يواجه قطاع الزراعة تحديات كبرى تتمثل في زيادة الطلب على الغذاء وسلامة الغذاء، وتناقص رقعة الأراضي الزراعية، ونقص العمالة، وعليه لكي يتمكن قطاع الزراعة من توفير الإمدادات الغذائية المستدامة للسكان الآخذين في التزايد، يجب على المزارعين اعتماد أدوات الذكاء الاصطناعي لتعزيز الإنتاجية وزيادة المحاصيل وحماية البيئات وخفض التكاليف.
فتطبيقات الرؤية التي تعتمد على البيانات تساعد في التصدي للعديد من هذه التحديات عن طريق رقمنة المهام، من مراقبة المحاصيل ومكافحة الأعشاب الضارة إلى صحة الماشية واستخدام المبيدات الحشرية.
تساعد هذه المعلومات المزارعين في اتخاذ قرارات أفضل بشأن الدورة الزراعية والري واستخدام المبيدات، كما يتيح الكشف المبكر عن المشكلة للمزارعين اتخاذ قرار فاعل بسرعة ومنع حدوث أضرار جسيمة.
المبادرة الوطنية للمشروعات الخضراء الذكية استضافت اجتماعًا في العاصمة الإدارية الجديدة استعرضت فيه العديد من الابتكارات في مجالات الطاقة المتجددة والزراعة المستدامة والإدارة البيئية، وسلطت الضوء على أهمية تطوير إمكانات المشروعات الخضراء لتكون جاذبة للمستثمرين، فالدولة المصرية ملتزمة بالدعم الكامل للمشروعات الخضراء وتسريع نموها.
المبادرة تُعد بمثابة منصة حيوية لعرض المشروعات المبتكرة، بهدف إقامة روابط بين المشروعات والمستثمرين والجهات الدولية، وبالتالي تعزيز الفرص لمزيد من التطوير، والتوسع من خلال تخصيص وربط المشروعات المحلية مع أصحاب المصلحة الإقليميين والدوليين والمستثمرين.
الدولة أيضًا لم تبتعد عن مواكبة القرية المصرية لأحدث النظم التكنولوجية، فأحسنت الدولة في قرار تجريم البناء على الأراضي الزراعية، وإعادة تأهيل الترع، والمصارف، حتى تُعيد للزراعة المصرية ريادتها المشهودة على مر التاريخ.
وكان تطوير القرية على رأس الأولويات في بناء مصر الرقمية، وأطلقت الدولة خدمات التحول الرقمي وتطوير منظومة الخدمات الزراعية الإلكترونية، منها مشروع “هدهد” المساعد الذكي للفلاح، وهو تطبيق للهاتف المحمول باللغة العربية يعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي لخلق تواصل أكثر فاعلية مع المزارعين من خلال توفير محتوى إرشادي رقمي حول مواضيع تهم المزارعين وأصحاب الحيازات الصغيرة لتمكينهم من الحصول بسهولة على الاستشارات الزراعية والتوجيه السليم.
حيث يستطيع المزارع في حالة ملاحظة أي إصابة على محصوله في كافة أطوار الموسم الزراعي أن يقوم بالتقاط صورة عبر هاتفه المحمول وإرسالها للمنظومة التي ستتعرف من خلال الذكاء الاصطناعي على نوع الآفات والتواصل مع الفلاح لإمداده بالإرشادات اللازمة لعلاج الآفة ومجابهة آثارها.
وفي إطار ميكنة الخدمات، أطلقت منظومة كارت الفلاح الذكي، وأضافت عليه ميزة المدفوعات، ليحول الحيازات الزراعية من ورقية لإليكترونية.
“الجمهورية الجديدة” تُعيد صياغة وتحديث القرية، لتعود الزراعة المصرية لسابق عهدها وريادتها إقليميًا ودوليًا.