العنب من الفاكهة المحببة لكثير من الناس، لها خصوصية، ومكانة بالثقافة العربية، فيسمونها «الكروم» «من الكرم»، ومكانتها بالقرآن الكريم كبيرة فورد «العنب» 11 مرة ودائمًا يأتى فى جملة من النعم التى أنعم الله بها على عباده، كقوله تعالي: «وهو الذى أنزل من السماء ماء فأخرجنا به نبات كل شيء فأخرجنا منه خضراً نخرج منه حباً متراكباً ومن النخل من طلعها قنوان دانية وجنات من أعناب»، و»وفى الأرض قطع متجاورات وجنات من أعناب»، و»ينبت لكم به الزرع والزيتون والنخيل والأعناب»، كما يظهر العنب فى التراث الشعبى المصرى بصورتى الأمثال والأغانى المشهورة حتى ان اسمه وحده يثير الطرب، أما فى الغذاء فثمرة العنب وورق العنب بجميع انواعه صالحة للأكل، وورق العنب المحشيّ بالأرز أو بالأرز واللحمة أو المحشيّ وجبة مصرية غنيةً بالعناصر الغذائية التى يحتاج إليها الجسم، فلورق العنب الكثير من الفوائد لشموله على الكالسيوم، والمغنيسيوم، والفسفور، وعنصر البودون وعلى العديد من الفيتامينات المهمة «ج، وب١ وب٦»، ونسبة كبيرة من السكريات سهلة الذوبان والهضم، ويتميّز بوجود الألياف الغذائية، ويحمى من الإصابة بهشاشة العظام بسبب ما يحتويه من عنصر البودون الذى يعمل على تحفيز إفراز هرمون الأستروجين، ويمد الجسم بالطاقة اللازمة للقيام بالعمليات الحيوية وممارسة النشاط اليومى بشكل سليم وذلك بسبب احتوائه على كميات كبيرة من السعرات الحرارية، ويحمى من اضطرابات الجهاز الهضمى وغيرها من الفوائد للقلب والفم والأسنان والكبد من الالتهابات والأمراض المختلفة ومنها السرطانات بسبب احتوائه على مادة «الريسفيراترول» التى تتحول إلى عناصر تعمل على تدمير الخلايا السرطانية، ويصنع من العنب أكثر من 30 منتجاً للعناية بالصحة والشعر والبشرة، وشجرة العنب هى شجيرة نباتية معمرة، تعيش من 50 إلى 100 عام، تتميز بأنها نبتة متسلقة يوجد بها حلزون مُحلّق وذات نمو متأخّر، تنمو لأعلى على طول هيكل تسمح لكرمات العنب باللف حولها وتوفر له نظام دعم ثابت، وأوراقها كبيرة ثنائية معاكسة، تشبه القلب، وتنمو خلالها الأزهار،
وتكعيبة العنب ترتبط فى الذهن بالقصص والأدب والرومانسية، وعلى الجانب الآخر تمثل نشاطًا استثماريًا من الدرجة الأولي، لشريحة كبيرة من مُزارعينا، نظرًا لحجم الإنتاج الناتج منها، وموقع العنب واوراقه المميز على مائدة غالبية المصريين، وفى عصرنا الحالى أصبحت ضرورة بشرفات واسطح وأسوار منازلنا، فتكعيبة العنب تقوم بحماية أصحاب المنزل من نظرات الجيران الفضولية وتقلل من المساحة المعرضة للشمس مما يقلل من الشعور بالحر صيفًا، ويمنح مساحة كبيرة من الظل مما يسمح بالجلوس فى الحديقة أو الشرفة فى أى وقت من النهار، وتمنح الجمال والهدوء والخصوصية.
يعتبر العنب من أنواع الفاكهة سهلة الزراعة بالمنزل فى برميل كبير، وتكمن أهميته فى كون العنب من النباتات المتسلقة والذى يمكنه الالتفاف حول أى عيدان خشبية أو معدنية مما يجعل من السهل عليه تسلق التكعيبة أو السور ليمنح بيتك جمالاً لا يضاهي، وتحتل مصر المركز الرابع عالميًا فى إنتاج العنب فهو أحد محاصيل الفاكهة الأكثر انتشارًا، ويأتى بالمرتبة الثانية بعد الحمضيات، وهو من أغلى المحاصيل، ويتمتع العنب المصرى بتنافسية عالية، وتنتشر زراعته بالظهير الصحراوى بالإسكندرية فى الشمال إلى أسوان فى الجنوب، مما يوفر إنتاج العنب المبكر والمتأخر النضج، والصناعات المعتمدة عليه كالزبيب والدبس، ومن هنا أولوية زراعة العنب كهدف لتحقيق دخل قومي.
فى الآونة الأخيرة ظهرت مناشدات من خبراء الزراعة للمواطنين بزراعة أسطح المنازل بالعنب لما له من فوائد كبيرة سواء فى تقليل درجة الحرارة 7 درجة مئوية عن الحرارة العادية ومنع سقوط أشعة الشمس بطريقة مباشرة بفصل الصيف، وضخ الاكسجين، وتوفير عنب وورقه بشكل طبيعى بلا كيماويات.