لا ينكر أحد أن السوشيال ميديا اصبحت جزءاً مهماً من حياة البشر ليس فى مصر وحدها بل فى العالم بأسره لكن كل الدراسات حول هذا الموضوع اثبتت ان اكثر المناطق انشغالاً بهذه الميديا الشرق الاوسط .. ولا ينكر احد انها اصبحت الشغل الشاغل لكل افراد الاسرة حتى اخذتنا من بعضنا وفككت الروابط الاسرية واصبح لكل فرد فى العائلة عالمه الخاص به حتى الاجتماع على مائدة الغداء او العشاء التى تعتبر ملتقى الاسرة مع بعضها وهى الرابط الاساسى والمفيد فى قيمنا ومجتمعنا يتناول افراد الاسرة الحديث مع الاب ويكون بمثابة المعلم والموجه انقطعت واصبح كل فرد فى العائلة منكباً على شاشته الصغيرة وعندما ينادى الاب على احد افراد الاسرة فلا مجيب فكل شخص له صحبته واسرته الجديدة واصدقاء جدد شغلوه عن اهتماماته الشخصية بل اثرت على دراسته واصبحت تأخذ 90 ٪ من وقته واهتماماته والاخطر من ذلك المحتوى الذى يروج له الاخرون. (سم قاتل فى العسل) يسلب ارادة شبابنا ويجعلهم منقادين وراء توجيهاتهم ويحقق بسهولة ما يهدفون اليه ولعل احداث 25 يناير خير دليل وهى ليست ببعيدة فقد استغلت قوى الشر هذه الآفة اسوأ استغلال ضد دول المنطقة فتساقطت بعض الدول بأيدى ابنائها ولم تعد الى الآن فأين ليبيا وسوريا والعراق والسودان واليمن ونجا الله مصر من براثن قوى الشر بفضل جيشها العظيم ووعى قيادتها الوطنية الحكيمة.
خلاصة القول ان اكبر خطر على شبابنا هو السوشيال ميديا وهنا جال بخاطرى جزء من هوية القرية المصرية التى انجبت العقول الفذة والقيادات الواعية حيث كان الجميع يتجمعون حول محفظ القرآن ويعطى له كل الاحترام والتقدير وينطق الجميع بكلمة سيدنا احتراماً وتقدير يجلس الاطفال عدة ساعات فى حفظ كتاب الله والتدبر فى احكامه ويقضى الاطفال سنوات الحضانة مع سيدنا فى الكتاب او المعهد فى المدينة ثم يلتحقون بمدارس التعليم الالزامى وكان الطفل يعرف القراءة كتابة ونطقا صحيحا وذلك الفضل يرجع لكتاب الله فجالت بخاطرى هذه المواقف وتساءلت: اين الاهتمام اليوم بمحفظى القران واين كتاب القرية ولماذا لم يهتم الازهر وهو منبر الاسلام بمحفظى القران الذين تكالبت عليهم الظروف المعيشية والملاليم القليلة التى يتقاضونها من المكاتب فقد لا يصدق احد ان حامل كتاب الله الذى يقضى ساعات طويلة فى تربية النشء لا يتقاضى شيئاً من وزارة الأوقاف أو الازهر وانما حسب ظروفه فى المسابقات و يتقاضى من صاحب المكتب شيئاً معدوماً 300 جنيه فى الشهر حسب إمكانيات صاحب المكتب بينما مواصلاته تتعدى 60 جنيهاً فى اليوم فكيف يستمر فى التحفيظ وكيف يعيش.. لذلك هجر الكثيرون من حاملى كتاب الله العمل بالتحفيظ واشتغلوا عمال تراحيل او سائقى توك توك فأين وزارة الاوقاف.
اقترح زيادة مخصصات الازهر الشريف ووزارة الاوقاف لمحفظى المكاتب والاهتمام بهم من اجل أداء رسالتهم التى هى أسمى رسالة وقيام وزارة الأوقاف بدورها المنوط بها بالاهتمام المادى بمحفظى المكاتب و عمل راتب شهرى مناسب يكفى اعاشتهم واسرتهم وتشجيعهم على أداء رسالتهم السامية على اكمل وجه والاهتمام بهم صحيا واجتماعيا ورغم الفرق الكبير بين القضيتين السوشيال ميديا وتحفيظ القرآن الا ان الرابط بينهما واضح وهو استغلال وقت الشباب فيما يفيد الانسان .. ويضع اساسا اخلاقيا وثقافيا وتربويا للنشء فى مكاتب تحفيظ القرآن .. بينما السوشيال ميديا تهدم كل القيم من خلال شركات فيسبوك وتويتر والتيك توك التى تمنح بعض المارقين والمارقات الخارجين عن التقاليد والاخلاق مبالغ مالية كبيرة ليتكالب الجميع على هدم ثوابت المجتمع.
إن الاهتمام بمحفظى القران الكريم هو اهتمام بالماضى والحاضر والمستقبل.