يوماً بعد يوم يزداد الأمر تعقيداً فى المنطقة مع تمادى اسرائيل فى غيها، باستمرار عملياتها الارهابية فى المنطقة.. حرب فى غزة.. حرب فى لبنان.. وحرب فى سوريا.. وحرب فى اليمن.. اغتيالات مستمرة.. فبعد اسماعيل هنية وحسن نصرالله.. يتم اغتيال يحيى السنوار.. وبين 7 أكتوبر 2023 مع بداية الحرب على غزة وحتى اغتيال السنوار.. استشهد اكثر من 43 ألف فلسطيني، بينهم آلاف الاطفال والنساء.. وارتفعت الاصابات لتصل إلى أكثر من 110 آلاف مصاب.. وكل هذا يحدث ووقائع الارهاب الاسرائيلى وعمليات إبادة الشعب الفلسطينى تتناقلها الفضائيات المختلفة على الهواء.. ويشهدها كل سكان الكرة الارضية فى مختلف أنحاء العالم.. ولا يتحرك أحد لإيقاف هذه المجازر!
الشتاء على الأبواب وملايين الفلسطينيين فى غزة والأراضى المحتلة يفترشون العراء.. لا مأوى لهم.. حتى المدارس التى كانوا يحتمون بها أو يلجأون للاقامة فيها، تم تدميرها.. دور العبادة لم تسلم من قصف العدو الاسرائيلي.. وتسانده امريكا، التى لا ترى سبباً لإيقاف إطلاق النار، وتساعده أكثر وأكثر.. عن طريق الإمداد بالمال والسلاح من خلال اعتمادات مفتوحة بلا سقف.. وفى المقابل لا تسهم حتى فى إدخال المساعدات لأبناء غزة.. وكيف تساعد فى هذا وهى فى مقدمة الدول الداعمة للإرهاب الاسرائيلي؟!
ورغم كل جرائم الحرب التى ترتكب بمعرفة الكيان الاسرائيلي.. إلا أن المقاومة الفلسطينية صامدة، وستظل صامدة إلى النهاية.. ومع كل شهيد جديد، تزداد عزيمة المقاومة وتصميمها على الثأر والانتقام واستعادة الارض، التى اغتصبتها اسرائيل منذ عام 1948.. إن اسرائيل خسرت كثيراً بحربها على غزة.. وبدلاً من أن تستمع إلى صوت العقل وتتجه إلى السلام، اختارت طريق القتل والدمار بحرب الإبادة التى تشنها على أهالينا فى غزة.. ولا أعتقد أن المواطن الاسرائيلى يعيش فى أمان.. وهو لن ينعم بالأمن والامان، طالما ظل النتنياهو ينفذ مخطط الإبادة.. إننا أمام سيناريو ليس له نهاية بالحرب.. ولابد أن تكتب نهايته بالاتفاق بين جميع الاطراف.
أما سيناريو الاغتيالات التى تعتمدها اسرائيل، فلن تفيد ولن تقضى على المقاومة الفلسطينية.. بل ستزيدها قوة، لأن كل شهيد يضيف وقوداً وصموداً جديداً للمقاومة.
إن ما تقوم به قوات الاحتلال الاسرائيلية، قضى إلى حد كبير على آمال السلام.. وإن لم يقض على كل الفرص.. وربما يأتى إلى اسرائيل رجل رشيد يرغب فى العيش فى سلام، فى ظل اتفاق يقضى بالاعتراف بحق الشعب الفلسطينى فى اقامة دولته المستقلة على حدود 4 يونيو 1967 وتكون عاصمتها القدس الشرقية.. هذا هو الامل، وهو ايضا الطريق الوحيد الذى يضمن للجانبين العيش فى سلام.. وبغيره لن تهدأ المنطقة.. وستظل على فوهة بركان أو على جمرة من النيران لن تنطفئ أبداً.. ولن تنعم اسرائيل بالامن والامان.. ولن يوفر لها السلاح الامريكى الاستقرار.
إن ما حدث فى غزة من قتل وسفك لدماء آلاف الابرياء، لن يُنسى على مر الزمان.. وسيظل الارهاب الاسرائيلى فى ذاكرة ووجدان الشعب العربى من المحيط للخليج.. وبعض شعوب العالم التى ترى همجية ووحشية وارهاب النتنياهو واتباعه.
لقد دمر غزة عن بكرة أبيها.. دمر بنيتها التحتية، فحرم أبناء غزة من المياه الصحية الصالحة للشرب ودمر شبكات الصرف الصحي.. مما يسهم فى سرعة نقل الاوبئة والامراض.. دمر مساكنها ليعيش شعب غزة فى العراء.. دمر مستشفياتها حتى يحرم أبناء غزة من العلاج.. وحتى إذا توقفت الحرب الآن.. وعادت الامور لطبيعتها، فغزة تحتاج لأكثر من عشر سنوات حتى تعود كما كانت قبل اندلاع الحرب فى اكتوبر 2023.
إن مصر تسعى بكل بجهود كبيرة وملموسة لوقف اطلاق النار.. وانفاذ المساعدات إلى أهالينا فى غزة.. وتقديم يد العون إلى الاشقاء فى لبنان.. ولكن أين المجتمع الدولي، بعد مرور أكثر من عام على هذا الإجرام الاسرائيلي؟!.. لم نر أى تحرك، خاصة من امريكا لمحاولة وقف اطلاق النار.. وإنقاذ أطفال فلسطين ونسائها.. وكأن ليس لهم الحق فى الحياة.. ألم تحرك المأساة التى يعيشها اطفال فلسطين مشاعر شعوب العالم وقادته؟!.. أم انهم لا يرون ما تفعله اسرائيل من جرائم حرب؟!.. هل مات الضمير العالمي؟!.. نأمل ألا يكون كذلك، ويتحرك العالم لإنقاذ الشعب الفلسطينى مما يتعرض له من ارهاب وحرب إبادة.. وحسبنا الله ونعم الوكيل.. وتحيا مصر.