ليس كل ما تسمعه أو تقرأه أو تشاهده عن قصص وحكايات الرياضيين وحجم الصعوبات التى تواجههم صحيحا بنسبة كاملة، فهناك من يتفنن فى لفت الأنظار إليه، وتضخيم مشاكله والبحث عن مبررات وحجج لفشله أو سقوطه أو عدم فلاحه فى تحقيق المرجو منه، سواء كان عاديا أو مبالغا فيه .. ويجيد هؤلاء فن التعامل مع منصات السوشيال ميديا، وحشد الدعم اللازم من روادها، والتلاعب بمن أمامهم من جهات وهيئات وأشخاص تقلدوا مراكز ومناصب الحسم رياضيا..
كم من الأسماء اللامعة فى عالم الرياضة والألعاب، خرجت تشكو وتتظلم من الإهمال والتقصير فى حقها، ولم يتردد أى منهم فى «تحبيش» شكواه بما يلزم من قصص ومظالم لا أساس لها من الصحة، ليس لشيء سوى حشد وكسب المزيد من المتعاطفين والمؤيدين على كافة المستويات..
لن تتسع المساحة هنا لسرد نماذج من هذه القوائم ولكن تكفى الإشارة إلى وجود مثل هذه الأسماء فى ألعاب فردية وجماعية، فاز أعضاؤها بكم هائل من أوجه الدعم والمساندة المالية والمعنوية على مدار سنوات ومواسم ممتدة، من مبالغ مالية ومرتبات شهرية ورعايات مختلفة، بخلاف مساهمات تخص التعليم ورعاية الأسر، وتسهيل تحركات ومساعى الالتحاق بالعمل، ورغم كل ذلك يصدر هؤلاء وجه الشكوى والظلم والتفكير فى السفر واللعب تحت راية دولة أخري، وغيرها من أوجه التهديد والوعيد التى تمر عليها عيناك بمجرد تصفح محركات البحث المختلفة..
الدولة لم تقف عاجزة أمام متطلبات دعم ومساندة الرياضيين فى أى وقت من الأوقات، يكفى حديث الرئيس عبد الفتاح السيسى مع الدكتور أشرف صبحى وزير الشباب والرياضة، وتوجيهه بضرورة مضاعفة الدعم الخاص بالرياضيين وتوفير كل سبل الراحة لهم، سعيا وراء تحقيق الألقاب واعتلاء منصات التتويج قاريا ودوليا .. وحديثه بلغة الأب الحريص على دعم أولاده مهما بلغت حجم مطالبهم وفاقت التوقع..
لاشك أن دعم المصريين لأبنائهم الأبطال يفوق فى حجمه وتأثيره ما يجرى فى منظومات رياضية مختلفة فى بلدان عربية وأجنبية مختلفة، والدعم المادى أيضا يتجاوز ما نتابعه فى بلدان أخرى مجاورة وغير مجاورة قد يعتقد البعض عكس ما يؤكده الواقع بها.. ولكننا فى مصر نتحمل المرصود ماليا لنصرفه على قاعدة عريضة من الممارسين والواعدين، مقابل توجيه الآخرين لمخصصاتهم المالية لأعداد أقل، سواء جاءت عن طريق التجنيس أو حتى بناء وإعداد البطل.
دعونا نقدر ما تحقق على أرض الواقع من إنجاز، سواء تعلق بسبل التكريم أو توسيع قاعدة المنشآت والمقومات المادية اللازمة للارتقاء بالرياضة والرياضيين .. ونتعلق سويا بواقع ومستقبل أفضل يقوم على التكامل وليس التواكل التام وتصدير وجه المظلومية ..