يواجه صغار المزارعين حول العالم تحديات متزايدة بسبب تغير المناخ، مما يهدد سبل عيشهم والأمن الغذائي. لتمكينهم من مواجهة هذه التحديات، نحتاج إلى تبني حلول زراعية مبتكرة وذكية مناخياً.. هذه الحلول لا تقتصر على زيادة الإنتاجية فحسب، بل تهدف أيضاً إلى بناء قدرة أكبر على الصمود في مواجهة الظروف الجوية القاسية، وتحسين جودة حياة المزارعين.
من خلال الاستثمار في التكنولوجيا والمعرفة، يمكننا مساعدة هؤلاء المزارعين على تحويل أراضيهم إلى أنظمة إنتاجية ومستدامة.
فلم يُعد الدعم المقدم لصغار المزارعين يقتصر على الممارسات التقليدية، اليوم، توفر التقنيات الحديثة مثل الزراعة الدقيقة، وأنظمة الري الذكي، واستخدام الاستشعار عن بُعد، فرصاً هائلة لتحسين كفاءة استخدام الموارد وزيادة المحاصيل.
يمكن لهذه التقنيات، التي قد تبدو معقدة في البداية، أن تكون سهلة الوصول والتطبيق إذا ما تم توفير التدريب والدعم المناسبين.
على سبيل المثال، يمكن لتطبيقات الهواتف الذكية أن تزود المزارعين بمعلومات حيوية عن الطقس، وصحة التربة، وأفضل أوقات الزراعة والحصاد، مما يمكنهم من اتخاذ قرارات مستنيرة وفعالة.
الوكالة الفرنسية للتنمية وشركاء محليين أطلقوا مبادرة تحت عنوان: «حلول زراعية مبتكرة وذكية مناخيًا لدعم صغار المزارعين»، في محافظتي سوهاج والمنيا.
وعبر مذكرة التفاهم التي وُقّعت بين الأطراف المعنية، تمت هيكلة التعاون المشترك بينهم لمعالجة التحديات الكبرى التي يواجها صغار المزارعين في الريف المصري، خاصةً فيما يتعلق بالهشاشة المناخية، وصعوبة الوصول إلى سبل الائتمان والأسواق.
ويقترح المشروع حلاً شاملاً يتضمن حزمة من الخدمات الزراعية المتكاملة، تتركّز حول منتجات ائتمانية مصممة خصيصاً لتحفيز المزارعين على اعتماد مدخلات وممارسات زراعية ذكية مناخياً، مما يسهم في تعزيز قدرتهم على الصمود أمام تغير المناخ، وتحسين جودة المحاصيل، وزيادة الإنتاجية.
وستقدم الوكالة دعماً فنياً عبر قسم تقييم الأثر التابع لها، لدعم أفضل الممارسات الزراعية ومفاهيم الزراعة متناهية الصغر، وتحسين الإنتاجية، وزيادة الدخل، وتعزيز القدرة على التكيّف مع التغيرات المناخية في محافظتي سوهاج والمنيا وتمكين المزارعين من كسر دائرة الفقر.
إلى جانب الحلول التقنية والممارسات الزراعية، يُعدّ بناء قدرات صغار المزارعين من خلال برامج التدريب والتوعية أمراً بالغ الأهمية. يجب أن تركز هذه البرامج على نقل المعرفة حول أحدث التقنيات الزراعية الذكية مناخياً، وكيفية تطبيقها بفعالية.
كما يجب أن تتضمن ورش عمل حول إدارة المخاطر المناخية، والتخطيط للزراعات الموسمية، والتسويق للمنتجات الزراعية. من خلال تزويد المزارعين بالمهارات والمعرفة اللازمة، يمكنهم أن يصبحوا قادة في مجال الزراعة المستدامة، مما يعود بالنفع على مجتمعاتهم والاقتصاد الوطني ككل.