كنت حريصاً على مشاهدة فيلم السرب المأخوذ عن احداث مصرية حقيقية تم توثيقها درامياً، تابعت احداثه بشغف المصرى الذى يرى أمام عينيه كيف استطاعت مصر الثأر والقصاص لإخواننا أقباط مصر فى درنه، وكيف حاربت الجماعات الإرهابية بقوة ولقنتهم درساً لا يمكن ان ينسوه، شاهدت وعد الرئيس بالقصاص ممن ذبحوا 20 مصرياً يتحقق بكل تفاصيله بالصوت والصورة رغم أن الإعلام العالمى والمصرى كتب عن الرد المصرى وتحدث عنه بشكل موسع، ومن هنا تأتى أهمية توثيق الأحداث فى فيلم سينمائى ليسجل فى ذاكرة التاريخ، فالذاكرة هى الحماية التى تعطى لهذه البطولات عمراً مديداً وقدرة أكبر على البقاء فى الذاكرة الإنسانية وتجعلها ملتصقة بالوعى الجمعي.
واذا كان الرد المصرى على إرهابى «داعش» فى ليبيا رسالة .. فأيضاً الفيلم رسالة قوية توجهها قوة مصر الناعمة لتكشف فيها كيفية تنفيذ مهمات خطيرة فى سماء ليبيا.
يتميز الفيلم بتصوير واقعى للأحداث وكان لها تأثير كبير على المشاهدين، ونقل لنا التوترات النفسية والعواطف المتشابكة التى عاشها أبناء الجيش المصرى من قواتنا الجوية وكل من شارك فى العملية الحربية وهم يثأرون لأبناء مصر الذين ذبحوا بدم بارد على يد الدواعش، كما ان تنوع المشاهد بين الأكشن المثير واللحظات الدرامية الحربية القوية، جعل الفيلم مليئًا بالتشويق والإثارة، وخلق تأثيرا عاطفيا وفخرا شعرت به اثناء مشاهدة الفيلم ورأيته على وجوه كل من شاهده وتكلم معى عن الفيلم بعد مشاهدته، وذكر لى احد العاملين فى دار العرض انه حريص على مشاهدة الفيلم بشكل يومى وانه يشعر بالفخر ان لدينا قوات مسلحة قوية ونسوراً للجو على ردع كل من تسول له نفسه الاعتداء على أبناء مصر، وقال لى إذا كان إرهابيو درنه قاموا بتصوير فيديو يوثق مذبحة إخواننا الأقباط على ايديهم فنحن لدينا فيلم السرب الذى حمل رسائل قوية عن الشجاعة والتضحية والأمل، والعمل فى ظروف قاسية والرد السريع للثأر للدم المصرى قبل ان يبرد.
هذا العامل الذى يحرص على مشاهدة السرب كل يوم حملنى رسالة مهمة، وهى أن مصر لديها بطولات كثيرة يمتلئ بها أرشيف قواتنا المسلحة وتاريخ كبير من البطولة والفداء والعزيمة والإصرار كبير، وقال لى شاهد كيف أثر فيلم الممر تأثيراً كبيراً فى وجدان كل من شاهده وهكذا فعل فيلم السرب فى تعزيز الانتماء وتقديم المثل والقدوة والعزيمة والإصرار لأبناء مصر وعالمنا العربي، ولهذا أطالب الدولة بإنتاج فيلم كل عام يحكى لنا بطولة من بطولات قواتنا المسلحة خاصة فترة حرب الاستنزاف ومحاربة إرهابيى هذا الزمان، فالمجند الذى احتضن الإرهابى فى حرب مصر يحتاج فيلماً ومن داس السيارة المفخخة بمدرعته يحتاج فيلما، لدينا الكثير من البطولات التى تحتاج ان يؤرخ لها دراميًا فى ذاكرة الدراما والسينما المصرية.