صنداى تايمز: الاحتلال يسعى لتقسيم القطاع إلى 3 قطاعات بـ«عربات جدعون»
بينما يصب رئيس الوزراء الاسرائيلى بنيامين نتنياهو غضبه على قطاع غزة بعمليته العسكرية «عربات جدعون» وبدء عملية عسكرية برية أمس، بعد حالة الجفاء السياسى بينه وبين الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، يستعد مجلس الوزراء الأمنى الإسرائيلى لفترة حاسمة تمتد 24 ساعة فى المفاوضات مع حركة حماس.
نقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت» عن مسئولين إسرائيليين أنَّ طرفى التفاوض يواجهان ضغوطًا دولية متزايدة للتوصل إلى اتفاق، مشيرين إلى أن الحكومة الإسرائيلية تمنح المفاوضات فرصة حقيقية، ويتوقع اتخاذ القرار النهائى خلال ساعات.
وقال المسئولون الإسرائيليون للصحيفة إنهم منفتحون على إدخال تغييرات طفيفة على إطار المبعوث الأمريكى ستيف ويتكوف، ويرفضون أى تعديلات جوهرية، مشيرين إلى أن نتنياهو، يريد الإفراج عن جميع المحتجزين فى غزة دون وقف الحرب.
كما نقلت الصحيفة عن مسؤول إسرائيلى كبير أن المفاوضات الآن ليست عرضًا مسرحيًا، ويتعين اتخاذ قرار: الاتفاق أو الحرب.
من جانبه، أعلن مكتب نتنياهو أمس أن فريق المفاوضات يعمل حالياً للتوصل الى اتفاق، موضحا أن المباحثات الجارية تتناول مقترحين؛ الأول هو مقترح «ويتكوف»، والثانى مقترح أشمل يرتبط بإنهاء الحرب، ويتضمن بنودا تتعلق بانتقال قيادات حركة حماس إلى خارج قطاع غزة، ونزع سلاح الفصائل الفلسطينية كجزء من تسوية شاملة، وتجريد القطاع من السلاح.
وأشارت مصادر إلى أن خطة ويتكوف تتضمن وقفاً مؤقتاً لإطلاق النار لمدة تتراوح بين 40 و50 يوماً، تُفرج خلالها حركة حماس عن جزء من الأسرى الإسرائيليين، بينهم أحياء وجثامين، مقابل الإفراج عن عدد من الأسرى الفلسطينيين.
وتشمل الخطة أيضاً مرحلة تفاوضية ثانية خلال فترة الهدنة، تهدف إلى التوصل لاتفاق شامل لإنهاء الحرب، يشمل ترتيبات أمنية، ونزع سلاح الفصائل، وإعادة إعمار قطاع غزة، وهى البنود التى ترفضها حماس بصيغتها الحالية وتطالب باتفاق شامل يتضمن وقفًا دائمًا لإطلاق النار وانسحابًا إسرائيليًا كاملاً من القطاع.
وفى وقت سابق، نشرت هيئة البث الإسرائيلية، تفاصيل الاتفاق الجارى التفاوض عليه حاليًا بين إسرائيل وحماس فى العاصمة القطرية، وأوضحت أن الخطوط العريضة الجديدة للصفقة تتضمن إطلاق سراح 10 محتجزين إسرائيليين دفعة واحدة فى بداية الصفقة، وفى اليوم العاشر من الاتفاق ستقدّم حماس قائمة بأسماء المحتجزين الذين بحوزتها أحياء كانوا أو أمواتًا. كما سيتم وقف إطلاق النار لمدة شهرين.
من جانبها، قالت صحيفة «صنداى تايمز» البريطانية أن الاحتلال يخطط لتقسيم القطاع إلى 3 قطاعات إذا فشلت مفاوضات وقف إطلاق النار فى الأيام المقبلة. وأشارت الصحيفة إلى أن الجيش الإسرائيلى اقترح إجبار المدنيين بغزة على البقاء فى 3 قطاعات من أرض خاضعة لسيطرة مشددة، تفصل بينها أربع مناطق محتلة.
وأظهرت خريطة سربها دبلوماسيون مطلعون على التفاصيل، واطلعت عليها الصحيفة البريطانية، المناطق العسكرية المغلقة حصريًا للقوات الإسرائيلية فى الشمال والوسط والجنوب من الأراضى الممزقة، مع المناطق المدنية بينها.
وبموجب الخطة، سيتم منع المدنيين من التنقل بين القطاعات دون تصريح، وسيُستخدم التفتيش الأمني، بما فى ذلك بطاقات الهوية التى تحمل صورة أو رموزًا شريطية لنقل البضائع. وأشارت الصحيفة إلى أن هذه القيود ستمنع الفلسطينيين من التنقل بحرية فى جميع أنحاء القطاع، وقد تفصل الناس عن أراضيهم ومنازلهم.
وبحسب الخريطة، فإن جيش الاحتلال سيسيطر على أقصى شمال القطاع حتى مدينة غزة، وجنوب محور نتساريم، وفى منطقة محور موراج، وفى منطقة رفح الفلسطينية.
جاء ذلك بينما صعّد الجيش الإسرائيلى هجومه على قطاع غزة أمس إذ ارتفعت حصيلة ضحايا القصف على مناطق مختلفة من القطاع إلى أكثر من 103 شهداء منذ ساعات الفجر الأولي، مع تجدد القصف على مناطق جباليا وبيت لاهيا والزوايدة فى شمال ووسط قطاع غزة، فى حين أسفر القصف الإسرائيلى على خيام النازحين بمواصى خان يونس جنوبى القطاع عن استشهاد أكثر من 20 فلسطينيا، حيث اشتعلت النيران فى الخيام ما ادى لاحتراق أطفال ونساء داخلها.
من جانبها، كشفت وزارة الصحة فى غزة، أنه بعد إخراج مستشفى غزة الأوروبى عن الخدمة قبل أيام، كثف جيش الاحتلال الإسرائيلى من استهداف ومحاصرة المستشفى الإندونيسى شمال قطاع غزة، وأشارت إلى وجود حالة من الذعر والارتباك بين المرضى والجرحى والطواقم الطبية ما يعيق تقديم الرعاية الصحية الطارئة.
وناشدت الصحة كل الجهات المعنية للتدخل وبشكل عاجل لتوفير الحماية للطواقم الطبية والمرضى والجرحى داخل المستشفي.
كما أكد المتحدث باسم الدفاع المدنى بغزة محمود بصل أمس أن مئات من العوائل الفلسطينية مسحت من السجل المدنى بسبب القصف المتواصل على قطاع غزة، وأوضح أن من لا يموت بالقصف يموت بالجوع.