راهن الرئيس السيسى على المصريين.. فكسب وربح.. وتحققت الإنجازات والنجاحات.. ونجا الوطن من براثن المؤامرات والمخططات.. فالمصريون عندما يدركون أن الخطر والتهديدات تواجه الوطن ينتفضون مثل المارد لا أحد يوقفهم.. وعندما يثقون فى قيادة وطنية شريفة هى ملاذ الوطن وطوق النجاة له بحكمة وشموخ واستشراف للمستقبل.. وبناء القوة والقدرة.. يطمئنون أن الوطن فى أمان وحماية واستقرار.. لذلك مهما بلغت مؤامرات قوى الشر لا نقلق.. طالما ان هناك شعباً عظيماً على قلب رجل واحد.. دائماً عند حسن ظن الوطن وقيادته الشريفة.
أى تهديد خارجى نحن قادرون على مجابهته لكن المهم أن يكون المصريون على قلب رجل واحد.. هذه عبارة لطالما أكد عليها الرئيس عبدالفتاح السيسى وكررها مراراً وتكراراً.. وهو ما يعكس الثقة فى قوة وقدرة الدولة المصرية من جانب وأهمية وعى واصطفاف الشعب حول وطنه.. والفهم لما يدور ويحاك ضد مصر من محاولات مكثفة لتزييف وعى المصريين.. فقوى الشر ليس لديها أى سلاح تواجه به الدولة المصرية فى ظل قوتها وقدرتها على الردع سوى الرهان فقط على خداع الشعب.. والعمل على تحريكه نحو استدعاء وإثارة الفوضى والهدم والتدمير.. وهو ما ترتكز عليه الحروب الجديدة التى تعتمد على احتلال العقول والسيطرة عليها وتوجيهها نحو أهدافها.. لكن كل هذه المحاولات فشلت مع الشعب المصري.. وهو ما مكن الوطن من أن يحظى بأعلى درجات الأمن والأمان والاستقرار والنجاحات والإنجازات والقدرة على مجابهة التحديات والتهديدات التى تواجه البلاد.
رهانات قوى الشر على تزييف وعى المصريين خاسرة.. لأن الشعب أدرك جيداً ان كل ما يدور فى المنطقة من توترات وصراعات واضطرابات وحروب الهدف منه مصر.. خاصة ان لدينا شعباً لديه ذكاء وقدرة على من الفهم.. لسان حاله يقول ان مصر محاطة بالمخاطر والتهديدات من كل صوب وحدب.. صنعوا لها الاضطرابات والتوترات والاقتتال الأهلى وإسقاط الدولة الوطنية فى جوارها من كافة الاتجاهات الإستراتيجية بحيث تعيش فى طوق ودائرة من النار سعياً منهم ومحاولات فاشلة لاستدراجها إلى مستنقع التورط والاستنزاف إلا أن حكمة وحنكة قيادتها السياسية الاستثنائية التى أدركت مبكراً وقبل سنوات ان مصر دولة عظيمة وكبيرة ومستهدفة بالمؤامرات والمخططات وان الهدف من وراء كل ما يحدث هو دفع المصريين لتدمير وطنهم.. من خلال وعى مزيف.. لكن الحقيقة ان الشعب المصرى يسطر ملحمة وطنية عظيمة فى الاصطفاف خلف قيادته السياسية لحماية بلاده من المخاطر والتهديدات والمؤامرات والحصار الاقتصادى والضغوط والإملاءات.. شعار هذا الشعب.. رغم تداعيات كل ما سبق من أزمة اقتصادية (كله يهون إلا بلدنا).
مصر وشعبها يدركون ان هناك أطماعاً وأهدافاً شيطانية تريد قوى الشر تحقيقها على حساب مصر.. وبما يتنافى مع قدسية سيادتها ومواقفها وثوابتها وخطوطها الحمراء.. لذلك يحاصرونها بوسائل شتى من تفجير للمنطقة ومحيط مصر وجوارها.. ولم نكن نتوقع فى يوم من الأيام ان تتحول الحدود مع ليبيا والسودان إلى مصادر للمخاطر والتهديدات بسبب الأزمات التى تواجه الدولتين الشقيقتين باعتبارهما أمناً قومياً لمصر.. وبعدما تعرض له العراق الشقيق وسوريا واليمن من مؤامرات خصما من رصيد القوة العربية واستنزافها.. ولم نكن نتوقع ما يحدث فى قطاع غزة والأراضى الفلسطينية من حرب إبادة – يشنها جيش الاحتلال الإسرائيلى ضد الأشقاء الفلسطينيين – لا تبقى ولا تذر.. فى مؤامرة واضحة المعالم لتصفية القضية الفلسطينية وتهجير قسرى لسكان قطاع غزة ودفعهم إلى الحدود المصرية فى محاولة بائسة وفاشلة لتوطينهم فى سيناء على حساب الأمن القومى المصرى الذى لا تهاون ولا تفريط فى حمايته.. حتى وصلت البجاحة الإسرائيلية إلى التحريض العلنى والرسمى بمطالبة الفلسطينيين بالاتجاه والنزوح إلى مصر على ألسنة ملوثة من الحكومة الإسرائيلية المتطرفة والمريضة.. بإراقة الدماء.. ووصل الحد أيضاً إلى إنشاء طريق فاصل بين شمال وجنوب غزة حتى لا يمكن للفلسطينيين العودة إلى الشمال والوسط.. خاصة أن هناك ١٫٤ مليون نازح يقيمون فى خيام فى رفح الفلسطينية والتهديد بشن هجوم برى على هذه المدينة التى تعج بالسكان الأبرياء المدنيين الفلسطينيين الذين وجدوا فى رفح الفلسطينية ملاذاً آمناً بعيداً عن همجية وبربرية جيش الاحتلال الصهيوني.. لكن من الواضح أن هناك إصراراً صهيونياً على تنفيذ المخطط سواء التصفية والتهجير القسرى والتوطين.. وهو ما تتصدى له مصر بكل قوة وحسم وحزم.. ولن تفلح محاولات وضغوط إسرائيل وأعوانها وداعميها فى تنفيذ هذا المخطط.
الإصرار الإسرائيلى على تنفيذ أهداف الشيطان.. يتجسد فى الكثير من الأمور الواضحة مثل الشمس.. فرغم الخسائر الفادحة التى يتكبدها جيش الاحتلال والاقتصاد الإسرائيلي.. وعدم تحقيق أى نجاح يذكر.. أو أى هدف من الأهداف التى أعلنها نتنياهو سواء بالقضاء على المقاومة.. التى مازالت توجه ضربات موجعة لجيش الكيان.. وتحاول القضاء على المقاومة وتقويض قدراتها.. ومازال الفشل الإسرائيلى أيضاً مستمراً.. ولم تفلح إسرائيل فى إطلاق سراح أسراها ورهائنها لدى المقاومة الفلسطينية سوى إسقاطهم قتلى بسبب القصف الهمجى المتواصل.. ناهيك عن خسائر فى صفوف جيش الاحتلال وقيادات وضباط وجنود بالمئات لا تعلن إسرائيل عن الأعداد الحقيقية إلا أن كل ذلك ورغم هذه الخسائر الفادحة والفشل الذريع مازالت إسرائيل تواصل عدوانها البربرى وحرب الإبادة ضد الفلسطينيين.. ومازال الدعم الأمريكى والغربى لا ينقطع سواء بالمال أو السلاح أو التواجد العسكرى فى البحر الأحمر.. أو إبطال أى قرار يصدر ضد إسرائيل وأهدافها وآخرها الولايات المتحدة تهدد بالفيتو ضد مشروع القرار الجزائرى لوقف إنسانى لإطلاق النار.. رغم الإيحاء بوجود خلافات أمريكية – إسرائيلية لكن كل ذلك مجرد خداع يتواصل للتغرير بالرأى العام الأمريكى وهو ما يؤكد وجود أهداف مشتركة لقوى الشر.. تسعى لتحقيقها من خلال حرب الإبادة ضد الفلسطينيين.. وأبرز هذه الأهداف الشيطانية تفريغ غزة من سكانها.. والتخلص منهم.. والضغط غير المحدود على مصر.. من أجل قبول الأمر الواقع.. وهو فى عداد المستحيل.. وأعلنها الرئيس السيسي.. «لن يحدث.. ومحدش يقدر.. وأن التهجير القسرى للفلسطينيين إلى الأراضى المصرية بالنسبة لنا خط أحمر».
محاولات تشويه الدور والموقف المصرى الشريف والواضح مثل الشمس مؤامرة إسرائيلية مكشوفة.. فتارة تزعم فى محكمة العدل الدولية أن مصر هى السبب فى إعاقة وتأخير المساعدات الإنسانية.. وللأسف إسرائيل لا تخجل.. فهى التى تمارس الإجرام.. وتقصف معبر رفح من الجانب الفلسطينى ٤ مرات.. وتتخذ من الإجراءات غير الأخلاقية واللاإنسانية فى تعطيل ومنع المساعدات الإنسانية لسكان غزة وهو ما اطلع عليه العالم بالصوت والصورة وعلى الهواء مباشرة أو من خلال زيارات كبار المسئولين فى العالم للمعبر.. ناهيك عن حجم المساعدات المصرية الذى وصل إلى ٠٨٪ من إجمالى المساعدات الإنسانية والإغاثية للقطاع.. التخاريف والأكاذيب الإسرائيلية تساندها بخبث ومع سبق الإصرار والترصد خزعبلات تروجها قوى الشر الداعمة لإسرائيل لكن الواقع والحقائق فضحت نوايا وأهداف الشيطان لداعمى إسرائيل.
ولأنهم لا يستطيعون مواجهة مصر أو المساس بأمنها وأراضيها أو حتى المواجهة المباشرة اتخذوا من المؤامرة على وعى المصريين أسلوباً قبيحاً اطلقوا العنان لأبواق ومنابر الإخوان المجرمين إحدى أدواتهم العميلة.. وأيضاً وسائل إعلام دولية تروج الكذب عن مصر وتعمل على تشويه مواقفها الشريفة.. لذلك زعموا ان مصر تقيم منطقة عازلة لاستقبال الفلسطينيين رغم ان العالم يعرف موقف مصر الحاد والحاسم من قضية التهجير والرفض القاطع لمحاولات التهجير والتوطين على حساب الأراضى المصرية.. وآخرها ما أعلنه الرئيس السيسى خلال الاتصال الذى تلقاه من الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون رفض مصر القاطع لتهجير الفلسطينيين إلى مصر بأى شكل وبأى صورة ودفاعها ورعايتها التاريخية للقضية الفلسطينية وحقوق الأشقاء وذهابها إلى محكمة العدل الدولية بتقديمها لمذكرة تفصيلية ومرافعة عن انتهاكات إسرائيل السافرة للأراضى والحقوق الفلسطينية المشروعة منذ عام 1967 وحتى الآن بما يكشف ان المواجهة مع مصر باتت مباشرة والأهداف واضحة وهو ما يدركه المصريون جيداً ان وطنهم يتعرض لتهديدات غير مسبوقة تستهدف أمنه القومي.. وقدسية أراضيه.. وسيادته وان هناك ضغوطاً وابتزازاً وتهديدات مباشرة.. وحصاراً اقتصادياً فى محاولة بائسة لتركيع مصر واجبارها على القبول وهو ما لم ولن يحدث بفضل شموخ قيادتها.. وقدرة شعبها على التحدي.. ومواجهة الخطر.
الشعب المصرى فى أتون هذه التهديدات والمخاطر والمؤامرات.. والصراعات التى تستهدف وطنه قادر على أن يسطر ملحمة جديدة فى حماية بلاده.. وتحقيق أمجاد جديدة.. فهو من وقف خلف وطنه وجيشه فى ملحمة العبور أكتوبر ٣٧٩١.. هذا النصر العظيم الذى لقن عدواً موهوماً ومتغطرساً درساً لن ينساه أبد الدهر.. ومازال يشعر بآلامه وأوجاعه وتكسير عظامه.. ولعل ما قاله الرئيس السيسى «إن المعركة مازالت مستمرة لم تنته بعد لكن بأساليب مختلفة.. وإذا كان الجيش المصرى قدر يعملها مرة.. هيبقى قادر يعملها كل مرة».. وهذه رسالة لمن يهمه الأمر.. أو تناسى ما حدث.. فكما قال الرئيس السيسى أيضاً «مصر دولة قوية وكبيرة وعلى الجميع أن يحترم مكانتها وسيادتها وأن الجيش المصرى هو عصب منطقة الشرق الأوسط وركيزته.. ولذلك لا يجب أن يفهم الآخرون صبر مصر.. وتمسكها بالسلام والاستقرار فى المنطقة بشكل خاطئ.. فالجميع يعرف قوة وقدرة مصر.
ومن ينسى أيضاً أمجاد المصريين فى ثورة ٠٣ يونيو ٣١٠٢ التى عزلت وطردت جماعة الإخوان الإرهابية.. بعد أن أدرك الشعب أن النظام الإخوانى عميل ومتآمر ومتحالف مع أعداء مصر والمتآمرين عليها وأنه مجرد أداة تنفذ ما يريدون.. وبعد أن توهمت قوى الشر أن مصر لن تقوم أبداً من عثرتها سواء التى حدثت فى يناير ١١٠٢ أو خلال عام الإخوان المجرمين.. لذلك تسببت ثورة ٠٣ يونيو ٣١٠٢ وإرادة المصريين فى إصابة قوى الشر بالجنون.. على قدرة المصريين على صنع المستحيل.. وعبور المؤامرات والمخططات.
ومن ينسى أيضاً كيف نجحت مصر وشعبها وجيشها وشرطتها فى القضاء على الإرهاب الأسود.. الذى سعى بالدعم.. بالمال والسلاح.. وتوفير الملاذات الآمنة إلى تركيع مصر.. وإسقاطها وترسيخ الفوضى وعدم الأمن والاستقرار.. لذلك رهان الوطن على المصريين هو السلاح الأبرز والأهم لأن اصطفافهم وكونهم على قلب رجل واحد هو الصخرة التى تتحطم عليها مؤامرات قوى الشر.
المصريون عندما يثقون فى قيادتهم السياسية الوطنية.. يتحدون التحدي.. ويتحملون ما تنوء به الجبال.. لذلك عندما تقرر الإصلاح الاقتصادى وما له من تداعيات قاسية.. تحملوها عن ثقة ورضا ووطنية.. فنجح الإصلاح الاقتصادى بامتياز.. وحقق أهدافه.. وحصدوا ثماره.. وإذا كنت تتعجب من الفوضى وعدم الاستقرار وغياب الأمن فى دول كثيرة.. وإذا كنت تندهش من سقوط دول بفعل الفوضى والمؤامرات التى جاءت من خلال تزييف وعى الشعوب.. وأن مصر هى الدولة الوحيدة التى نجت من مؤامرة الربيع العربى المزعوم.. وعبرت كل المؤامرات والمخططات وقهرت الضغوط بشموخ.. وتحظى بأعلى درجات الأمن والأمان والاستقرار.. عليك أن تتأكد أن وراء ذلك شعباً عظيماً قادراً على صناعة الأمجاد.. وحماية وطنه.. يقف بالمرصاد لمحاولات المساس بوطنه.. راهن عليه قائد عظيم.. فربح الرهان.. وتحققت ملحمة وتجربة ملهمة فى البناء والتنمية والاستقرار.. فالرئيس السيسى يؤكد دائماً «محدش هيحمى البلد دى إلا شعبها».. وأن الشعب هو البطل.. وهو سر الأسرار للأمن والاستقرار.. وقادر على تحمل الصعاب مهما بلغت عندما يدرك أن الوطن يتهدد ويتعرض لمؤامرة.. وهو شعب حساس للغاية فيما يتعلق بوطنه وأرضه ينتفض كالمارد.. ولا أحد يستطيع أن يوقفه.
الرهان الرئاسى على المصريين.. رهان عبقري.. فمصر عبرت التحديات والتهديدات والمؤامرات بفضل شعبها.. والدولة التى سقطت فى مستنقع الفوضى دفعت ثمناً باهظاً من وجودها واستقرارها بسبب غياب وعى شعبها ونجاح المؤامرات فى التمكن منه.. لذلك يوصى الرئيس السيسى المصريين دائماً.. «مصر أمانة فى رقبتنا جميعا» ويوصى الشعوب الشقيقة «خلوا بالكوا من أوطانكم».. الشعب هو مفتاح الأمجاد والمعجزات وهو كلمة السر فى حفظ الأمن والاستقرار وحماية وطنه.. لذلك الاصطفاف الشعبى الوطنى والوعى القوى أعظم وأهم سلاح لمواجهة هذه الهجمة والمؤامرة والمخطط على مصر.
ثقة مصر واطمئنانها فى قدرتها على تجاوز التحديات وعبور التهديدات واجهاض المؤامرة تكمن فى اصطفاف ووعى وإدراك شعبها.. لذلك تجد قوى الشر تنشط بشكل غير مسبوق فى إطلاق العنان للأكاذيب والشائعات والتشويه والتحريض والتشكيك.. لم يسلم أى نجاح أو إنجاز أو قرار وطنى يحقق صالح أمن مصر وحماية شعبها إلا وتعرض للتشويه من الأبواق والمنابر الإخوانية العميلة.. التى ستلقى قريباً مثل مناديل «الكلينكس» فى سلات المهملات.. فهى مستخدمة ومستأجرة من قوى الشر للاضرار بمصر.. وتحريض شعبها.. فالغريب والعجيب ان يتشدق مرتزقة الإخوان المجرمين بالدفاع عن القضية الفلسطينية وتشويه الدور والموقف المصري.. فى حين أنه لا يجرؤ مرتزق أو عميل أو خائن منهم فى السير أو الوقوف فى مسيرة أو مظاهرة تدعم الحق الفلسطينى أو ترفض العدوان الإسرائيلى وإلا سوف يتعرضون للطرد من بلدان أسيادهم ومن يديرونهم ويستضيفونهم من أجل تنفيذ تعليماتهم وأوامرهم مقابل أجر.
وحتى نتأكد جميعا ان الهدف مصر فيما يجرى فى غزة فإن القطاع يتعرض لحرب إبادة مكتملة الأركان للقضاء التام على أى شكل من أشكال الحياة.. لذلك عندما تتفحص الأرقام والبيانات عن الخسائر فى غزة وما وصلت إليه الحياة تكتشف طبيعة الأهداف الصهيونية حيث وصلت أعداد الشهداء إلى 30 ألفاً الغالبية العظمى من الأطفال والنساء وأكثر من 120 ألف مصاب وبعاهات خطيرة ومستدامة.. و100 ألف مفقود وتدمير كامل للبنية التحتية والمنظومة الصحية والتعليمية بالإضافة إلى الأرقام فى الضفة التى تكشف عن سقوط 1200 شهيد واعتقال أكثر من 5 آلاف فلسطينى وتحولت غزة إلى مجرد أطلال لا ملامح فيها لحياة مع استمرار القتل والإبادة بشكل ممنهج ومخطط ومرسوم.. لا أريد القول الآن ان إجرام إسرائيل وبربريتها جاءت بسبب سوء وعدم تقديرات موقف وحسابات غير دقيقة ورغم ذلك مصر لم تتخل عن دورها الذى يسعى إلى حماية الأشقاء الفلسطينيين وحقوقهم المشروعة وعدم السماح بتصفية قضيتهم والعمل ليل نهار من أجل إدخال المساعدات الإنسانية والإغاثية لهم من أجل تخفيف المأساة الإنسانية والكارثية التى يتعرضون لها.. وهو موقف مصرى شريف وشامخ وتاريخى لا يتغير أبداً قيادة وشعباً.. فالمصريون لديهم انتماء عربى يدعونا للفخر والاطمئنان ويعبر عن عظمة الدولة المصرية.. لذلك فإن ما تقدمه مصر من مساعدات إنسانية للأشقاء الفلسطينيين وصل إلى 80٪ من حجم اجمالى المساعدات وهذا يجسد موقف وعظمة مصر وشعبها.. سواء على مستوى الدولة أو العمل الأهلى ومروراً بموقف (عم ربيع) هذا المواطن المصرى الصعيدى الذى يقذف بثمار البرتقال على الشاحنات التى تنقل المساعدات إلى غزة.. رغم بساطته وحاجته إليها.. بل ويمنح السائقين ثماره حتى لا يقربوا من البرتقال الذى أرسله للأشقاء.. تلك هى مصر ومواقفها وشعبها العظيم الذى سيظل هو السند والحصن وصمام الأمان لحماية هذا الوطن طالما انه فى حالة اصطفاف حول قيادته الوطنية الشريفة.. وطالما انه فى أعلى درجات الوعى والفهم لما يحاك ضد مصر من مؤامرات شيطانية ومخططات خبيثة وضغوط رهيبة.. لكنها تقف شامخة مثل الجبل لا يهزها ريح المتآمرين والطامعين.