فى يناير 2015 وتحديدا فى احتفالات الشرطة بعيدها وضع الرئيس عبد الفتاح السيسى يده على أساس معركة الوعى وبناء الإنسان المصري، داعيا إلى الالتفات إلى الدور الإعلامى والفنى والتركيز عليه، لما له من أهمية فى تكوين وعى الجيل الناشئ، مشددا على تأثير الأفلام والمسلسلات فى ذلك.
ووجه الرئيس السيسى خلال كلمته، رسالة للفنان أحمد السقا، والفنانة يسرا قائلاً: «والله ستحاسبون على ما تقدموه من فن»، مطالبا اياهما بتقديم رسالة فنية جيدة.، فيها أمل وتفاؤل فى الغد مناشدا إياهما أن يقدما رسالة مليئة بالحب للوطن والأمل فى مستقبله وزيادة الوعى بالمخاطر التى تهدده، وتحسين أخلاق المجتمع وإبراز الصور الإيجابية.. ومن هنا كانت البداية لتقديم فن مختلف يعبر عن الجمهورية الجديدة، ينشر الامل ، ويغرس القيم ويؤكد عليها.. ويبنى الوعى .. فكان مسلسل «الاختيار» باجزائه الثلاثة، يرصد بطولات ابطالنا من رجال القوات المسلحة والشرطة لتطهير الوطن من الإرهاب وأهل الشر، ثم جاء فيلم «الممر» ليؤكد على أن قواتنا المسلحة لا تعرف إلا النصر مهما حدث، وجاءت أيضا سلسلة من الاعمال المهمة فى نفس الاطار منها:» هجمة مرتدة، والقاهرة كابول، والحشاشين».
ويعرض حاليا بدور السينما فيلم «السرب» الذى يروى تفاصيل الضربة الجوية التى شنتها القوات الجوية ضد تنظيم «داعش» الارهابي، فى فبراير 2015، بعد ذبح التنظيم 21 مصرياً مسيحياً فى منطقة درنة الليبية.
ورغم أن تفاصيل المذبحة فى ليبيا والضربة المصرية معروفة، فإن صناع العمل يراهنون على تشويق الأحداث وجودة العمل.
مشهد النهاية يلخص الفيلم كله، حين تُحلق طائرات أبطال «السرب»، فيعود أفرادها بكامل عددهم وعتادهم، بعدما أتمّوا العملية بنجاح، وسط فرحة كبيرة، ويتردّد صوت الرئيس عبدالفتاح السيسى معلناً أنّ «مصر تحتفظ لنفسها بحق الردّ بالأسلوب والتوقيت المُناسبَيْن للقصاص من القتلة»، بينما يبلّغ مدير المخابرات الحربية (يؤدى دوره الفنان مصطفى فهمي)، الرئيس، بإتمام العملية بنجاح وعودة طاقمها سالماً إلى أرض الوطن.
الفيلم مستوحى من أحداث حقيقية، لكن هذا لم ينل من التركيبة السينمائية الجاذبة، فقد صاغه المؤلف عمر عبدالحليم بحرفية شديدة حيث تناول فترة صعبة من عمر مصر، وواقعة حساسة مرت على المصريين فى عام 2015، حين فوجئوا بمقطع فيديو قاسٍ، ولكن سرعة استجابة الرئيس والحكومة المصرية كانت كبيرة وشافية للقلوب، وكان من المهم تجسيد ذلك العمل البطولى سينمائيا.
أما كتيبة الشرف أبطال «السرب» فقدموا عملاً يحسب فى تاريخهم الفنى ومن بينهم أحمد السقا، وشريف منير، ومحمد دياب، وآسر ياسين، ومحمود عبد المغني، ومحمد ممدوح، وأحمد حاتم، ومصطفى فهمي، وعمرو عبد الجليل.
أما المخرج أحمد نادر جلال، فيمثل «السرب» بالنسبة له عودة قوية ، فهو مخرج متميز منذ بداياته، وفى هذا العمل قدم عناصر فنية استطاعت أن تقود العمل للنجاح وجذب الجمهور بشكل كبير فقد استخدم تقنيات مختلفة ليقدم حالة إبهار عالية جدا.