السمنة وزيادة الوزن مشكلة عالمية متزايدة فى كثير من البلدان.. تُقَّدِرُ منظمة الصحة العالمية أن هناك 700 مليون إنسان يعانون من السمنة فى العالم.. وتعتبر مصر من الدول التى تمثل السمنة فيها مشكلة كبيرة على مستوى الفرد والمجتمع.. والأمراض التى تسببها السمنة هى السبب وراء عشرون فى المائة من الوفيات.. فهى السبب الرئيسى لحدوث مرض السكر وارتفاع ضغط الدم والسكتات القلبية وأمراض المرارة والتهابات المفاصل وترسب الدهون على الكبد وسرطان القولون والثدى والرحم.. وتتحمل الدولة فى مصر ما يزيد على 62 مليار جنيه لعلاج هذه الأمراض ومضاعفاتها.
النساء فى مصر هم من أكثر نساء العالم إصابة بالسمنة وزيادة الوزن.. نصف النساء فى مصر مصابون بالسمنه.. رقم خطير ومزعج.. خاصة أنه فى تزايد مستمر.. يقال إن السبب وراء ذلك هو سوء التغذية وقلة الحركة واستعداد وراثي.. وفى اعتقادى أن العلاقات الزوجية غير المرضية نتيجة ختان الإناث لها دور كبير فى ذلك.. حيث تجد السيدات السعادة المفقودة فى لذة الأكل.
الغريب فى الأمر أن الحديث عن السمنة لا يتطرق دائماً إلى علاقته بالصحة الإنجابية.. بالرغم من كونها أحد الأسباب الرئيسة للكثير من الخلل المتعلق بالصحة الإنجابية والجنسية.. كلنا سمعنا عن تكيس المبايض والذى تعانى منه 7 فى المائة من الفتيات فى سن المراهقة والشباب.. والذى يصاحبه تأخر الدورة الشهرية وظهور الشعر وحب الشباب فى الوجه وعدم القدرة على الإنجاب.. ودائماً ما يصاحبه زيادة الوزن والسمنة.. العلاج الأنجح لتكيس المبايض هو التخلص من السمنه.. عندما ينقص الوزن يعود التبويض إلى الانتظام ويحدث الحمل فى كثير من الأحيان.. السمنة أيضا هى من أحد أسباب تآخر حدوث الحمل بصفة عامة.. خاصة أن لم يكن هناك سبب آخر لذلك.. والاجهاض يحدث بنسبة أكبر عند السيدات الحوامل السمينة.. وكذلك قصور وظائف المشيمة.. ونقص وزن المولود والولادة المبكرة.. وحدوث تسمم الحمل.. وكما ذكرنا فإن السمنة هى أحد العوامل التى يكثر معها الإصابة بسرطان الثدى وسرطان المبيض وسرطان بطانة الرحم.
السمنة فى مرحلة الطفولة تكون السبب فى زيادة الوزن فى الكبر حتى لو تم علاجها.. لأنها تسبب زيادة فى عدد الخلايا الدهنية فى الجسم فتعود لتمتلأ فى الكبر.. من أجل ذلك تهتم دول العالم بأكملها بنشر الوعى التغذوى السليم للأمهات والأطفال فى المدارس.. ومنع المواد الغذائية الضارة فى كانتين المدارس مثل المياه الغازية والأكياس التى تحتوى على مأكولات ليس بها أى مادة غذائية.. المياه الغازية مادة سامة ليس بها غير 10 معالق سكر وحامض فوسفوريك مثل مية النار وكافيين وصوديوم.. سموم ضارة دون وجود أى مادة غذائية على الإطلاق.. أما الأكياس وشرائح البطاطس فهى تحتوى على دهون ضارة وزيت نخيل ملعون ومواد كيمائية خبيثة.. هذا ما يجده الطلبة فى كانتين مدارسنا.. الحكومية والخاصة على السواء للأسف الشديد.. وموضوع كانتين المدارس فى بلدنا لغز من الألغاز المزمنه.. من الصعب السيطرة عليه.. رغم وجود منشور وزارى من وزير التربية والتعليم عام 2014 بمنع تداول هذه السموم فى كانتين المدرسة.. ولم ينفذ.
الوقاية من السمنة هى واجب الأسرة والمدرسة.. نشر الوعى التغذوى السليم.. واكتساب الأطفال والمراهقين للعادات والممارسات الغذائية السليمة.. السكريات والدهون هى التى تسبب السمنة.. النشويات بريئة.. الألياف والنشاط البدنى هم السر فى تحفيز قدرة الجسم على حرق السعرات الحرارية.. الألياف هى مواد موجودة فى كل الخلايا النباتية لايهضمها جسم الإنسان.. وهى صيدلية متكاملة تحمى الجسم من الكثير من الأمراض.. موجوده فى كل الخضراوات والفاكهة والبقول والحبوب وكل ما ينبت من أرض الله.
أمس.. صدمنا بسماع خبر وفاة شابة من بلدنا قامت بإجراء جراحة لتدبيس المعدة.. وماتت كما مات الكثيرون ممن أجروا جراحات لعلاج السمنه.. وهذا ما دفعنى للكتابة عن السمنه والنساء.