لا يكون الأداء الجيد دائمًا مصحوبًا بالنتائج الإيجابية.. تلك هى قواعد لعبة كرة القدم تاريخيًا، وهذا هو عنوان نهائى كأس مصر بين الأهلى والزمالك الذى عرف فيه الأهلى من أين تؤكل الكتف وحقق اللقب بأقل مجهود وأقل الفرص على حساب فريق وهو الزمالك كان الأفضل ميدانيًا فى أغلب فترات المباراة ولكنها كرة القدم التى ينص قانونها على أن بعض المباريات تكسب ولا تلعب.
والحقيقة التى لا يجب أن ننكرها هى دور المدير الفنى مارسيل كولر الذى نجح فى تحويل دفة المباراة تمامًا فى الدقائق العشر الأخيرة. وقد لا يدرك البعض هذا الدور، ولكنه واضح تمامًا لمدير فنى حقق كل الألقاب المحلية المتاحة منذ بدأ المهمة فى بداية الموسم الماضى 2022-2023 وحقق خلالها 6 ألقاب محلية بنسبة نجاح 100٪ ويضاف لها الحصول على دورى أبطال أفريقيا والبرونزية فى كأس العالم للأندية.
فكما كان الملاكم الأسطورى محمد على كلاى يفعل فى سنوات مجده بترك المنافس يستنزف جهده طوال الجولات الأولى لأى مبارة يطير خلالها كالفراشة ويتحول فى نهاية الجولات إلى نحلة تلسع المنافس واللسعة هنا كانت ضربة قاضية تحقق الفوز.
هذا ما فعله كولر الذى ترك الاستحواذ والسيطرة للزمالك على مدى أكثر من ثلاثة أرباع المباراة ثم أجرى تغييرات حاسمة فى الدقائق الأخيرة حقق بها الضربة القاضية فى المباراة خلال 10 دقائق فقط.
والحقيقة التى يجب أن أذكرها هى أن أداء نادى الزمالك تطور جدًا فى الفترة الأخيرة وما بعد توقف كأس الأمم بفضل التدعيمات التى قام بها مجلس إدارة النادى وبعد تولى جوزيه جوميز الذى غير طريقة اللعب وأصبح الفريق معه أكثر وصولاً لمرمى المنافسين وإن لم يظهر ذلك بعد على مستوى النتائج ولكنى أظن أن التطور قادم لا محالة فيما تبقى من الموسم وبخاصة بطولتى الكأس الكونفيدرالية وكأس مصر الجديدة الخاصة بهذا الموسم، بعد أن ابتعد الفريق نسبيًا عن الدوري.
أما عن المباراة فقد كان الزمالك طوالها الأكثر سيادة وعلى وجه التحديد من الدقيقة 10 وحتى الدقيقة 80 ولكنه لم يستغل هذا التفوق على مستوى التهديف ويذكر لجوميز انه وضع فى حساباته جيدا طوال تلك الفترات تميز الأهلى فى التمريرات الطولية خلف المدافعين للاعبيه المميزين بالسرعة وهى الطريقة التى سجل بها الأهلى أغلب أهدافه فى الفترة الأخيرة فلم تجد كل تمريرات الأهلى فى البداية وكان الزمالك هو صاحب المبادرة التى تحطمت عند حارس المستقبل مصطفى شوبير.
وفى الدقائق الأخيرة لعب كولر لعبته بالدفع بعناصره التى تجيد المرور والاختراق بالكرة دون فقدها فى الثلث الهجومي، كما حدث طوال المباراة والأبرز فى هذه المهارة مجدى أفشة ومروان عطية وهما من كان لهما الدور الأكبر فى هدفى الفوز مع إمام عاشور نجم المباراة.
ففى الهدف الأول كان الدور الأعظم لأفشة فى تمريرة بينية مبهرة افتقدها الأهلى طوال المباراة من أفشة الذى استغل فيها التحرك العبقرى لعاشور فى عمق منطقة الجزاء، ليسجل من وضع الانفراد.
وفى الهدف الثانى قام عاشور بمضايقة حمزة المثلوثى اثناء لعب ضربة الرأس فقام مروان عطية باقتناص الكرة واستغل التحرك العبقرى مرة أخرى لعاشور فى الجناح، وهنا كان على عاشور أن يقوم بالتأخير قليلاً فى اتخاذ قرار التمرير فاختار لعب الكرة للخلف لأفشة بعد تراجع الدفاع فتوفرت لديه المساحة للتسديد والتهديف.
أتمنى ان يستغل الأهلى الدفعة المعنوية فى مشواره فى دورى الأبطال الأصعب هذا الموسم، كما أتمنى ألا يتأثر الزمالك بالخسارة وهو مقبل على تحدى العودة للتتويج الأفريقى فى الكونفيدرالية أيضًا بجانب باقى البطولات المحلية وكل الشكر لكل العاملين من الأشقاء فى المملكة العربية السعودية على ما قدموه لنجاح المشهد المبهر، وإن اختلفت فى إقامة بطولة تحمل اسم كأس مصر خارج حدود الوطن.