فأكثر».
فى هذا السياق، أوضح مدبولى أنه وفقًا لتقديرات الهرم السكاني، من المرجح أن يرتفع الوزن النسبى لسكان العالم فى الفئة العمرية 65 عامًا أو أكثر من 10٪ من الإجمالى فى عام 2023 إلى 16.5٪ عام 2050؛ علمًا بأن عددهم سيتضاعف خلال هذه الفترة من حوالى 800 مليون نسمة إلى أكثر من 1.6 مليار نسمة، ولذا فهذا الأمر بطبيعة الحال يزيد من فجوة خدمات الرعاية الصحية غير المُلباة، ويخلق فرصًا اقتصادية غير محدودة للوفاء به، موضحاً فى الوقت نفسه أن السياحة العلاجية والاستشفائية تعدُ مجالاً خصباً لتدفقات الاستثمار الأجنبى المُباشر، باعتبارها واحدة من الخدمات الأساسية.
فى الإطار نفسه، أشار الدكتور مصطفى مدبولى إلى أنه تم الإعلان بالفعل فى إطار هذا التوجه، عن إطلاق أول مُنتجع للسياحة العلاجية فى مصر، وهو مُنتجع بالمنطقة الاستثمارية بمركز الصف بمحافظة الجيزة، على مساحة 40 فدانًا باستثمارات تجاوزت 1.5 مليار جنيه، مضيفاً أنه من المقرر أن يدمج خدمات الرعاية الصحية والضيافة فى مكان واحد.
حول جهود تعزيز المنظومة البيئية للسياحة العلاجية والاستشفائية على مستوى الجمهورية، أكد رئيس الوزراء أن الدولة اتخذت خطوات حثيثة فى هذا الصدد، مستدركاً بالقول بأننا نُدرك يقينًا أنه لا يزال هناك عدة جهود مُبتكرة يُمكن تبنيها لتحويل مصر لوجهة عالمية لهذا النوع من السياحة، لتُصبح رافدًا أصيلاً لتعزيز مسارات النمو والتنمية الاقتصادية الشاملة تحقيقًا لرؤية مصر 2030؛ حيث يرتكز النظام البيئى للسياحة الطبية والصحية على عاملين، الأول شبكة معقدة من الفاعلين المحليين والدوليين، الذين يعملون معًا فى نسقٍ مُتناغم لضمان تطور هذه الصناعة واستدامتها، مما يخلق مجالاً رحبًا للتطوير والتجديد المستمر لتعزيز العمل المشترك فيما بينهم؛ ويأتى فى مقدمة هؤلاء مقدمو الرعاية الصحية من مستشفيات وعيادات وأطباء محترفين، والوكالات السياحية، والهيئات التنظيمية المختصة بشئون السياحة والصحة ومنح تأشيرات الدخول، وشركات التأمين، والخدمات الداعمة، كما أن هؤلاء يُقومون على عدد كبير من الخدمات والأنظمة الداعمة.
كما تحدث مدبولى عن العامل الثانى المُتمثل فى أنه يمكن الوقوف على تدابير ومبادرات وتجارب ناجحة تم تبنيها دوليًا، ويُمكن الاهتداء بها لتأسيس صناعة تنافسية وجذب مزيد من الاستثمارات الوطنية والأجنبية إليها، وتوفير تجربة صحية سياحية استثنائية؛ فهناك على سبيل المثال تأسيس مناطق اقتصادية متخصصة للسياحة العلاجية، وتكوين عناقيد صناعية مُبتكرة لهذه السياحة، بالإضافة إلى استحداث تأشيرة دخول البلاد لغرض السياحة العلاجية والاستشفائية، فضلاً عن تطوير برامج سياحية تدمج بين الخدمات الصحية والأنشطة الثقافية والترفيهية، وكذا توفير منصات افتراضية لتنسيق خدمات الرعاية الصحية قبل الحصول عليها وأثناءها وبعدها، مما يتيح تجربة كاملة للعميل، بما فى ذلك الاستفسارات الأولية، والتنسيق مع مقدمى الخدمة، والمتابعة بعد الحصول على الخدمة، إضافة إلى إدماج الممارسات المستدامة والصديقة للبيئة ضمن صناعة السياحة العلاجية والاستشفائية.
فى الختام دعا المشاركين لإثراء فعاليات هذا المؤتمر، ليكون بحق منصة تشاركية لتبادل الخبرات والتجارب الناجحة والدروس المُستفادة منها، حتى نصنع معًا مستقبلاً مزدهراً لسياحة علاجية واستشفائية رائدة، متمنياً للجميع التوفيق والسداد.
خلال فعاليات الافتتاح، استمع رئيس الوزراء، إلى كلمات ألقاها كُلٌ من اللواء خالد فودة، محافظ جنوب سيناء، والدكتور محمد عوض تاج الدين، مستشار رئيس الجمهورية لشئون الصحة والوقاية، والسفيرة سُها جندي، وزيرة الدولة للهجرة وشئون المصريين بالخارج، والدكتور أيمن عاشور، وزير التعليم العالى والبحث العلمي.