أكد السفير الدكتور محمد حجازي مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن الإعلان عن استضافة القاهرة لقمة عربية طارئة في السابع والعشرين من فبراير الجاري، يتزامن مع الزيارة الهامة التي يقوم بها وزير الخارجية الدكتور بدر عبد العاطي لواشنطن لبحث آفاق المرحلة القادمة والتركيز على المواقف المصرية والعربية الحاسمة بشأن مخططات التهجير القسري أو الطوعي بالإضافة إلى التنبيه إلى أهمية العلاقات الاستراتيجية المصرية والعربية مع الولايات المتحدة والتي يجب ألا تنزلق إلى مساحات تضر بقيمة هذه العلاقات المتواصلة عبر السنين واتاحة الفرصة للمعتدي أن يواصل حملته ضد قطاع غزة بعد أن افشلتها إرادة الشعب الفلسطيني والدعم والاسناد العربي والذي تجلى في مواقف عديدة منذ اندلاع الاحداث في السابع من أكتوبر.
الموقف المصري ركنًا أساسيًا في حلقة مواجهة المخططات الإسرائيلية
أضاف حجازي، أن الموقف المصري يُعد ركنًا أساسيا في حلقة مواجهة المخططات الإسرائيلية والتي يجب عزلها عن أي دعم أمريكي يتجاهل طبائع الأمور ومقررات الأمم المتحدة والمخاطر المحدقة في المنطقة من استمرار الحديث عن عملية التهجير كي لا يستغله اليمين الإسرائيلي ورئيس وزرائه في محاولة تحقيق مكاسب سياسية لم يتمكن من تحقيقها خلال الفترة الماضية على الأرض.
أوضح أن كافة الجهود يجب أن تنصب كما ورد في الاجتماع السباعي لوزراء الخارجية العرب منذ أيام قليلة والذي أكد فيه على الضوابط والقواعد المرتبطة بحل الدولتين وتنفيذ مقررات الامم المتحدة والدعوة لتمكين السلطة الفلسطينية من ادارة القطاع والتواصل من اجل استعادة مقدرات الشعب الفلسطيني وتمكينه من قطاع غزة وليس طرده وتهجيره حيث اثبت هذا الشعب شجاعة كبيرة و تمسكه بأرضه والذي ظهر واضحا من خلال مسيرات العودة والتي بدأت منذ بدء سريان وقف اطلاق النار وتطبيق اتفاقية الهدنة والتي يجب الالتزام بنودها ومراحلها.
حيث بذلت الدبلوماسية الأمربكية والقطرية والمصرية جهدًا خارقًا حتى تم فرض ارادة الوفاق والسلام في هذه الفترة المرحلة الحرجة التي تتهدد فيها منطقة الشرق الأوسط من جراء السياسات العنيفة التي تمارسها إسرائيل و بات من المجدي النظر الان في اقرار حل الدولتين والذي عبرت عنه كافة القوانين والمواثيق الدولية واكدت عليه مصر وكافة مؤتمرات القمم العربية السابقة وحديث الرئيس السيسي مع الامين العام للامم المتحدة السيد جوتيريش وهو حل الدولتين.
أكد حجازي أنه من الضروري الاستفادة من تطبيق مراحل التفاوض وفقا لاتفاق وقف اطلاق النار والهدنة والسير به نحو المرحلة الثانية وتفويت اي فرصة على رئيس الوزراء بنيامين نتينياهو لمحاولة استدراج المشهد نحو العنف من خلال عدم الالتزام ببنود الهدنة وهو ما لاحظناه في المرحلة الأولي من انتهاك بعض البنود الاساسية مثل إدخال الوقود والدواء ومعدات البناء والمعدات الثقيلة والكرافانات لحماية أبناء الشعب الفلسطيني في غزة.
أكد حجازي أن القمة العربية ستكون حائط صد واسناد دبلوماسي هام وضروري في هذه المرحلة للقضية الفلسطينية ولمصالح الأمن القومي العربي ودعم الموقف المصري الاردني الرافض لاي قرارات تتعلق بعملية التهجير القسري والتأكيد على أن مصر قادرة على اتمام عملية إعادة التعمير في وقت قياسي بالتعاون مع الشركاء والامم المتحدة انطلاقا لدعم المؤتمر الدولي للسلام في 25 يونيو المقبل.
أضاف أن وضع أسس العلاقات المصرية الأمريكية في هذه المرحلة واستدراجها بعيدا عن حالة التماهي والتواطوء مع الموقف الإسرائيلي لليمين المتطرف هامة وضرورية في هذه المرحلة ولعل زيارة وزير الخارجية المصرية بدر عبد العاطي وما سيعقبها من زيارة وزير الخارجية الأمريكي للمنطقة والزيارة المقررة للعاهل الاردني في ١١ فبراير المقبل و يليها الزيارة المقررة للرئيس السيسي المرتقبة لواشنطن تسهم في توضيح الامور ووضع نطاق محدد للحراك الاقليمي والدولي.
يعيد التمسك بالثوابت واقناع الإدارة الأمريكية ان كثير من المشروعات التي قدمت للإدارة الأمريكية قبل ذلك فشلت بما فيها صفقة القرن لأنها تبحث عن مصالح إسرائيل وامنها دون النظر الى مصالح وأمن الفلسطينين وحقوق شعوب المنطقة.
أكد السفير حجازي أن القمة المقبلة عليها أن تنظر بعين الاعتبار في إقامة منظومة امن وتعاون اقليمية ضمن مشروع مبادرة اقليمية مشابهه لمجموعة الأمن والتعاون الأوروبي على أن يتفق الجميع على مجموعة مباديء للتعايش في امن وسلام وفقا لمبادىء القانون الدولي ومثلما تضمنه إعلان هلسنكي و منها احترام الحدود وسيادة الدول بحيث تتيح الفرصة لشعوب المنطقة للتعايش والتنمية بعيدا عن الحروب التي تسببت في معظمها اسراىيل نتيجة اطماع اليمين المتطرف الاسرائيلي.
أضاف أن الولايات المتحدة عليها ان تدرك ان لها مصالح استراتيجية في المنطقة و عليها حماية هذه المصالح مثل أمن الخليج وتدفق حركة الاساطيل التجارية والعسكرية التي تمر عبر قناة السويس وان حماية المصالح الأمريكية العديدة في المنطقة يتطلب ان تتبنى الولايات المتحدة مواقف أكثر وضوحا ورسانة وعدم التعدي على حقوق البلدان العربية بعد أن نالها من جراء التطرف الإسرائيلي الكثير.
ودعا حجازي إلى ضرورة استدراج المشهد الحالي في تطبيق المرحلة الثانية لتقرير ما سيتم بشأن دعم ومساندة مرحلة إعادة الأعمار واطلاق حل سياسي يعطي ضوء في نهاية النفق من أجل إقامة الدولة الفلسطينية تعيش جنبا إلى جنب مع إسرائيل ودون ذلك ستصبح المنطقة نهبا للصراعات وستظل المصالح الأمريكية مهددة.
أصاف أن مصر ستعبر خلال زيارة وزير الخارجية والرئيس السيسي على تأكيدها انها ستظل دائما عنصر امن و سلام واستقرار في المنطقة وستعمل من أجل مصالح مصرية امربكية قائمة على الاحترام المتبادل والدفع بحرية الشعب الفلسطيني من خلال حقه قي إقامة الدولتين.
وأكد السفير حجازي على الموقف السعودي الحاسم والذي اصدر بيانيين عن الخارجية السعودية تعلن رفضها لدعوات تهجير الفلسطينين القسري وادعاءات رئيس الوزراء الإسرائيلي وتصريحاته المستهجنة من خلال التزام المملكة بحل الدولتين ورفض إقامة أي علاقات مع إسرائيل الا بعد انسحابها من الاراضي الفلسطينية المحتلة وإقامة الدولة الفلسطينية على حدود ٧ يونيه في الضفة وقطاع غزة وعاصمتها القدس الشرقية واضاف بيان امس رفضه
لتصريحات نتنياهو والتي خرجت عن السياق المألوف وادانتها مصر وأكدت مصر في بيان مساند للموقف السعودي التزامها بالامن القومي العربي وتأكيد دعمها للرياض ازاء التصريحات المرفوضة لرئيس الوزراء الإسرائيلي مؤكدة ان امن الخليج جزء من امن مصر القومي وأن اي مساس بأمن المملكة هو مساس بأمن مصر.