أصبحت زراعة الزيتون هى المقصد الأول للكثير من أهالى مطروح، حيث اشتهرت محافظة مطروح بتسويق الزيتون المخلل وزيت الزيتون الذى يتم تصديره فى العديد من الدول الاوروبية.
تعد شجرة الزيتون من أفضل الاشجار التى تناسب البيئة الصحراوية بمطروح وتتلاءم مع طبيعية الطقس وندرة المياه، ولذلك يسعى أبناء صحراء مطروح وسيوة فى زراعة مساحات شاسعة بأشجار الزيتون، حيث تنتج أراضى مطروح وسيوة أفضل أنواع الزيتون الذى يستخدم فى انتاج زيت الزيتون الذى يتمتع بقيمته الغذائية العالية والتخليل الذى يجد رواجاً على مستوى المحافظات والعالم أيضاِ.
يقول أحمد محمد عزازى مهندس زراعى بمديرية الزراعة بمطروح إن زراعة الزيتون أصبحت اتجاها عاما لكل من يمتلك أرضا بمطروح أو سيوة؛ لما تتميز به زراعة الزيتون من قلة الامراض ولا تحتاج كميات مياه كبيرة وتدر عائدا مجزيا لصاحب الأرض، والزيتون وزيت الزيتون بجميع أنواعه أصبح مطلباً رئيسياً للمصطافين وكذلك للتصدير للخارج، وقد شهدت الاعوام الماضية زيادة كبيرة فى معاصر الزيتون التى انتشرت بمنطقة القصر وتشهد إقبالا كبيراً خلال فصل الصيف بسبب جودة زيت زيتون مطروح وسيوة مشيراً إلى ان اجمالى زراعة الزيتون فى مطروح تبلغ 58 ألف فدان بقدرة انتاجية حوالى 90 ألف طن زيتون يستخرج منها 13.5 الف طن زيت زيتون نقى من خلال 15 معصرة زيتون منتشرة بالمحافظة مضيفاً انه تدعيم مزارع الزيتون فى مطروح خلال السنوات الماضية بـ 250 ألف شتله من خلال عدة مبادرات تنموية.
يضيف حسن أحمد موسى صاحب محل لمنتجات الزيت والزيتون أن هناك العديد من أنواع الزيتون وأشهرها العزيزى السيوى والتفاحى والاسبانى والكلاماتا والدولسي، وجميعها زيتون مخلل نشتريها من خارج المحافظة فيما عدا العزيزى المنتشر زراعته بسيوة، أما الزيتون المخصص لإنتاج الزيت فهم الشملالى والبيكوال والكاروتينا والكاروناكي.
خلال عدة أعوام لن نحتاج شراء الزيتون من خارج المحافظة، بعد الطفرة التى تشهدها محافظة مطروح فى زراعة الزيتون بأصنافه الجديدة كما تدعم الدولة زراعة الزيتون بتوزيع أعداد كبيرة من شتلات الزيتون، وقد أولت الدولة اهتماما كبيرا بتنمية مطروح وكان لزيتون مطروح جانب من ذلك الاهتمام، حيث تم اطلاق حملات إرشادية لنشر الطرق الصحيحة لجنى ثمار الزيتون بمركز بحوث الصحراء بمطروح لدعم هذا القطاع الحيوى باستخدام التكنولوجيا الحديثة وتدريب المزارعين عليها، لتحقيق عائد زراعى واقتصادى كبير للمزارعين بمطروح.
أكد الدكتور نعيم مصيلحي، رئيس مركز بحوث الصحراء الأسبق ومستشار وزير الزراعة والمنسق الوطنى لمشروع برايد، على أهمية تعزيز ودعم الإرشاد الزراعى من خلال مشروع «تعزيز القدرة على المواءمة فى البيئات الصحراوية» المعروف باسم «برايد». يهدف المشروع إلى تطبيق الأساليب العلمية الحديثة للإرشاد الزراعى فى منطقة الضبعة حتى السلوم بالإضافة إلى واحة سيوة، حيث يقوم المتخصصون بمتابعة عملهم فى الحقول الزراعية البستانية.
أشار مصيلحى إلى دور الإرشاد الزراعى فى تقديم النصائح والإرشادات الفنية للمزارعين، مما يسهم فى زيادة الإنتاج وتحقيق الأمن الغذائي.
أوضح الدكتور وائل غيث، مدير إدارة الاستشارات الفنية بالمشروع، كيفية تطبيق المعاملات الزراعية المهمة لشجرة الزيتون قبل انطلاق عملية الجمع، وتتضمن هذه العمليات الطرق السليمة لجنى الثمار، والتى تهدف إلى تحسين كميات المحصول الناتج وتفادى السلبيات التى قد تؤثر على الأشجار، وطرق معالجة الزيتون بعد الجمع استعدادًا لعصره أو تخليله.
أكد المهندس محمود الأمير، مدير مركز التنمية المستدامة ان هناك أهمية كبيرة للإرشاد الزراعى من أجل زيادة العائد الاقتصادى للمزارعين، و تبنى الأفكار العلمية الجديدة فى عملية الإنتاج والتسويق، مع التركيز على إيصال الحزم الإرشادية للمزارعين بشكل بسيط وغير معقد، يقوم المتخصصون للنزول إلى مشروعات الزيتون، وتُعقد لقاءات مباشرة مع المزارعين، كما يتم تنفيذ حملات تتضمن لقاءات لنشر الحزم الإرشادية الخاصة بالزيتون عبر اللقاءات المصورة والتسجيلات المذاعة على الإذاعة المحلية ومواقع التواصل الاجتماعي.