أكد السفير محمد حجازي مساعد وزير الخارجية الاسبق ان زيارة رئيس اندونيسيا برابوو سوبيانتو إلى مصر تأتي في توقيت شديد الاهمية حيث تشهد منطقة الشرق الأوسط تطورات هامة ومؤثرة تستدعي التعاون مع الشركاء الإقليميين والدوليين،
مصر وإندونيسيا: علاقات تاريخية وثقافية متجذرة
واندونيسيا دولة رئيسية وفاعلة في محيطها الآسيوي وهي دولة إسلامية ترتبط بمصر بأواصر تاريخية فهم أعضاء معا في منظمة التعاون الإسلامي وفي مجموعة عدم الانحياز ومجموعة الثماني الإسلامية الكبرى.
حجم التبادل التجاري بين البلدين يصل إلى 1.5 مليار دولار
اوضح ان حجم التبادل التجاري بين مصر وإندونيسيا يبلغ حوالي مليار ونص مليار دولار و هناك ايضا روابط ثقافية تجمع الازهر الشريف وفضيلة الامام الاكبر بأندونيسيا وشعبها الذي يعبر دوما عن تقديره لمكانة مصر ومكانة الأزهر الشريف .
وهي من بنود قوة مصر الناعمة التي يمكن الاستفادة بها في تعزيز العلاقات والاواصر ليس فقط مع اندونيسيا ولكن من خلال مجموعة الثماني الاسلامية الكبرى التي اجتمعت في القاهرة خلال الأشهر القليلة الماضية.
وترأس الدورة الحالية الرئيس عبد الفتاح السيسي في حضور تركيا وايران وماليزيا واندونيسيا ونيجيريا والعديد من البلدان الاسلامية الكبرى مما يعزز قدرة هذه الدول معا لتحقيق قدر من التبادل الاقتصادي والاستقرار الذي يهيء الدول أعضاء هذه المجموعة لمزيد من التعاون الاقتصادي الهام.
أضاف انه مما لاشك فيه أن تاريخ العلاقات الذي جمع بين مصر وإندونيسيا يسمح بأن يكون المستقبل لعملية توطين للاستثمارات وتوطين للصناعة و خلق تكتلات تجارية و اقتصادية كبرى تستفيد منها مصر من السوق الاندونيسي ومكانته وتستفيد منها اندونيسيا من السوق المصري ومكانته.
بالإضافة إلى تبادل التعاون في الاطر التي تجمع مصر ومنها على سبيل المثال وتجمع الكوميسا والمجموعة العربية و منطقة التجارة الحرة الأفريقية و الإطار الاقتصادي العربي بحيث يتاح لاندونيسيا التعاون مع مصر في إطار هذه الاتفاقات التعاقدية.
وبنفس القدر تستفيد مصر من الحضور الاندونيسي الهام في جنوب شرق آسيا والتعاون مع دول الآسيان و المحيط الاوسع بالتعاون مع الصين والهند واليابان وفيتنام وكلها مراكز للصناعات و التجارة الهامة في قارة اسيا.
أوضح أن الضغوط التي تقع على منطقة الشرق المتوسط تدفع إلى الاعتقاد بأننا في حاجة إلى تجمعات وتكتلات تعبر عن نفسها بشكل منتظم ودخول الجانب الاسيوي كقوة ضغط رئيسية لانقاذ الوضع في قطاع غزة أمر لا يمكن إنكاره ،
وتعمل مصر كما فعلت مع أوروبا لتحويل تلك الشراكات لشراكات استراتيجية وتتعامل بنفس القدر مع دول آسيا وفي القلب منها اندونيسيا وهي واحدة من أكثرالحواضر العالمية وأكثرها تأثيرا.