أكد دبلوماسيون مصريون أن زيارة الرئيس التركى رجب طيب أردوغان للقاهرة تجسيد لمرحلة وصفحة جديدة وسوف تفتح افاقاً واسعة للتعاون بين البلدين.
قال السفير أيمن مشرفة مساعد وزير الخارجية الاسبق ان زيارة الرئيس التركى أردوغان لمصر تأتى بعد 11 عاما من الانقطاع مشيراً الى ان هذه الزيارة بداية جديدة فى العلاقات المصرية التركية.
أضاف السفير مشرفه فى تصريحات خاصة لـ «الجمهورية الاسبوعي» تأتى فى توقيت تمر فيه منطقة الشرق الاوسط باعصار شديد وخاصة الحرب فى غزة حيث يوجد تطابق شبه تام بين مصر وتركيا على ضرورة وقف اطلاق النار وضرورة الانسحاب الإسرائيلى من قطاع غزة وضرورة انشاء ممر انسانى امن لنقل المساعدات الى سكان القطاع والرفض بشكل قاطع التهجير القسرى للفلسطينيين من اراضيهم هو بمثابة تصفية للقضية الفلسطيني.
نوه بان هناك ملفات أخرى هامة تهم البلدين ومنها تطورات الأوضاع فى ليبيا والسودان وسوريا والعراق واليمن.
لفت الى ان الزيارة سوف تتضمن المجال الاقتصادى مشيرا الى ان التبادل التجارى بين البلدين وصل العام الماضى لحوالى 7 مليارات دولار ونطمح بزيادته الى 15 مليار دولار خلال الخمس سنوات المقبلة وايضا زيادة الاستثمارات التركية من 2.5 مليار دولار الى 5 مليارات دولار.
أوضح ان هناك المجال الثقافى بين البلدين يحظى بميراث طويل من الثقافة والتاريخ ما بين مصر وتركيا.
لفت الى ان المجال السياحى مجال خصب للغاية حيث هناك حوالى مليون سائح سنويا حيث ان السياحة المصرية لتركيا أكبر من السياحة التركية لمصر ونأمل زيادة عدد السائحين الأتراك الى مصر خلال الفترة المقبلة.
شدد على ان هناك صفحة جديدة فى العلاقات المصرية التركية فهناك كثيرمن التطابق السياسى فى معالجة اغلب الملفات الاقليمية بما يحقق المصالح الوطنية المصرية والتركية وهناك تقدم مستمر على المستوى الاقتصادى بين البلدين.
من جانبه.. قال السفير صلاح حليمه نائب رئيس المجلس المصرى للشئون الافريقية ان العلاقات المصرية التركية من المرجح ان تشهد نوعاً من التنامى والتعاظم فى كافة الملفات سواء الامنى او السياسى او الاقتصادي.
اضاف السفير حليمه فى تصريحات خاصة لـ «الجمهورية الأسبوعي» ان مصر وتركيا دولتان كبيرتان كل منهما ذات وزن وتأثير كبير.
شدد على ان التوجه الحالى هو نوع من التنامى والتعاظم فى العلاقات المصرية التركية من خلال التنسيق والتشاور بين البلدين خاصة ما تشهده المنطقة من عدوان اسرائيلى على غزة وتبعياته فى كثير من المناطق وايضا ما يتعلق بالقضية الليبية والأوضاع فى سوريا واليمن وفى منطقة البحر الأحمر والسودان لافتا الى ان كل هذه القضايا سوف تكون محل اهتمام ما بين الجانبين وفى مقدمتها القضية الفلسطينية فى ظل التطورات التى تشهدها حاليا.
أوضح ان هذه العلاقات فى هذا الاطار سيكون لها جانبان فنى وسياسى كل منهما مرتبط بالآخر وكل منهما يؤثر على الطرف الآخر وان هناك تماثلا فى كثير من المواقف ما بين الجانبين فيما يتعلق ببعض القضايا ذات الاهتمام المشترك منها تطورات الاوضاع فى الصومال.
أشار الى انه فيما يتعلق بالملف الاقتصادى فهناك محل اهتمام بين البلدين وان المرحلة الحالية سوف تشهد دفعة قوية من جانب تركيا للتعاون فى المجال الاقتصادى خاصة فيما يتعلق بالاستثمار والتبادل التجاري.
وقال ان الفترة الحالية سوف تشهد طفرة ايجابية فى العلاقات بين البلدين فى كافة المجالات سواء الامنية أو السياسية او الاقتصادية.
أوضح ان زيارة الرئيس التركى لمصر تأتى فى توقيت بالغ الاهمية للتنسيق والتشاور والتعاون لايجاد علاقة استراتيجية بين الجانبين قائمة على التعاون الاسترتيجى المشترك بينهما.
اكد ان زيارة أردوغان لمصر هى تجسيد لمرحلة جديدة من العلاقات ما بين الجانبين وتفتح افاقاً رحبة للتعاون بينهما فى جميع المجالات.
أكد سفير مصر السابق لدى أنقرة، السفير عبد الرحمن صلاح، أن زيارة الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، إلى القاهرة تمثل فرصة لخلق تحالف جديد لمواجهة مشاكل المنطقة، وتهدف لإعادة العلاقات مع مصر لما كانت عليه قبل عشر سنوات، وهو ما لاقى كل ترحيب من القيادة المصرية؛ لتعظيم توافق المصالح بين البلدين ثنائياً وإقليمياً.
وأضاف السفير عبد الرحمن صلاح، فى تصريح خاص لوكالة أنباء الشرق الأوسط أمس أن تلك الزيارة التى طال انتظارها تأتى فى توقيت يحتاج فيه كل من البلدين للآخر لمواجهة ما يدور حولهما من إعادة ترتيب الأوضاع فى المنطقة سواء بفعل تطورات الصراع والمنافسة داخل النظام الدولى أو المنافسة الإقليمية على إعادة رسم خريطة توزيع القوة بالشرق الأوسط والتى تتجاهل أحيانا المصالح الاقتصادية لكل من مصر وتركيا.
وتابع أن حرب غزة الحالية أدت إلى تعقيد التفاعلات الإقليمية، وقد تفضى إلى تحقيق وعود أمريكية مستقبلية بالاعتراف المباشر بالدولة الفلسطينية دون الحاجة إلى بلورة اتفاق سلام من الصعب الوصول إليه فى الوقت الراهن، قائلا «وهنا يحتاج أردوغان للتنسيق مع مصر للعب دور مؤثر فى تلك التفاعلات للحفاظ على صورة تركيا كقوة إقليمية».
أشار إلى نفوذ مصر الإقليمى ودورها كقوى متوسطة مؤثرة تصلح لأن تكون همزة الوصل بين الشرق الأوسط ومراكز صنع القرار الدولي، معتبراً أن عودة التعاون بين القاهرة وأنقرة يمكن أن تتيح لمصر مصادر إضافية لزيادة قدراتها ونفوذها أيضًا كقوة إقليمية ودولية متوسطة.