تعد السياحة العلاجية بمصر من مصادر الدخل القومى، حيث تتميز بتقديم الخدمة العلاجية والسياحية فى آن واحد فى الأماكن المخصصة لها بالعديد من المحافظات التى تتمتع بمقومات علاجية واستشفائية كبيرة تميزها عن العديد من دول العالم، ويحرص الكثير من السائحين فى البلدان المختلفة على القيام بالسياحة العلاجية فى مصر والتى لها دور فى الاستشفاء والعلاج، خاصة أن البيئة المصرية تتميز بالهواء الطلق والشمس المشرقة والرمال النظيفة والمياه العلاجية الدافئة، كما يوجد العديد من الأماكن فى مصر التى تحتوى على المياه المعدنية والكبريتية والرمال والطمى التى تساعد على العلاج من العديد من الأمراض المختلفة وفى مقدمة تلك المحافظات جنوب سيناء، التى تتعدد مميزاتها السياحية والبيئية، كما تتميز محافظة الوادى الجديد بكثرة العيون المعدنية الساخنة والرمال الغنية بالأملاح والمعادن، وتشتهر واحة سيوة بمحافظة مطروح بالسياحة العلاجية والاستشفائية، هذا الى جانب مناطق حلوان وعين الصيرة والعين السخنة والغردقة وسفاجا والفيوم وأسوان والتى تمتلك جميع عناصر السياحة العلاجية لدعم الاقتصاد القومى لذا وضعت الدولة خطة متكاملة لاستغلال الموارد السياحية العلاجية فى تلك المحافظات بما يساعد على الاستفادة من الثروات التى تذخر بها مصر فى هذا الإطار على أكمل وجه.. «الجمهورية» من ملف «ثان» عن السياحة العلاجية،، تتوقف فى محطات جديدة، فى الواحات البحرية وأسوان وحلوان والبحر الأحمر، وغيرها من الأماكن، وفى السطور التالية.. تفاصيل نتعرف عليها..
رمالها «دواء».. ومناخها «ساحر».. و«شمسها ذهب»
أسوان.. ملكة جمال المشاتى
أسوان- فاطمة الزيات
رمال أسوان الذهبية «ثروة سياحية» هائلة، منحتها الطبيعة لأهلها الطيبين لتكون مصدر دخلهم وسعادتهم .. رمال تعالج كافة الأمراض الجلدية والروماتيزمية واكتسبت شهرة عالمية بعدما نجحت تلك الرمال فى علاج السلطان محمد شاه أغاخان زعيم الطائفة الإسماعيلية، الذى كان يعانى من الروماتيزم وآلام فى العظام ولم تشفع له ملايينه فى العلاج بعدما فشل أعظم أطباء العالم حينها فى علاجه، وعندما توقفت قدماه عن الحركة وأصبح أسيرا للكراسى المتحركة نصحه أحد الأصدقاء بزيارة أسوان للعلاج برمالها الدافئة وشمسها الساطعة.
وبالفعل جاء أغا خان إلى أسوان عام 1954 بصحبة زوجته ومجموعة كبيرة من أتباع الفرقة الإسماعيلية، وأقام بفندق كتراكت العتيق أرقى فنادق أسوان ساعتها أحضروا له أفقه شيوخ النوبة بأمور الطب، فنصحه احدهم بأن يدفن نصف جسمه السفلى فى رمال أسوان ثلاث ساعات يومياً ولمدة أسبوع، وعلى الرغم من سخرية الأطباء الأجانب بطريقة العلاج المبتكرة، إلا إن أغاخان امتثل لتعليمات الشيخ النوبى وبعد أسبوع من الدفن فى الرمال عاد أغا خان إلى الفندق ماشياً على قدميه وسط فرحة عارمة من زوجته وأنصاره ومؤيديه ومن ساعتها قرر أغا خان أن يكون ضيفا على أسوان كل شتاء، وأصبح من سكانها بعدما قام بشراء المنطقة التى كان يعالج بها بالكامل وبنى عليها مسكنا له ولزوجته البيجوم أم حبيبة ملكة جمال باريس ولحاشيته، ثم أقام مقبرة لتخلد عشقه لهذه المنطقة الساحرة التى شفته من الأمراض وبعد وفاته نقل جثمانه ليدفن فيها، ومن بعده زوجته أم حبيبة التى أوصت بنقل جثمانها من باريس لتدفن بجوار زوجها فى ضريحه، وتحولت لمزار سياحى هام يحكى قصة عشق السلطان وأم حبيبة لرمال أسوان النادرة التى تحتل المركز الأول على مستوى العالم فى السياحة العلاجية لما تحتويه من معادن نادرة تساعد فى التخلص من الأمراض المختلفة خاصة رمال الجبل الغربى التى كانت ولا تزال أحد مقاصد السياحة العلاجية حيث أثبتت التجارب العلمية أن الدفن فى الرمال يعالج آلام العظام والأمراض الجلدية.
قال خيرى محمد على رئيس غرفة السياحة بأسوان مناخ أسوان الجاف وأشعة الشمس الساطعة طوال العام تعالج أمراض الصدر والالتهاب الشعبى والربو لوجود الأشعة فوق البنفسجية كما تتميز اسوان بوجود جزيرة إلفنتين والتى تستخدم فيها حمامات الطمر بالرمال للأغراض العلاجية من شهر مارس الى شهر أكتوبر من كل عام حيث تشتد اشعة الشمس ويوجد مركز للعلاج الطبيعى بفندق أوبروى، يعمل به خبراء فى الرياضة والعلاج الطبيعى كما يحتوى المركز على حمامات الساونا وحمامات بخار تركية مع توافر القائمين على أعداد برنامج للتمرينات السويدية على أساس علمى.
هذا الى جانب منتجع جزيرة إيزيس الخاص بالاستشفاء البيئى لمرضى الروماتويد حيث يجمع بين العلاج بالطمر فى حمامات الرمال السمراء والتعرض للشمس واشعتها فوق البنفسجية لمدة ثلاثة اسابيع متتالية. وكان لابد من هذا التنسيق الطبى على اسس مدروسة لضبط القدر المناسب من التعرض للأشعة فوق البنفسجية حتى يخرج المريض منها بأعظم فائدة، وكانت ثمرة هذا البرنامج المنظم فوق كل تصور، فقد أدى الى تحسن ذى قيمة احصائية عظيمة فى أعراض المرض، والمؤشرات المعملية لكفاءة الجهاز المناعى، وسرعة ترسيب الدم ومؤشرات نشاط الروماتويد ويعزو الأطباء هذا النجاح المنقطع النظير للعلاج البيئى لمرض الروماتويد المشهور بشراسته المدمرة للمفاصل، الى كثافة الاشعة فوق البنفسجية المنعكسة من الجبال المحيطة بجزيرة إيزيس ومن صفحة النيل اثناء طمر الجسم بالرمال المشعة السمراء على سطح الجزيرة هذا بالإضافة الى نقاء جو اسوان وجفاف مناخها على مدار العام وتتميز المنطقة بارتفاع مقدار الاشعة فوق البنفسجية فى جوها وبانخفاض نسبة الرطوبة مما يجعلها مكاناً مثالياُ لعلاج الامراض الروماتزمية وامراض الجهاز التنفسى كالربو الشعبى وما الى ذلك.
وقال اللواء أشرف عطية محافظ أسوان ان المحافظة بجوها الجاف البديع تعد اعظم المنتجعات الشتوية العلاجية فى العالم بأسره، وهى تلائم على نحو خاص مرضى الكلى والجهاز التنفسى والروماتيزم ويوجد بها مركزان للعلاج بالرمال والمياه حيث يطمر جسم المريض بالروماتيزم فى الرمال الساخنة مشيرا إلى إن رمال أسوان الصفراء الذهبية لها سحرها الخاص فى علاج الكثير من أمراض العظام حيث تتميز بنسب عالية من الأشعة فوق البنفسجية وانخفاض نسبة الرطوبة حيث تصل إلى 43.4٪ خلال الفترة من ديسمبر إلى مارس، كما أن أشعة الشمس على مدار العام مع جفاف الجو يكونان مناخًا مثاليًا لعلاج أمراض الروماتيزم مثل الالتهاب الشعبى والربو والتهاب الكلى المزمنة.
عيون كبريتية.. واستحمام فى أحضان الطبيعة.. وبيئة نقية
الواحات البحرية…. «عروس الصحراء»
اشتهرت مصر بمدنها ومياهها المعدنية والكبريتية، وجوها الجاف الخالى من الرطوبة وما تحتويه تربتها من رمال وطمى صالح لعلاج الأمراض العديدة ، وتـعدد شواطئها ومياه بحارها بما لها من خواص طبيعية مميزة.
وقد انتشرت فى مصر العيون الكبريتية والمعدنية التى تمتاز بتركيبها الكيميائى الفريد .والذى يفوق فى نسبته جميع العيون الكبريتية والمعدنية فى العالم.
علاوة على توافر الطمى فى برك هذه العيون الكبريتية بما له من خواص علاجية تشفى العديد من امراض العظام وامراض الجهاز الهضمى والجهاز التنفسى والامراض الجلدية وغيرها كما ثبت ايضا الاستشفاء لمرضى الروماتيزم المفصلى عن طريق الدفن فى الرمال.
أكدت الأبحاث أن مياه البحر الاحمر بمحتواها الكيميائى ووجود الشعاب المرجانية فيها تساعد على الاستشفاء من مرض الصدفية ولم تكن رمال مصر أقل ثراء من مياهها فقد أظهرت الدراسات احتواء الكثبان الرملية بالصحراء المصرية على نسب مأمونة وعظيمة الفائدة من العناصر المشعة.
وقد أدى العلاج بطمر الجسم أو الوضع المؤلم منه بالرمال لفترات مدروسة ومحددة الى نتائج غير مسبوقة فى عدة أمراض روماتزمية مثل مرض الروماتويد والآلام الناجمة عن أمراض العمود الفقرى وغير ذلك من اسباب الألم الحاد والمزمن مما يحار فيه الطب الحديث، ومن أبرز المناطق المصرية التى تعالج بالمياه والرمال الواحات البحرية التى تتميز بوجود نحو 400 عين للمياه المعدنية والكبريتية الدافئة والباردة التى اثبتت البحوث التى اجرتها الجامعات المصرية والمراكز القومية للبحوث والمراكز العلمية الأجنبية قيمتها العلاجية فى أمراض الروماتيوم والروماتويد والأمراض الجلدية.
وكل هذا يؤهلها لأن تصبح من أهم المنتجعات العلاجية فى العالم لتميزها بالمناخ الجاف المعتدل والشمس الساطعة طوال العام وتعد الواحات البحرية من أهم المقاصد السياحية ذائعة الصيت لدى سائحى وسط وغرب وشمال أوروبا الذين يقصدونها للاستشفاء خاصة فى منطقة عيون بئر حلفا ذات المياه الدافئة التى تبلغ درجة حرارتها 45 مئوية، ومنطقة عيون القصعة « 30 – 40 مئوية» ومناطق الآبار الرومانية التاريخية وبئر البشمو الشهيرة التى تستمد ماءها من مصدرين أحدهما بارد والآخر ساخن ينتهيان الى مجرى صخرى عميق واحد وتتميز الواحات البحرية بوجود منشآت للسياحة العلاجية لاستقبال السياح حيث أقيم فندق العين السخنة على أرقى مستوى يضم الفندق 50 سريراً، و24 غرفة وصالة للجمنيزيوم وحماماً للسباحة وحمام ساونا كما تم وضع حجر الأساس لمركز دولى متخصص للاستشفاء البيئى للإفادة من القيمة العلاجية لمئات الآبار والعيون الطبيعية المنتشرة بالمنطقة.
حمامات وعيون طبيعية وعلاجات رملية .. فى مواجهة أمراض العمود الفقرى والجلدية
حلوان..مصحة عالمية
تنتشر فى مصر مئات من العيون والآبار الطبيعية ذات المياه المعدنية والكبريتية والتى تختلف فى العمق والسعة ودرجة الحرارة بين 30، 73 درجة مئوية وقد أثبتت التحليلات المعملية احتواء الكثير من هذه الينابيع الطبيعية على أعلى نسبة من عنصر الكبريت مقارنة بالآبار المنتشرة فى شتى أنحاء العالم كما تحتوى هذه المياه الطبيعية على عدة أملاح معدنية وبعض المعادن ذات القيمة العلاجية من أمثال كربونات الصوديوم ونسب متفاوتة من بعض العناصر الفلزية مثل الماغنسيوم والحديد، وفى مقدمة الأماكن التى لها هذه المميزات منطقة حلوان «جنوب القاهرة».
وأظهرت القياسات المعملية ملاءمة نسبة الملوحة فى هذه الموارد المائية الطبيعية للأغراض الاستشفائية ويضاف الى ذلك انتشار آبار المياه الطبيعية النقية الصالحة للشرب والتى توسعت مصر فى استثمارها وإنتاجها على نحو اقتصادى فى السنوات الأخيرة فى إطار رقابة علمية صارمة على الجودة والمواصفات القياسية من حيث النقاء من الشوائب والطفيليات والجراثيم ودرجة عسر الماء والتركيب الكيميائى مما دفع بالعديد من الشركات الوطنية والأجنبية الكبرى الى التنافس للاستثمار فى هذا المجال ولم تكن رمال مصر أقل ثراء من مياهها.
وأظهرت الدراسات احتواء الكثبان الرملية بالصحراء المصرية على نسب مأمونة وعظيمة الفائدة من العناصر المشعة، وقد أدى العلاج بطمر الجسم أو الوضع المؤلم منه بالرمال لفترات مدروسة ومحددة الى نتائج غير مسبوقة فى عدة أمراض روماتزمية مثل مرض الروماتويد والآلام الناجمة عن أمراض العمود الفقرى وغير ذلك من اسباب الألم الحاد والمزمن مما يحار فيه الطب الحديث.
وتتميز حلوان بجوها الجاف ونسبة رطوبة لا تتجاوز 58٪ بالإضافة الى عدة عيون معدنية وكبريتية لا مثيل لها فى العالم من حيث درجة النقاء والفائدة العلاجية، وقد انشئ بها مركز كبريتى للطب الطبيعى وعلاج الألم والأمراض الروماتزمية ويرجع تاريخ العلاج بمياه حلوان الى عام 1899، ثم جددت الحمامات عام 1955.
وقد أسس مركز حلوان الكبريتى للروماتزم والطب الطبيعى على طراز إسلامى عربى أنيق وهو يضم 38 حجرة للعلاج بالمياه الكبريتية وغرفاً للاستراحة، وشاليهات لإقامة المرضى على بعد خطوات من أماكن العلاج وجميعها محاط بحدائق جميلة مما يجعلها المكان الأمثل لإقامة المرضى والناقهين ويضم المركز نخبة من الأطباء المتخصصين فى الأمراض الروماتزمية والطب الطبيعى يقومون بتوقيع الكشف الطبى الدقيق على المرضى قبل الشروع فى علاجهم.
وبعد أن يحدد العلاج الملائم لكل حالة يوضع المريض تحت الاشراف الطبى الكامل طوال فترة علاجه وإقامته بالمركز . ويعد ملف خاص لكل مريض يحفظ بالارشيف الطبى للمركز للرجوع اليه عند الحاجة لتسهل متابعة المرضى فى ترددهم على المركز ويضم المركز جهازاً للاشعة التشخيصية ومعملاً طبياً متكاملاً لإجراء جميع الفحوص المعملية والتحليلات .وقسم للأمراض الباطنية والقلب مزوداً بأجهزة حديثة لرسم القلب الكهربائى وحماماً مائياً كهربائياً للعلاج المائى وحمام بخار وأجهزة للموجات فوق البنفسجية والموجات القصيرة والتيار الجالفانيك والفاراديك والموجات فوق الصوتية وهو الحمام الكبريتى الوحيد فى الشرق للتحركات والرياضة تحت الماء علاوة على حمام ثانى أوكسيد الكربون لعلاج أمراض الدورة الدموية، قسماً خاصاً للعلاج بالطمى الكبريتياً.
ويضم المركز منتدى رياضياً «جمينزيوم» شاسعاً ومزوداً بأحدث أجهزة العلاج الطبيعى والرياضة منها قسم خاص بالرشاقة وانقاص الوزن وقسم التدليك والتدليك تحت الماء وقسم الشمع ويعالج المركز امراض الالتهاب العظمى المفصلى وروماتويد العضلات الليفى والتهاب الأعصاب والآلم الناجمة عنه والشلل ووهن الأطراف والأمراض العصبية والنفسية ومرض النقرس المزمن وأمراض الجهاز التنفسى «التهاب الجيوب الأنفية المزمن، التهاب الشعب الهوائية، الربو الشعبى المزمن والأمراض الجلدية «الجرب، الإكزيما، حب الشباب، الصدفية وتيبس المفاصل، والكسور الملتئمة المصحوبة بمضاعفات الالتئام الخاطئ والقصور المزمن بالدورة الشريانية للأطراف والتهابات المبيضين وأنابيب فالوب التى ينجم عنها العقم الأولى والثانوى .السمنة المفرطة والمرضية.
جمال وهدوء ونقاء.. ومنتجعات هى «أصل الحكاية»
سفاجا.. أرض الاستشفاء البيئى
البحر الأحمر- مشيرة الطاهر:
تشتهر مدن محافظة البحر الأحمر، بالعديد من مقومات العلاج البيئى الذى جعلها من أهم المزارات السياحية العلاجية بمصر، فالغردقة تجمع بين التداوى بالمياه البحرية وطينة الشعب المرجانية واشعة الشمس والرمال الغنية بالعناصر المعدنية وطينة تراب المناجم وبها العديد من الفنادق والمنتجعات السياحية المتعددة المستويات مياه وشمس..
أمير عبد الحفيظ مدير الأنشطة بأحد المنتجعات السياحية، التى تقدم العلاج البيئى بمدينة سفاجا، قال إنه موسم السياحة العلاجية يبدأ من شهر أبريل حتى سبتمبر ونوفر للمرضى كافة سبل الراحة وتعد أكثر دخلا من أنواع السياحة الأخرى تمثل أربعة أضعاف دخل السياحة الترفيهية لأن المريض يستمر فى العلاج على الأقل ثلاثة أسابيع وعادة يكون معه مرافق أو أكثر.
مشيراً الى أنه يرجع اكتشاف الاستشفاء البيئى بالمنطقة إلى عام 1992 عندما فوجئ نزلاء بالقرية تابعين لفوج سياحى من « السويد « بتماثل عدد منهم مرضى بالصدفية للشفاء وعلى الفور قامت وزارة البحث العلمى بتشكيل فريق طبى متخصص من أساتذة المركز القومى للبحوث ووضع خطة علمية دقيقة بدأت بدراسة ميدانية طبية للمنطقة والقرى المحيطة بها واستمرت لمدة عام تم خلالها توقيع الكشف الطبى على مئات المرضى الذين يعانون من الأمراض الجلدية وكذلك دراسة الحالات المترددة على مستشفى سفاجا المركزى والعيادات الأخرى وتبين أنه من بين تعداد سكان المنطقة لم تسجل حالة صدفية واحدة وتبعها دراسة اخرى استمرت لمدة عامين قامت وزارتا البحث العلمى والسياحة باختيار عدد من المرضى يعانون من مرض الصدفية من الكبار والأطفال والرجال والنساء واخضاعهم للعلاج البيئى.
ويتضمن استحمام المريض فى مياه خليج سفاجا عالية الملوحة ثم التعرض لأشعة الشمس فوق البنفسجية فى الصباح الباكر وقبل الغروب يوميا وفى نهاية فترة العلاج تم اجراء تقييم إكلينيكى للحالات والتى أثبتت نجاح العلاج بصورة ممتازة وتم نشر هذه الأبحاث فى الدوريات العلمية المتخصصة وفى 1994 عقد بسفاجا مؤتمر عالمى أعلن فيه النتائج العلمية النهائية للمشروع والتى اثبتت امكانية استخدام هذا العلاج بصورة آمنة وفعالة بعيدا عن مخاطر تناول الأدوية والكيماويات
وقال الدكتور حسن حمزة ـ المشرف على العلاج البيئى بمركزطبى بإحدى القرى السياحية بسفاجا إن هذه المنطقة تعد أفضل مقصد عالمى للسياحة العلاجية دون غيرها حيث إنها تقع على خليج مائى محاط بمجموعة من الجزر والشعاب المرجانية مما ينتج عنه انخفاض فى سرعة تيار المياه بالمنطقة مما يؤدى إلى زيادة نسبة الملوحة بالمياه كما أن كميات الشعب المرجانية الهائلة بالمنطقة تمثل مصدرا طبيعياً لتلك الأملاح والمعادن مما ينتج عنه فى النهاية نسبة ملوحة عالية هذه الملوحة تمثل العامل الأول فى العلاج والثانى فيتمثل فى أشعة الشمس فوق البنفسجية التى تسقط بكميات هائلة على سطح الارض فى تلك المنطقة والذى يرجع لكون المنطقة محاطة تماما بمجموعة من الجبال الشاهقة الارتفاع والتى تكون حائط صد طبيعياً ضد الرياح المحملة بالأتربة وذرات الرمال مما ينتج عنه خلو المنطقة من تلك الشوائب العالقة وهذان العاملان لهما أهميتهما فى اختفاء المرض فالاستحمام فى تلك المياه ينتج عنه تبادل للأيونات من خارج الجلد وداخله مما ينتج عنه اتزان فى انقسام خلايا الجلد كما أن التعرض لأشعة الشمس ينتج عنه إفراز الجلد لفيتامين «د» الذى يلعب دوراً هاماً فى ضبط الخلل الموجود فى الجهاز المناعى مما ينتج عنه عودة خلايا الجلد لانقسامها الطبيعى وبالتالى اختفاء أعراض المرض مشيرا إلى أن هناك مركزين للعلاج البيئى فى سفاجا أحدهما فى إحدى القرى السياحية والآخر فى أحد الفنادق البسيطة لمحدودى الدخل وغير القادرين وترسل له حالات للعلاج المجانى .