«منهم لله أصحاب السوء.. كانوا سبباً فى خراب علاقتى بزوجتى وهدم بيتي» هكذا جاءت كلمات مدير مبيعات بإحدى شركات التسويق العقارى «52 سنة» أمام الخبراء الاجتماعيين والنفسيين بمكتب تسوية المنازعات الأسرية فى دعوى الخلع التى أقامتها زوجته «42 سنة» ربة منزل والتى تطلب فيها الخلع لعدم اهتمام زوجها بها وإهمالها الشديد.
استطرد الزوج قائلاً أمام الخبراء: البداية كانت وردية قصة حب كبيرة كانت فى الجامعة وانتهت بمحكمة الأسرة أمامكم تعرفت على زوجتى بالكلية التى كنا ندرس بها كنت أكبرها بعام واحد ولنا أصدقاء مشتركين «بشلة واحدة» تعددت رحلاتنا سوياً والخروج وسط الأصدقاء وكانت أسرتى ميسورة الحال ومصروفى الشهرى كبيراً وكنت أتحمل الإنفاق فى تلك الرحلات بعد أن قررنا الارتباط واتفقنا على أن يكون ارتباطنا أسرياً عقب إتمام دراستي.
انتهت الدراسة وبدأت رحلة البحث عن عمل وبمساعدة أسرتى أيضاً حصلت على وظيفة بإحدى شركات التسويق العقارى وكان يستلزم ذلك تفرغى للعمل حتى أستطيع التقدم لها رسمياً وشراء «الشبكة» وكنت أقوم بدعوتها بأفخم المطاعم والكافيهات.. تقدمت لأسرتها لطلب يدها وهى كانت من أسرة متواضعة ولها شقيقات وبالرغم من رفض أسرتى فى البداية إلا أننى استطعت إقناع والدتى التى كانت لا ترفض لى طلباً فأنا «البكري» ويصغرنى شقيق واحد فقط وكنا كل حياتها.
وافقت أسرتها بفرحة عارمة وتمت الخطبة قمت بتجهيز شقة الزوجية التى لم تساهم فيها إلا بالقليل لعلمى بعدم مقدرة أسرتها على المشاركة بمبالغ مالية كبيرة ولحبى لها كنت أحياناً أدفع من مالى الخاص دون علم والدتى حتى أستطيع أن أحقق حلم حياتى وهو الزواج من حبيبتي.. تزوجنا وبعد عدة شهور رزقنا بطفلنا الأول فزادت طلباتها الأسرية والمادية فكان لابد أن أبحث عن فرصة أفضل براتب أكبر حتى أستطيع تغطية احتياجات أسرتى وأضمن لزوجتى ولطفلى مستوى معيشة ميسوراً وبالفعل حصلت على وظيفة يحلم بها أى شاب فى سنى وكان راتبها أعلى وفرحت زوجتى فى البداية فقد أغدقت عليها بالأموال والمشغولات الذهبية وكل ما كانت تحلم به وأكثر ولم أكن أمانع أن تشترى لأسرتها بعض الأشياء أيضاً فأنا أعتبرهم عائلتى ازدادت ساعات عملى فأنا أعمل بالمبيعات وكان لابد أن أثبت نفسى بهذا العمل الجديد حتى أستطيع أن أحظى بثقة المسئولين بشركتى الجديدة ولكن بدأت زوجتى تشكو لوالدتى من انشغالى بالعمل وعدم قضاء وقت كاف معها وأننى أتغيب عن البيت لساعات طويلة وأنها تفتقدنى هى وطفلى وأن تلك السنوات هى أجمل سنوات عمرنا التى لابد أن نعيشها سوياً.. تحدثت والدتى معى وحاولت أكثر من مرة شرح ظروف عملى لأمى وأنها تعلم جيداً أن ظروفى المادية كانت صعبة وكنت أقوم بالسلف منها بعد أقل من عشرة أيام من حصولى على الراتب لزيادة احتياجات البيت وأننى لا أريد أن تشعر زوجتى بضيق العيش وأننى أتحمل ضغوط العمل الجديد وساعاته الطويلة حتى أنال رضاها وأن تستقر حياتنا.
وبعد عدة مشاجرات فوجئت بزوجتى تطلب الطلاق ورفضت وكذلك أسرتينا ولكنها أصرت وعندما تركت المنزل وذهبت للإقامة بمنزل والدتى حتى تهدأ الأمور بيننا وتعيد تفكيرها صعقت بإعلان بطلب حضورى لمحكمة الأسرة لقيامها بإقامة دعوى خلع.. أمام الخبراء أصرت الزوجة على طلبها بالطلاق خلعاً وبعد عدة محاولات لتقريب وجهات النظر ومحاولات الصلح وافقت الزوجة على الصلح من أجل حياتنا وطفلنا.. تم حفظ الدعوى لقرار الزوجين الصلح وعودة الحياة الزوجية بينهما.