لم تمض سوى أيام معدودة على احتفال مصربصب خرسانة المفاعل النووى بمحطة الضبعة والذى يعتبر بحق أكبر المشروعات القومية لإنتاج الطاقة سلمياً فى العالم، حتى بدأنا نسمع عن مشروعات أخرى فى منطقة الساحل الشمالى الغربى لتتحول المنطقة إلى مقصد سياحى عالمى ما يؤكد استغلال مصر لمقدراتها براً وبحراً وجواً لتحقيق التنمية المنشودة بما يتفق مع الرؤية الوطنية لتنمية منطقة الساحل الشمالى الغربي، بالاتفاق مع صناديق استثمار عالمية كبرى للشراكة فى تنميةالمنطقةضمن «مخطط التنمية العمرانية لمصر 2052» الذى حدد إنشاء عدد من المدن الجديدة المستدامة والذكية من الجيل الرابع فى مصر تستطيع كل واحدة منها استقطاب عدة ملايين من السكان، اعتماداً على أنشطة السياحة والخدمات الترفيهية، والصناعات التكنولوجية المتقدمة، والمقاصد التجارية، والمراكز الإدارية للشركات العالمية، مع توفير الخدمات التعليمية والصحية المتميزة بها.
إن إنشاء مدن جديدة فى منطقة الساحل الشمالى الغربي، بما تمتلكه من موارد مختلفة، جاء ترجمة لمخطط مصرلاستيعاب هذه المنطقة الزيادة السكانية خلال الـ 40 عاماً المقبلة، بمايقدربحوالى 34 مليون نسمة، كما ستنتج المشروعات المزمع تنفيذها بالمخطط نحو 11 مليون فرصة عمل حتى سنة 2052 بهدف تحقيق معدل نمو اقتصادى مرتفع لا يقل عن 12٪ فى السنة، وتوطين ما لا يقل عن 5 ملايين نسمة، ما سيسهم فى تحسين الأحوال المعيشية للمجتمعات المحلية، بحيث لا يقل مؤشر التنمية البشرية عن 77٪، وكذلك تطوير شبكات البنية الأساسية وتعزيز علاقات التبادل بين المنطقة وباقى الأقاليم المحيطةويعتمد الفكرالتنموى المقترح لمشروع تنمية الساحل الشمالى الغربى وفق رؤية 2052 على الاستخدام الأمثل لكل الموارد والمقومات فى هذا النطاق، ويتمثل ذلك فى استغلال المناطق جنوب الشريط الساحلي، بدءاً من العلمين إلى السلوم فى استصلاح الأراضي، بالاعتماد على مياه الأمطار والمياه الجوفية، وتنمية المدن الساحلية القائمة كمراكز تنمية رئيسية مع إنشاء مراكز سياحية عالمية. وبالإضافة إلى ذلك، يعمل المشروع على استغلال ظهير الاستصلاح الزراعى فى إنشاء تجمعات عمرانية جديدة قائمة على الأنشطة السياحية والسكنية، وأنشطة التصنيع الزراعى والتعدين، فضلًا عن إنشاء عدد من التجمعات البيئية الجديدة لخدمة أنشطة سياحة السفاري، مع إمكانية استصلاح ملايين الأفدنة على تحلية مياه البحر ومياه الصرف الزراعى المعالجة، لاستزراع نباتات الوقود الحيوى والأعلاف، بجانب استغلال منخفض القطارة فى التنمية المتكاملة.