وضع الرئيس عبدالفتاح السيسى المجتمع الدولى أمام خيارين أو مسارين لا ثالث لهما.. إما السلام والاستقرار والأمل.. أو الفوضى والدمار الذى يدفع إليه التصعيد العسكرى الإسرائيلى المتواصل فى قطاع غزة.
كانت هذه أهم الرسائل التى وجهها رئيس مصر فى كلمته أمام القمة العربية بالمنامة والتى دعت إلى توحيد الجهود العالمية لوقف الحرب وإراقة الدماء فى غزة والاتجاه سريعاً نحو خيار السلام والاستقرار وتفعيل حل الدولتين لإنهاء حالة الحرب والفوضى بالمنطقة.
أكد الرئيس مجدداً على موقف مصر الراسخ والثابت برفض تصفية القضية الفلسطينية ومنع أى مخطط إسرائيلي- أمريكى لتهجير الفلسطينيين واجهاض حق الشعب الفلسطينى فى تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة على أرضه المحتلة.
وحذر الرئيس من استمرار إسرائيل فى قتلها للأطفال الفلسطينيين مؤكداً ان أطفال فلسطين الذين قتلوا ويتم منهم عشرات الآلاف فى غزة ستظل حقوقهم سيفاً مسلطاً على ضمير الإنسانية حتى انفاذ العدالة من خلال آليات القانون الدولى فى إشارة واضحة من رئيس مصر إلى ضرورة محاكمة المسئولين عن إرتكاب جرائم الحرب فى غزة وهذا يفسر موقف مصر بالانضمام إلى جنوب إفريقيا فى دعواها القانونية التاريخية ضد إسرائيل فى ساحات محكمة العدل الدولية فى لاهاي.
وقال الرئيس فى خطابه الحاسم أمام القمة العربية وبحضور الأمين العام للأمم المتحدة: إن التاريخ سيتوقف طويلاً أمام تلك الحرب ليسجل مأساة كبرى عنوانها الامعان فى القتل والانتقام وحصار شعب كامل وتجويعه وترويعه وتشريد أبنائه والسعى لتهجيرهم قسرياً واستيطان أراضيهم وسط عجز مؤسف من المجتمع الدولى بقواه الفاعلة ومؤسساته الدولية.
وخاطب الرئيس قادة الحرب فى إسرائيل محذراً من خطورة ما يرتكبونه من جرائم حرب بشعة قائلاً: واهم من يتصور ان الحلول الأمنية والعسكرية قادرة على تأمين المصالح أو تحقيق الأمن.. ومخطئ من يظن أن سياسة حافة الهاوية يمكن ان تجدى نفعاً أو تحقق مكاسب.
وتوالت كلمات القادة والزعماء العرب ليؤكدوا على نفس الرسائل التى طرحها الرئيس السيسى فى كلمته.. ثم جاءت كلمة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش ليؤكد رفض المنظمة الدولية أى هجوم على رفح الفلسطينية محذراً من احداث موجة أخرى من الألم والبؤس بينما نحن فى حاجة إلى موجة من المساعدات المنقذة للأرواح.
وقال جوتيريش بصراحة ووضوح: لقد حان الوقت لإعلان وقف فورى لإطلاق النار لأسباب إنسانية واتاحة وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق إلى جميع أنحاء غزة.
وبينما أصوات السلام تتعالى فى المنامة وسع الجيش الإسرائيلى عملياته العسكرية فى رفح الفلسطينية وشن غارات جوية مكثفة خلفت وراءها عشرات الشهداء والجرحى فى إشارة واضحة من عصابة تل أبيب باصرارها على عنادها واستمرار خيار الحرب والدمار والفوضى على حساب مسار السلام والأمل والاستقرار والسؤال: إلى متى يستمر صمت المجتمع الدولى أمام مأساة غزة؟ ماذا سيفعل العالم بمنظماته ومؤسساته الدولية الإنسانية أمام الموقف العربى الموحد برفض استمرار الحرب وتهجير الفلسطينيين قسرياً وتصفية القضية الفلسطينية؟ إلى متى سيظل المجتمع الدولى صامتاً ساكناً متخاذلاً أمام العدوان الإسرائيلى الغاشم وقتل الآلاف من النساء والأطفال الأبرياء فى غزة؟
ثم.. بماذا سيرد المجتمع الدولى على بيان القادة العرب فى ختام اجتماعاتهم فى المنامة والذين طالبوا بضرورة وقف العدوان الإسرائيلى على غزة وخروج قوات الاحتلال من جميع مناطق القطاع ورفع الحصار وإزالة كافة المعوقات وفتح جميع المعابر أمام المساعدات الإنسانية؟