لم اصب بدهشة.. ولا خيبة أمل.. ولا إحباط وأنا اتابع المناظرة السيئة بين المرشحين لرئاسة اكبر دولة فى العالم.. فالمناظرة من بدايتها .. كشفت الحقيقة المؤلمة لرئيس أمريكا القادم.. ويكفى أنه لم يصافح كل منهما الآخر.. وتبادلا الاتهامات والاكاذيب بصورة مشينة.. والاكثر من ذلك ان قناة الـ»سي. إن. إن» التى نظمت هذه المناظرة وأقامتها فى استوديوهاتها.. وصفتها بأنها كارثية.. تعالوا نتوقف أمام ما قالته الصحف الأمريكية عن هذه المناظرة .. قالت إنه لا يجوز لرئيسين أحدهما حالى والآخر سابق .. ان يظهرا بهذا المظهر غير اللائق .. كما وصفت هذه الصحف ما يميز هذه المناظرة .. بأنه عبارة عن تبادل الإهانات بالاضافة إلى الكذب .. الواشنطن بوست مثلا قالت : ان أداء ترامب كان مليئا بالتضليل .. اما بالنسبة لبايدن فقد تعالت الاصوات بضرورة اختيار بديل .. بعد تميزه بالبطء والضعف .. الأسوء من كل ذلك ان قناة الـ سى ان ان ( CNN ) فضحتهما .. حيث كشفت عدد المرات التى قدم فيها كل من المرشحين .. معلومات مضللة مكذوبة .. قالت ان ترامب استخدم اسلوب التضليل 20 مرة .. بينما بايدن 9 مرات فقط !! الغريب ان كل من المرشحين لم يقدم رؤية مستقبلية واضحة المعالم لاهم القضايا .. مثل اوكرانيا والشرق الأوسط .. أو حتى المشاكل الداخلية كالاجهاض والهجرة والتضخم .. خلاصة هذه المناظرة اوضحت لنا حقيقة شخصية بايدن وترامب .. عندما يقف كل منهما وحيدا .. يتصرف من تلقاء نفسه بعيدا عن مساندة ودعم الاجهزة .. لقد ظهرا أضعف مما نتخيل .. وان منصب رئيس امريكا كاكبر دولة فى العالم .. يضيف للرئيس الكثير والكثير .. وانهما صاحبا شخصيتين مختلفتين عن بعد جلوسهما على كرسى قيادة العالم !! ويكفى ان كل مرشح فضح الآخر وعايره على ما يحويه سجله التاريخى من أحداث غير مشرفة !! هذه المناظرة فجرت قضية ضعف بايدن وتقدمه فى السن وهو ما جعل العديد من اعضاء حزبه الديمقراطى يطالبون بالبحث عن بديل .. ولكن هذا المطلب شبه مستحيل .. لأن بايدن حصل على 99٪ من أصوات اعضاء الحزب فى الانتخابات التمهيدية الداخلية لاختيار مرشح الحزب لانتخابات الرئاسة.. من هنا يصبح من الصعب اختيار بديل .. والحل الوحيد فى حالة الإجماع على اختيار بديل لبايدن.. هو انسحاب بايدن من انتخابات الرئاسة.. وهذا طبعا من المستحيل .. واذا نظرنا الى المرشح الآخر عن الحزب الجمهورى ترامب .. نجد انه مدان امام القضاء الأمريكى فى اكثر من قضية .. وهو ما يعنى ان كلاً من المرشحين لديه نقاط ضعف مشينة .. كشفتها هذه المناظرة علانية امام العالم .. وان الـ 90 دقيقة التى استغرقتها المناظرة .. هزت امريكا وكشفت للدنيا كلها .. حقيقة الرئيس القادم لامريكا .. اقول اننى لم اندهش .. لأن نموذج امريكا كان يقفز امامى فى كل لحظة اتابع فيها المناظرة .. كنت اقول : ماذا ننتظر من دولة لا تعرف الحق ولا العدل وتنحاز للظالم المحتل المغتصب الإسرائيلى .. وتقدم له كل الدعم بالمال والسلاح .. دولة تلوى الحقائق .. تقف بكل قوة للنيل من أصحاب الحق .. اصحاب الأرض .. هل سمعتم استخدام ترامب .. ضعف فلسطين .. ليصف به منافسه بايدن .. وكأن ضعف فلسطين شئ معيب .. بالرغم من أنه يعلم جيدا أن أمريكا وراء هذا الضعف . وانها تلعب أسوأ أدوارها على مر التاريخ فى إضعاف فلسطين وعدم منحها حقها فى اقامة دولتها باستخدام الفيتو عمال على بطال ضد فلسطين .. اقول : ان هذه المناظرة .. جعلتنا ننتظر السيئ أو الأسوأ رئيسا لأمريكا .