بات العالم فى مأزق شديد الخطورة يغرق فى مستنقع الخداع والتزييف وازدواجية المعايير و»الكيل بميكالين».. لذلك هناك سقوط أخلاقى ذريع فى ظل عجز العالم بكافة دوله الكبرى والعظمى ومؤسساته ومنظماته الأممية على وقف الإبادة والتجوع وقتل الأطفال والنساء والمدنيين.. وحرق الأخضر واليابس بل والتواطؤ من دول كبرى تزعم أنها تقدم الغذاء وفى ذات الوقت تسرف فى تقديم الدعم بالمال والسلاح والذخائر لدولة الاحتلال الصهيونية.
الحقيقة شتان الفارق بين دول كبرى كانت وتتشدق بالحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان من أجل الابتزاز وتزييف وتغييب وعى الشعوب.. وبين دولة عظيمة فى حجم (مصر– السيسي) تتخذ من الصدق والشرف والمبادئ والثوابت والإنسانية وحقوق الإنسان بالمفهوم الشامل مقياساً لها تضمن الحياة الكريمة.
موقف مصر تجاه القضية الفلسطينية ونصره ودعم الحقوق المشروعة للأشقاء يدعونا للفخر والاعتزاز.
بات العالم فى حالة انكشاف أخلاقى تجرد من كل القيم الإنسانية.. وسقطت كل المتاجرات والشعارات وأحاديث حقوق الإنسان فى عالم لا يعرف الرحمة يبدو وكأنه ليس عالم الإنسان ولكنه بيت الشيطان.
العالم بكل جبروته وقواه الكبرى ومنظماته وهيئاته وما يدعيه ويزعمه من قيم ومبادئ وإنسانية وحقوق إنسان لم يستطع ان يوقف حرب الإبادة التى تشنها دولة الاحتلال الصهيونى ضد شعب أعزل وأطلق العنان لآلة القتل والإجرام والإبادة.. وتجرد من مشاعر الإنسانية والرحمة.. يمارس الإبادة والحصار والتجويع ويتفنن فى قتل الأطفال والنساء والمدنيين الأبرياء.. ورغم كل هذه البربرية والوحشية والإجرام وسفك الدماء والقتل الممنهج يجد من يقدم له يد الدعم الكامل والمطلق بالمال والسلاح والتأييد السياسى فى الأمم المتحدة ومجلس الأمن.. للأسف سقطت كل تابوهات وأكاذيب ومزاعم والمتاجرات بالإنسانية وحقوق الإنسان.. وسقطت أقنعة الشيطان.. لذلك أصبح العالم على شفا الفناء بعد انهيار أخلاقي.. لا تخطئه العين.
بأى لسان سوف يتحدث تجار الديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان.. هل مازالوا يمتلكون القدرة على مواصلة خداع الشعوب وتخديرها وتزييف وعيها.. ودفعها لهدم أوطانها.. هل مازالت فى جعبتهم المزيد من هدم وإسقاط الدول.. بأيادى شعوبها تحت تأثير الخداع والأكاذيب والمتاجرات.. فما يراه العالم وشعوبه كفيل ان يؤدى إلى ايقاظ الضمير.. واسترداد الوعى بعد سبات عميق دفعت شعوب ثمناً باهظاً بسبب هذه الغيبوبة والخداع الذى تملك العقول يقيناً.. مازالت فى ادراجهم.. المزيد من مخططات الشر.. والقتل وتحويل البشرية إلى غابة يأكل فيها القوى الضعيف.. ما يحدث فى قطاع غزة.. وباقى الأراضى الفلسطينية يندى له جبين البشرية.. وينزع عنها فتيل الإنسانية ويدفعها إلى مستنقع البربرية والوحشية.. فنحن على مدار 6 أشهر نرى ولا نسمع إلا قتل الأطفال والنساء والمدنيين الأبرياء وهدم بيوتهم ومنازلهم على رءوسهم بل وممارسة حرب الإبادة والتجويع.. فإن لم تمت قتلاً.. تمت جوعاً.. فى ذات الوقت تتحدث الولايات المتحدة عن دعم الفلسطينيين فى قطاع غزة بالمساعدات الإنسانية وتزعم أنها تقيم ميناءً بحرياً من أجل ايصال هذه المساعدات.. فى الوقت الذى تفرط فيه بتقديم الأسلحة القاتلة والذخائر المميتة ليستخدمها جيش الاحتلال الصهيونى فى قتل الأطفال والنساء والمدنيين.. أيضاً تزعم أنها على خلافات مع دولة الاحتلال.. فى الوقت الذى تبارك وتدافع وتحمى إجرام الجيش الصهيوني.. فى الإسراف فى الإبادة بشتى الأشكال والأساليب الرخيصة والبربرية.. ولا أدرى أى حديث يمكن أن يخيل على الشعوب عن الحرية والإنسانية وحقوق الإنسان.
الدول الكبرى.. لم تعد تعبأ بصراخ شعوبها التى تنادى بايقاف آلة القتل والإبادة.. وسفك دماء الأطفال والنساء.. لا يعيرونها اهتماماً بل من يتحدث ويدين إسرائيل ويحاول ان يفضح إجرامها.. مصيره العزل لو كان مسئولاً.. والاعتقال ان كان مواطناً فلا أدرى بأى وجه يتحدثون عن الديمقراطية والحرية.. فهى مجرد خداع ومتاجرات لابتزاز وتخدير وتغييب وعى الشعوب الأخري.. فهل آن للشعوب المغيبة ان تفيق من الغيبوبة وتأثير الخداع الغربى.
6 أشهر.. لم يتوقف فيها القتل بل تزيد وتيرته.. حتى فى نهار وليل شهر رمضان.. لم يرحم العدو الصهيونى معاناة وجوع الأطفال.. لذلك على كل مواطن أن يدرك ويؤمن أننا الأشرف والأكثر صدقاً واهتماماً وإيماناً بالحرية والديمقراطية والإنسانية وحقوق الإنسان.
جولات وجولات نداءات ودعوات تطالب إسرائيل بايقاف العدوان والقتل والإبادة.. لكن دون جدوى وكأن العالم عاجز عن ردع هذا الكيان السرطانى الصهيوني.
مصر الأكثر صدقاً وشرفاً.. موقفها واضح ومحدد لم يتغير.. تبذل جهوداً على مدار الساعة وتسابق الزمن من أجل انقاذ الأشقاء الفلسطينيين فى قطاع غزة وباقى الأراضى الفلسطينية الذين يتعرضون لحرب إبادة.. تحولت إلى قبلة يأتى إليها زعماء وقادة وكبار المسئولين فى العالم.. تستضيف جولات تلو الأخرى من أجل محاولات التهدئة ووقف إطلاق النار رحمة بالأشقاء الفلسطينيين.. منذ البداية.. مواققها كانت ومازالت حاضرة.. تصدت لمحاولات تصفية القضية الفلسطينية وتهجير الفلسطينيين خارج أراضيهم.. أو السماح بتوطينهم على حساب الأراضى المصرية.. حتى لا تموت قضيتهم إلى الأبد.. وبما يمس الأمن القومى المصرى وقدسيته لم تخضع (مصر– السيسي) لمحاولات الابتزاز والضغوط المتواصلة.. أو المساعى المتكررة للموافقة على تهجير الفلسطينيين وأعلنت بوضوح أنها ترفض أى مساعٍ فى هذا الشأن الذى يعتبر بالنسبة لها (خطوطاً حمراء) لا يمكن تجاوزها.
مصر التى تمسكت بأعلى درجات الشرف والوضوح منذ اللحظة الأولى لاندلاع العدوان الإسرائيلي.. تفتح معبر رفح على مدار الساعة.. لم يغلق على الإطلاق.. رغم استهداف المعبر من الجانب الفلسطينى 4 مرات.. والذى استقبل زعماء العالم وكبار مسئوليه وسفراء ووزراء من دول شتى وإعلام من كل صوب وحدب.. وزاره الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش الذى فاض به الكيل ولم يعد يتحمل بشاعة الإجرام الإسرائيلى ضد الفلسطينيين ومشاهد قتل الأطفال والنساء وتجويع الشعب الفلسطيني.. الغريب ان إسرائيل مازالت تصر على شن هجوم برى على مدينة رفح الفلسطينية التى بات يعيش فيها 1.5 مليون فلسطينى نزحوا إليها من الوسط والشمال بحثاً عن ملاذ آمن يقيهم شر إجرام الشيطان الإسرائيلي.. أمريكا تزعم أنها ترفض.. وتؤكد ان خطة الهجوم غير جيدة وغير واقعية.. والعالم من جانب آخر يرفض هذا الهجوم الذى سيؤدى إلى كارثة ومأساة إنسانية تزيد من معاناة وآلام الفلسطينيين فى ظل هذا العدد الهائل من الناس الذين يعيشون فى مساحة محدودة وهو ما حذرت منه مصر كثيراً وانه سيؤدى إلى عواقب وخيمة وتفاقم الأوضاع الكارثية.
تحذيرات مصر لم تتوقف منذ اندلاع العدوان سواء التحذير من خطورة الأوضاع الإنسانية الكارثية.. أو توسيع نطاق الصراع وسيؤدى إلى نذر الحرب الشاملة وتدخل أطراف إقليمية أخرى وهو ما تحقق وبدا نلمسه على أرض الواقع.. فى ظل تعدد الجبهات وحذرت أيضاً من مغبة الإقدام على تنفيذ هجوم برى على رفح الفلسطينية وهو ما سيؤدى إلى كارثة إنسانية.. وتفاقم الأوضاع واتساع نطاق الصراع بما يشكل خطراً داهماً على الأمن والاستقرار الإقليميين.
مصر لا تدخر جهداً فى التخفيف من معاناة الأشقاء الفلسطينيين فى قطاع غزة على كافة الأصعدة.. خاصة انفاذ المساعدات الإنسانية إلى القطاع.. ومصر قدمت ما يقرب من 80٪ من اجمالى المساعدات التى دخلت القطاع وتفتح مطار العريش لاستقبال المساعدات الدولية.. وأيضاً تقوم يومياً بإلاسقاط الجوى لأطنان من المساعدات.. والأمر بالغ الأهمية.. إنها نجحت فى ترسيخ مفهوم ضرورة التسوية العادلة للقضية الفلسطينية من خلال حل الدولتين.. وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 4 يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.. وهناك دول تعلن أنها سوف تعترف بالدولة الفلسطينية المستقلة وهو ما يشير إلى نجاح الدور المصرى فى هذا السياق.
مصر لم ولن تتخلى عن القضية الفلسطينية وتقاوم بشدة محاولات وأد القضية وتصفيتها.. لكن مع الإصرار على استمرار العدوان الإسرائيلى وحرب الإبادة والتجويع دون هوادة.. وتوقف وعجز العالم عن ايقاف الإجرام الإسرائيلي.. فإن الأمور على شفا الانفجار فى المنطقة وهناك مساحة قد تتوسع لتصفية الحسابات بين الدول الكبرى المتصارعة على الحفاظ على النظام العالمى القائم والعمل على زيادة مناطق النفوذ والسيطرة على العالم.. وبين دول كبرى أخرى تسعى إلى خلق نظام عالمى جديد.. فى حرب طاحنة وشرسة لتكسير العظام.. بين المعسكرين وهو ما ينذر بكارثة عالمية لها تداعياتها الخطيرة وتأثيراتها الصعبة.. وربما يتحول الشرق الأوسط فى ظل هذه المعطيات لأرض المعركة المرتقبة.. وان تعددت الأساليب والمعارك.. هذه الصراعات والنزاعات بطبيعة الحال لها تداعياتها.. خاصة ما يحدث فى المنطقة التى وصلت إلى أن تكون على فوهة بركان وفى ظل ما يحدث فى المنطقة وما يحيط بمصر من حرائق وصراعات فى كافة الاتجاهات الإستراتيجية وفى البر والبحر.
أكد الرئيس عبدالفتاح السيسى الاهتمام بهذه القضايا والملفات والمرتبطة بالأمن القومى المصرى وطرحها على مائدة الحوار الوطنى وان تفرد لها مساحات ووقت أكثر لأنها أمر مهم.. ويحتاج إلى اصطفاف وطنى غير مسبوق لأنه كما قال الرئيس السيسى ان قوة الرئيس والمسئول تتولد من قوة الاصطفاف والالتفاف الشعبى حول الرئيس أو المسئول.. مجدداً التأكيد على أن أى تهديد خارجى نحن قادرون عليه بشرط أن نكون على قلب رجل واحد.. نتحلى بالوعى والفهم وإدراك ما يدور من حولنا.
الرئيس السيسى خلال استقباله رئيس المخابرات الأمريكية حذر من خطورة الأوضاع الإنسانية فى قطاع غزة والتى تصل إلى حد المجاعة.. وضرورة الانفاذ الفورى للمساعدات الاغاثية إلى جميع مناطق القطاع على أى نحو كان.. وتجديد التأكيد على الرفض التام لتهجير الفلسطينيين من أراضيهم والعمل بجدية نحو التسوية العادلة للقضية الفلسطينية من خلال حل الدولتين.
الحقيقة ان المنطقة تمر بمخاض جديد شديدة الوطأة والقسوة.. وتواجه مصر تحديات وتهديدات استثنائية.. لكن (مصر– السيسي) امتلكت الجاهزية وبنت القوة والقدرة وكأنها كانت تدرك قبل سنوات ان هذه التهديدات قادمة.. وهو ما يعكس عظمة الرئيس عبدالفتاح السيسى وعبقرية رؤيته واستشرافه للمستقبل.. لذلك توقع مبكراً وبشكل استباقى ما يحدث الآن.. لكنه نجح فى الاستعداد وامتلاك الجاهزية والقوة والقدرة والأهم من ذلك ان هذه القوة والقدرة ترتكز على الحكمة والرشد والحسابات الدقيقة.. وتقديرات المواقف الصحيحة.. فالقيادة العظيمة تدرك انها مسئولة عن أمة مصرية و106 ملايين مواطن ووطن عظيم يتطلع إلى المستقبل الواعد.. لذلك فإن ما تحقق من اطمئنان وأمن وأمان واستقرار وقوة وقدرة وتحصين وتفوق إستراتيجى يكشف عن رؤية رئاسية عبقرية وطنية مخلصة وشريفة.
العالم فى مأزق حقيقى بسبب الإجرام الإسرائيلى وحرب الإبادة والقتل والتجويع والحصار وقتل الأطفال والنساء والمدنيين على مدار 6 أشهر.. كشفت السقوط الأخلاقى للعالم الذى يتاجر ويخدع ويكذب وأصبح يتجرع مرارة وكوارث وازدواجية المعايير والكيل بمكيالين.
مصر أدركت مبكراً ان الشر قادم وان هناك مخططات ومؤامرات فامتلكت القوة والقدرة لحماية نفسها و الدفاع عن الحقوق المشروعة.. من هنا جاءت مواقف مصر الشريفة وثوابتها الراسخة تجاه القضية الفلسطينية وحقوق الأشقاء المشروعة.. لم تفرط فى مبادئها وثوابتها ولم تتخل عن الأشقاء وتواصل الليل بالنهار من أجل تخفيف المعاناة الإنسانية ووقف إطلاق النار ورفض قاطع وتام لتهجير الفلسطينيين خارج أراضيهم.. بل وتحذيرات من توسع رقعة الصراع وخطورة الأوضاع الإنسانية.. انها مصر لم ولن تتخلى عن الصدق والشرف الذى بات عقيدة ولن تركع ولن تستجيب لأى ابتزاز أو ضغوط.. خاصة أن من يقودها هو الرئيس عبدالفتاح السيسى هذا القائد العظيم الذى يدرك ويؤمن بقدر مصر ويتعامل بندية وشموخ.