إحياء أفضل تطبيق لمعرفة أوقات الصلاة بعد توقف 282 عاماً
فى خطوة تعكس اهتمام الأزهر الشريف بتراثه العلمى العريق، أعلن مركز الأزهر العالمى للفلك الشرعى وعلوم الفضاء بمجمع البحوث الإسلامية، عن بَدء المرحلة الأولى لتنفيذ مشروع «إحياء المزولة الفلكية بالجامع الأزهر» التى تُعدُّ شاهدًا على عبقريَّة العلماء المسلمين فى مجال الفلك، ومعلَمًا من أهم معالم الجامع الأزهر الشاهدة على تراثه العلمى والحضاري، وذلك بتوجيهات من فضيلة الإمام الأكبر أ.د. أحمد الطيب- شيخ الأزهر، وإشراف فضيلة وكيل الأزهر أ.د. محمد الضويني، والأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية أ.د. محمد الجندي.
وقال د. محمد الجندي، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية ونائب رئيس مركز الأزهر العالمى للفلك الشرعى وعلوم الفضاء: إنَّ هذا المشروع هو إعادةُ إحياءٍ لجزء حيوى من تاريخنا العلمى والحضاري؛ إذْ إنَّ هذه المزولة التى لا نظير لها فى دول العالم كافة، كانت شاهدًا على تفاعل العلماء المسلمين مع الكون، وأسهمت فى تطوير العلوم والمعارف، مشيرًا إلى أننا نسعى من خلال هذا المشروع إلى تحقيق عدة أهداف؛ منها: الحفاظ على التراث؛ بحماية المزولة كجزء من التراث العلمى والإسلامي، ونقله للأجيال المقبلة، إلى جانب تعزيز السياحة العلمية والدِّينية؛ بجَعْل المزولة مقصدًا للمهتمِّين بالعلوم والتاريخ، وكذا دَعْم البحث العلمي؛ بتوفير بيئة مناسبة للباحثين لدراسة المزولة، وتطوير الأبحاث فى مجال الفلك والتاريخ.
وأوضح الأمين العام أنَّ أهمية هذه المزولة تتمثَّل فى عدة أمور؛ أبرزها: أنها جزء من تاريخ علم الفلك؛ إذِ استخدمها العلماء والمفكِّرون عبر العصور لتحديد الوقت ومراقبة حركة الأجرام السماوية، إضافةً إلى أنها أسهمت فى تطوير المفاهيم الفلكية والرياضية، بالدروس العلمية فى الجامع الأزهر؛ ممَّا أدَّى إلى تقدُّم العلوم وفَتْح الأبواب نحو التبادل المشترك بين العلوم الشرعية وعلوم الطبيعة والحياة.
وتابع الجندى أن المزولة من الأدوات العلمية الأولى التى استُخدمت فى قياس الوقت؛ ممَّا ساعد فى وَضْع الأُسس للعلوم الحديثة، وهذا سَبْقٌ للأزهر الشريف نحو إثبات أثره على النهضة العلمية الحديثة، فضلًا عن أنها تُعدُّ مصدرًا مهمًّا لتوثيق الأحداث التاريخية؛ إذِ ارتبطت بتحديد مواقيت الصلاة، وتنظيم العمل فى الأروقة العلمية بالجامع الأزهر.
قديماً كانت المزاول الشمسية منتشرة فى عهد المماليك، والعثمانيين سواء فى مصر أم الشام، ومنتشرة بالمساجد والمدارس وكان الأزهر الشريف بمكانته وأهميته له نصيب منها، حيث كانت أروقة الأزهر تشهد دراسة الكواكب والنجوم وحركتها، والفلك السماوى والفلك الكروى والفلك الرياضي، وفى العصور الحديثة تطورت الأبحاث الفلكية والعلوم الفيزيائية وشارك علماء الأزهر فى أبحاث ومشاريع علمية بمجال الفلك وتطبيقاته.