تعد معضلة الروتين جزءاً من العوائق البيروقراطية التى واجهت الدولة خلال المرحلة الماضية والتى أرى أنها من الأسباب التى تعوق إنهاء كافة الإجراءات الإدارية والتنظيمية المتعلقة بالمستثمر حيث يعد الموظف أداة تسويقية لتسويق الاستثمارات المصرية سواء على المستوى الداخلى والخارجى وبالتالى إذا زادت حدة الروتين انعكس بالسلب على أداء الاستثمارات، أما إذا استخدمت المرونة فى التعامل وإنهاء كافة إجراءات دون وجود أى تحديات وعوائق للمستثمرين سيكون هناك ترويج جيد للاستثمارات المصرية، حيث تسعى الدولة المصرية إلى إرساء ثقافة مؤسسية تقلل من الروتين وتستثمر بفاعلية فى الموارد البشرية لتحقيق الإنتاجية والابتكار، ويأتى دور القيادة المصرية فى إزالة الروتين والاستثمار البشرى هو أمر بالغ الأهمية، حيث يجب تشجيع الموظفين على المبادرة والتفكير خارج الصندوق وإتاحة الفرص للموظفين لتقديم أفكار جديدة وتنفيذها يساعد على كسر الروتين، حيث تنويع المهام والأدوار والمشاريع يساعد على منع الروتين من الاستيلاء على العمل، كذلك السماح للموظفين بالمشاركة فى مجالات مختلفة يساعد على إبقائهم متحمسين ومنخرطين، كما أن القيادة الفعالة أساسية لإدارة هذا التوازن والقادة الذين يدعمون الموظفين ويوفرون لهم التوجيه والموارد اللازمة يساعدون على الحد من آثار الروتين، كما يجب أن يكون هناك تغيير ثقافى حول تقدير الإبداع والابتكار وتحفيز المبادرات ونشر ثقافة التعلم المستمر والتطوير الذاتى للموظفين، كذلك إعادة هيكلة الأنظمة والإجراءات ومراجعة وتبسيط الإجراءات والقوانين البيروقراطية لتسهيل الأداء والابتكار وتمكين الموظفين من اتخاذ القرارات والمبادرات دون تعقيدات إدارية، استخدام التقنية الحديثة لتحسين الكفاءة وتقليل الروتين،وبالتالى الاستثمار فى التنمية البشرية من خلال تخصيص الموارد اللازمة لتدريب وتطوير مهارات الموظفين وتبنى برامج لتحفيز الموظفين وتعزيز الولاء والانتماء، توفير بيئة عمل محفزة وداعمة للإبداع والابتكار وإعطاء المثال فى التفكير والعمل خارج الروتين ومكافأة المبادرات الناجحة وتشجيع الموظفين على المخاطرة المحسوبة، تبنى نهج إدارى مرن وشفاف يعزز الثقة والمسؤولية.
إن الاستثمار فى رأس المال البشرى بشكل استراتيجى ومتكامل يعد محركا رئيسيا للتنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة، وله انعكاسات إيجابية على مختلف جوانب التنمية والتقدم فى المجتمع، وبالتالى الاستثمار فى رأس المال البشرى له دور محورى فى دعم عملية التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وذلك من خلال عدة جوانب رئيسية من خلال تنمية المهارات والكفاءات تطوير وتحسين المهارات والقدرات الفنية والإدارية للأفراد، كذلك تعزيز مستويات التعليم والتدريب المهنى والتقنى إعداد كوادر بشرية متخصصة فى مختلف المجالات الاقتصادية وتحسين الإنتاجية والنمو الاقتصادى زيادة كفاءة وإنتاجية العاملين فى مختلف القطاعات الاقتصادية وتعزيز القدرة التنافسية للمنظمات والاقتصاد الوطني، تحقيق معدلات نمو اقتصادى مرتفعة ومستدامة، وكذلك تعزيز الابتكار والتكنولوجيا تشجيع البحث والتطوير والإبداع لدى الأفراد والمنظمات، وتحفيز نقل وتوطين التكنولوجيا المتقدمة حتى تساهم فى توطين مختلف الصناعات والمساهمة فى بناء اقتصاد قائم على المعرفة والابتكار والتنمية الاجتماعية والإنسانية من خلال تحسين مستويات المعيشة والرفاهية للأفراد والمجتمعات تعزيز التماسك الاجتماعى وتكافؤ الفرص، والمساهمة فى تحقيق أهداف التنمية المستدامة، وبناء القدرات المؤسسية، وتطوير البنية التحتية والخدمات المساندة فى المجتمع، وتحسين كفاءة وفاعلية المؤسسات الحكومية والخاصة، وتعزيز القدرة على التخطيط الاستراتيجى والتنفيذ الفعال من أجل دعم الاقتصاد المصرى فى ظل ما يحاك فى المنطقة من توترات جيوسياسية واستراتيجية واضحة ومدى تأثير ذلك على الأوضاع الاقتصادية.ـ