ستظل مدينة مجدل شمس بالجولان السورى المحتل كلمة السر فيما حدث ويحدث من تداعيات خطيرة خلال الايام القادمة واختيار سفاح القرن نيتنياهو مجدل شمس لتدفع ثمن تهوره وغبائه وجرائمه اختيار خبيث فالمدينة سورية وسكانها سوريون لكنهم أُجبروا على حمل الجنسية الاسرائيلية عندما قرر الكيان الصهيونى ضم هضبة الجولان اليه وعندما يقتل ويصيب نحو 60 أغلبهم أطفال دروز من سكان المدينة بصاروخ أطلقه عامداً متعمداً فانه لم يقتل يهودا وإنما قتل دروزا يحملون الجنسية الاسرائيلية اضطراريا بمعنى انه لن يظهر أمام الإسرائيليين بأنه قتل يهودا ويسهل تحميل حزب الله المسئولية بأنه من أطلق الصاروخ على ملعب للكرة ولأن حزب الله لم يفعلها فقد سارع بنفى الاتهام نفيا قاطعا وسورية اتهمت الكيان الصهيونى باقتراف الجريمة البشعة فى مدينة مجدل شمس وحمّل وزر جريمته للمقاومة الوطنية اللبنانية مستنكرة محاولاته المفضوحة لاختلاق الذرائع لتوسيع دائرة عدوانه كما حملته المسئولية الكاملة عن التصعيد الخطير للوضع فى المنطقة وأكدت دمشق أن شعبنا السورى فى الجولان المحتل الذى رفض على مدى عقود من الاحتلال الإسرائيلى أن يتنازل عن هويته العربية السورية لن تنطلى عليه أكاذيب الاحتلال واتهاماته الباطلة للمقاومة الوطنية اللبنانية بأنها هى التى قصفت مجدل شمس لا سيما وأن أهلنا فى الجولان السورى كانوا ومازالوا وسيبقون جزءاً أصيلاً من مقاومة المحتل ومقاومة سياساته العدوانية التى تستبيح الأرض والهوية.
وللتغطية على فضيحة الحادث الاجرامى قطع نيتنياهو زيارته لأمريكا وانتقل مع عدد كبير من الوزراء والمسئولين العسكريين ووسائل الإعلام الصهيونية للمدينة التى استقبلتهم بمظاهرات الغضب والرفض للزيارة وطردهم الأهالى ومنددين ومنعوا قاتل الأطفال ومجرم الحرب نيتنياهو من دخول الملعب بعد أن أفصح عن وجهه الحقيقى بسقوط ما تسمى منظومة حقوق الإنسان مؤكدين رفضهم أن تراق قطرة دم واحدة تحت مسمى الانتقام لأطفالنا.
ردود فعل الإسرائيليين على حادث مجدل شمس كان باردًا وبدا عليهم عدم الاهتمام وكأنهم يعرفون انه من تدبير سفاح القرن. ونيتنياهو الذى يرفض ويعرقل مفاوضات الافراج عن المحتجزين الإسرائيليين لدى حماس ويراوغ ويماطل أسر الأسرى للاستمرار فى عدوانه حتى ولو قتل كل أسراه وبالفعل فإن عدد المحتجزين الصهاينة الذين قتلهم الجيش الإسرائيلى قلل فرص استعادة أسرى أحياء فى دلالة واضحة بانه لا يهمه مقتل كل المحتجزين وانه ماض فى عدوانه ومن يفعل ذلك مع اسراه وفرص عودتهم أحياء كبيرة لا يتورع عن ارتكاب مجزرة مجدل شمس.
المنطقة شهدت فى الأيام الأخيرة 3 حوادث كفيلة بجرها إلى حرب شاملة والحوادث الثلاث اقترفها الكيان الصهيونى بدأت بحادث مجدل شمس ليتخذ منه ذريعة لتوسيع دائرة الحرب على الجبهة اللبنانية وكسر قواعد الاشتباك المتفق عليها بقصفه المربع الأمنى لحزب الله فى الضاحية الجنوبية ببيروت واغتيال قادة من الحزب وبالطبع فإن حزب الله لن يصمت أو يسكت عن كسر قواعد الاشتباك أيضا بقصف الداخل الإسرائيلى وهكذا فان إسرائيل تتخذ هذه التداعيات لاشعال الجبهة اللبنانية هروبا من جبهة غزة التى فشل فيها الجيش الإسرائيلى عن تحقيق أى هدف من أهدافه الأربعة من عدوانه على القطاع خلال العشرة شهور الماضية.
الحادث الثانى المترتب على جريمة العدو فى مدينة مجدل شمس هو قصف الضاحية الجنوبية مما أدى لاستشهاد عدد من الأشخاص بينهم قائد كبير فى الحزب وقبل ان يرد الحزب على الكيان الصهيونى لكسره قواعد الاشتباك والوصول للمربع الأمنى بالضاحية الجنوبية صدم العالم بارتكاب إسرائيل جريمة اغتيال أكبر قيادى فى حماس هو إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسى فى مقر اقامته بطهران بعد ساعات من حضوره حفل تنصيب الرئيس الإيرانى الجديد مسعود بزكشيان.
من المؤكد ان سفاح الكيان الصهيونى المجرم نيتنياهو لن يختفى من الساحة إلا بعد اشعال المنطقة فى حرب بلا سقف ويرفض الانسحاب أو الاختفاء رغم الضغوط التى تحاصره من الداخل والخارج وتمسكه بالاستمرار فى دفع المنطقة إلى اتون حرب مفتوحة يؤكد انه ملتحف بلحاف أمريكى يحميه من كل ما يتعرض له من انتقادات حادة ويتمتع بمساندة ودعم وحماية لم يحصل عليها أى من عملاء أمريكا تدعمه بالسلاح لمواصلة جرائمه وتنفيذ مخططه لإبادة الشعب الفلسطينى وفى رفضه اقامة دولة فلسطينية.
الولايات المتحدة تقول للعالم وزائريها كلاماً فى العلن يختلف ويتناقض تماما عما تفعله فى السر لدفع الكيان الصهيونى الى تنفيذ مؤامرة إبادة الشعب الفلسطينى للانتقال الى مرحلة أخرى فى تقسيم وتجزئة الدول العربية واشاعة الفوضى والحروب الأهلية لتؤول لاسرائيل الهيمنة والسيطرة على المنطقة وثرواتها وموقعها.
توقف سفاح الكيان الصهيونى عن الاستمرار فى جرائمه يتوقف على كلمة واحدة من البيت الأبيض تجبره على وقف عدوانه على غزة واختراق سيادة الدول والعدوان عليها وارتكاب حوادث الاغتيال لكن أمريكا شريك رئيسى فى كل ما يقترفه العدو من اعتداءات واغتيالات ومجازر ورفض لكل جهود وقف اطلاق النار.