تحولت غزة الفلسطينية إلى سجن كبير يضم مليونى فلسطينى غالبيتهم من الاطفال والنساء والشيوخ والمرضى وآمر السجن الوحيد هنا هو إسرائيل التى اغتصبت ارضهم منذ عام 1948 مرة بالترغيب وأخرى بالترهيب وبرعاية الولايات المتحدة الأمريكية التى قدمت لهم اعتى الاسلحة الامريكية لقتل اكبر اعداد ممكنة وتحويل من نجى منهم الى رجال معاقين يعيشون على مساعدة الاخرين حتى الاصحاء منهم أصبحوا غير قادرين على العمل بسبب طول فترة الحرب وعدم وجود وسائل اعاشة حقيقية.
ولجأت إسرائيل الى حيلة جديدة بعد أن وقفت كل من مصر والاردن بقوة أمام التهجير القسرى الى أراضى البلدين واعتبرت مصر التهجير الى سيناء خطا أحمر وتم رفع الجاهزية الى اعلى درجة للتصدى لأى محاولة لفرض الامر الواقع ودفع الفلسطينيين إلى سيناء ونوعت من مصادر السلاح وحصلت على نوعيات كانت محظورة عليها من قبل واستخدمت اسرائيل سلاح الجوع للفلسطينين فى غزة لقتلهم او تهجيرهم قسرياً او طوعياً لوأد القضية الفلسطينية من جذورها.
بلغت المجـاعة فى غزة ذروتها ونفذت 37 ٪ من الادوية الاساسية وغالبية المساعدات الغذائية واصبح الفلسطينيون يتقاتلون للحصول على طبق مكرونة أو رغيف العيش ودخل الاطفال فى مرحلة الموت البطىء جوعاً لعدم توافر ألبان الاطفال او مستلزمات اعاشتهم ومازالت دولة الاحتلال تمارس القتل بالقنابل وهدم الخيام وقصف الجرافات التى ادخلتها مصر لازالة الانقاض بهدف جعل الاعاشة فى غزة مستحيلة.
وجار الآن محاولة الوصول إلى اتفاق بين حماس والعدو الصهيونى وبمساعدة الوسطاء للوصول الى اتفاق نهائى يسمح بالافراج عن الاسرى من الجانبين لوقف حرب غزة لمدة يتم الاتفاق عليها وتخلى حماس عن ادارة قطاع غزة فى المرحلة الثانية وانسحاب إسرائيل من اراضى غزة وابلغت الولايات المتحدة الوسطاء إخلاء غزة من السلاح.
قالت الاونروا أن 70 ٪ من أراضى غزة استلمت أوامر إخلاء من سلطات الاحتلال الاسرائيلى والتهديد بتكرار ما حدث فى رفح الفلسطينية فى باقى القطاع رغم قيام الرئيس الامريكى بالضغط على نتنياهو لادخال مزيد من المساعدات لمنع تردى الاحوال فى غزة وموت الالاف جوعاً.
واقع الحال يقول انه يجب وبسرعة الوقوف ضد رغبة القتل الاسرائيلية والتى تمارس الان بكل الاشكال فى الاراضى الفلسطينية بدون وجه حق بهدف افراغ الارض من سكانها وقيام مستوطنات اسرائيلية وتوسيع خريطة اسرائيل التى رسموها من قبل من النيل الى الفرات.
ان الوجه النازى للعدو الاسرائيلى يتطابق مع ما عمله هتلر النازى ضد اليهود فى الحرب العالمية الثانية مع اختلاف الوسيلة وانه يجب تقديم مجرمى الحرب فى اسرائيل الى الجنائية الدولية وعلى رأسهم نتنياهو ووزراء الحكومة المتشددون الذين يبغون استمرار الحرب واطالة مدتها واشعال المنطقة.
ان التطبيع العربي- الاسرائيلى مرهون بتغيير جذرى فى العقلية الصهيونية والسماح باقامة دولة فلسطينية جنباً إلى جنب يعيشون فى سلام وانهاء حالة الحرب الى الابد واحترام الاخر وتقبله بهدف انطلاق المنطقة الى النمو الاقتصادى والعيش فى سلام.