مع كل الجهود المبذولة لتطوير المنظومة التعليمية.. لابد من التركيز على تطوير العقول مثل الفصول وتأهيل المعلم وتهيئة المناخ للمتلقي.. قبل تعديل وتطوير المناهج وتحويل المدارس من طاردة لطلابها إلى جاذبة والقضاء على أكبر عقبتين تقفان حجر عثرة وعائقاً منيعاً فى مسيرة المنظومة التعليمية.. سناتر الدروس الخصوصية التى سحبت البساط تماماً من تحت أقدام معاقل التعليم.. ثم الكتاب الخارجى الذى يكلف ميزانية الأسر ملايين الجنيهات.. وأكاد أجزم أن سبب هاتين المعضلتين وحلهما أيضا وبكل سهولة فى يد وزارة التربية والتعليم ذاتها، وليس غيرها.
أولاً بالنسبة لسناتر الدروس الخصوصية التى يقودها ويعمل بها نفس مدرسى المواد بالمدارس الحكومية، بل والبعض يستغل عمله فى المدارس للترويج وجذب الطلاب من المدارس إلى السناتر، واكتفى المدرس بالسناتر والدروس الخصوصية وهجر الطالب المدرسة وحرص على مواعيد السناتر والدرس الخاص وصارت المدارس طاردة وغير جاذبة بالمرة.
>>>
ورغم تعديل كادر المعلم وزيادة المكافآت والرواتب، لم يتغير شيء.. نفس السناتر ونفس الدروس الخصوصية زادت نسبة الغياب وزاد هجر المدارس رغم أنه يكلف الميزانية المليارات.. لذلك اقترح متابعة المعلمين داخل الفصول من خلال كاميرات داخل كل فصل تتابع أسلوب الشرح والعطاء وتعامل كل مدرس مع تلاميذه وأمانته فى توصيل المعلومة لطلابه ويكون الراتب والحافز والترقية حسب الأداء من خلال استعراض محتوى الكاميرات وأسلوب كل مدرس فى شرحه وعطائه.
>>>
أما الكتاب الخارجي، فهو صناعة الوزارة نفسها.. فهى الداء والدواء فى آن واحد.. وخبراء الوزارة ومدرسو الوزارة هم أنفسهم أصحاب ومؤلفو الكتب الخارجية، وأذكر ونحن فى المرحلة الابتدائية كنا نقتنى كتاباً خارجياً شهرياً.. لم يكن سواه فى الأسواق يستحوذ على كل الأسواق، وكان مؤلفه هو نفس مؤلف كتاب القراءة والمحفوظات الذى كنا نتسلمه من المدارس، ومازلت أذكر الاثنين المؤلفين للكتاب الخارجى الشهير للمرحلة الابتدائية وهما نفس خبيرى الوزارة مؤلفى الكتاب المدرسى ونفس الشيء الآن.. من هم مؤلفو الكتب الخارجية التى توزع بالملايين وتربح بالملايين؟!.. هم نفس أبناء وزارة التربية والتعليم.
>>>
الغريب والعجيب فى الأمر، أن هؤلاء الخبراء تعمدوا أن تكون الكتب المدرسية عبارة عن «ألغاز وطلاسم» بزعم أن ذلك يرغم الطلاب على الحضور ومتابعة المدرس لفك الطلاسم وشرح الألغاز.. بينما جاء الكتاب الخارجى وافى الشرح مبسط المعلومات غزير المعرفة وتنوع الأسئلة والإجابات.. فلماذا إذن يحتاج الطالب للكتاب المدرسى الذى يتسلمه ولا يفتحه وربما باعه بالكيلو آخر العام؟!.. بينما يكلف ميزانية الدولة المليارات.. وبح صوتنا من أجل تعديل هذا الأسلوب.. وعمل كتاب الوزارة بنفس شرح وتيسير الكتاب الخارجى دون جدوي.. أو منع الكتاب الخارجى بالنسبة لخبراء ومدرسى المدارس الحكومية، والاستعانة بخبراء المواد لعمل كتاب الوزارة بنفس مواصفات الخارجى.