شهدت مصر على مدار السنوات الماضية طفرة كبيرة فى مشروعات النقل والمواصلات، بفضل الجهود المستمرة التى تبذلها الدولة لتحديث البنية التحتية وتوفير وسائل نقل حديثة وآمنة. كان أحدث هذه الإنجازات افتتاح محطة قطارات صعيد مصر الجديدة فى بشتيل، والتى تأتى كواحدة من أهم مشروعات النقل ضمن خطة الدولة لتحقيق التنمية المستدامة وتطوير الخدمات المقدمة للمواطنين.
كأحد أبناء الصعيد، لطالما عانيت خلال رحلاتى إلى محافظتى سوهاج من سوء حالة القطارات والمحطات القديمة. كانت الرحلات تتسم بالازدحام الشديد، وغياب وسائل الراحة والأمان. لكن ما شهدته فى السنوات الأخيرة من تطور هائل فى قطاع النقل، على يد الرئيس عبد الفتاح السيسي، يعد نقلة نوعية تستحق الفخر. فهذه الإنجازات ليست مجرد تحسينات مادية، بل هى تغيير شامل فى تجربة السفر، يوفر للمواطنين خدمات حديثة وآمنة.
تعد محطة بشتيل الجديدة خطوة محورية فى منظومة النقل المصرية، حيث تمثل نقلة نوعية فى خدمة قطارات الصعيد، الذى عانى طويلًا من ضعف البنية التحتية والازدحام الشديد فى محطات القطارات القديمة. المحطة الجديدة، التى تم بناؤها على مساحة 239 ألف متر مربع، تعد أكبر محطة قطارات فى مصر
إن تطوير السكة الحديد ينعكس بشكل مباشر على حياة المواطن المصري، لا سيما الذين يعتمدون بشكل أساسى على وسائل النقل العامة. فالتوسع فى مشروعات النقل وتطوير المحطات يأتى استجابة لحاجة ملحة لتوفير وسائل نقل أكثر كفاءة وسلامة. وقد أشار الرئيس عبد الفتاح السيسى إلى أن تطوير قطاع السكة الحديد كان أمراً حتمياً التى بلغت حوالى 2 تريليون جنيه لمختلف مشروعات النقل.
هذا التطور يسهم فى تقليل الازدحام المرورى الذى طالما كان يمثل عبئاً كبيراً على البنية التحتية فى مصر، لا سيما فى المدن الكبرى فالمحطة الجديدة، بفضل موقعها الاستراتيجى فى منطقة بشتيل، تسهم فى توزيع الضغط عن محطة رمسيس الشهيرة، وتوفر بديلاً حديثاً ومجهزاً لخدمة ملايين المواطنين.
بالإضافة إلى هذه الإنجازات فى مجال النقل، شهدت مصر أيضًا عودة تشغيل قطار الفردان بعد توقف دام 50 عامًا، وهو إنجاز مهم آخر فى إطار النهضة التنموية التى تشهدها شبه جزيرة سيناء. يمثل هذا القطار رمزًا حيويًا لتطوير البنية التحتية فى المنطقة.
لا شك أن تطوير قطاع النقل يسهم بشكل كبير فى دعم التنمية الاقتصادية. فمع تحسين البنية التحتية وزيادة كفاءة منظومة النقل، تتعزز حركة التجارة الداخلية والخارجية، ما يؤدى إلى زيادة النمو الاقتصادى وخلق فرص عمل جديدة. كما أن تسهيل حركة المواطنين بين مختلف المحافظات.
تطوير محطة بشتيل يساهم أيضًا فى تحسين جودة حياة المواطنين. فتوفير محطة حديثة ومتطورة يعنى تقليل فترات الانتظار، وتحسين تجربة السفر، وتعزيز السلامة على مستوى شبكات السكة الحديد. كما أن التصميم المعمارى المتميز للمحطة، والذى يستلهم من الحضارة المصرية القديمة، يمثل إضافة ثقافية وجمالية.
بالرغم من الإنجازات الكبيرة فى تطوير قطاع السكة الحديد، فإن الرئيس السيسى أشار بوضوح إلى التحديات التى تواجه هذه المشروعات، ومنها الزيادة المستمرة فى تكاليف التنفيذ بسبب التغيرات فى الأسعار العالمية. ورغم هذه التحديات، أكد الرئيس على الإصرار فى استكمال المشروعات وضمان تقديم أفضل خدمة ممكنة للمواطنين، مشيرًا إلى أن هذا التطور ليس ترفًا بل ضرورة لتحسين البنية التحتية وتحقيق التنمية.
من المهم أن نفهم أن تطوير السكة الحديد ليس مجرد مشروع تقني، بل هو جزء من رؤية أكبر لتحسين حياة المواطنين وتعزيز قدرتهم على الوصول إلى الخدمات والمرافق بكفاءة وسرعة. إن إنجاز مثل محطة بشتيل الجديدة يعكس رؤية مصر الطموحة لمستقبل أفضل.
يمثل افتتاح محطة بشتيل بداية جديدة لمنظومة النقل فى مصر، حيث يؤسس لمعايير جديدة فى تصميم وتشغيل المحطات، مما يعزز من تجربة السفر للمواطنين.
لابد أن نعى جيداً أن تطوير قطاع السكة الحديد واستمرار الدولة فى استثمار مليارات الجنيهات فى هذا المجال خطوة هامة نحو تحقيق التنمية المستدامة. إن تحسين وسائل النقل العامة، وخاصة فى الصعيد، يسهم فى تعزيز فرص التنمية الاقتصادية، ومحطة بشتيل الجديدة هى إحدى ثمار هذه الجهود التى يجب أن نفخر بها جميعاً.