تكلمنا فى الاسبوع الماضى عن صناعة الغزل والنسيج والقطن المصرى الذى لا يقل أهمية و قيمة عن البترول .. هذه الخطوة التى أسعدت كل الناس جعلتنى اتمنى وأفكر فيما اود ان اتحدث فيه و هو عن الرمال البيضاء المصرية أو الرمال الذهبية وهى تُعتبر ثروة قومية ذات أهمية استراتيجية كبيـرة، حيث تُعد مادة خام أساسية للعديد من الصناعات التكنولوجية الحديثة.. و تتميز بنسبة جودة 99 ٪ مما يجعلها من أنقى أنواع الرمال فى العالم وجودتها اعلى من رمال وادى السيليكون فى الولايات المتحدة الأمريكية، الذى تصل نسبة الجودة فيه إلى حوالى 56 ٪
و تستخدم الرمال البيضاء فى العديد من الصناعات منها الزجاج والسيليكون، الذى يُعد المكون الرئيسى لصناعة الرقائق الإلكترونية والخلايا الشمسية ، وهما من أهم الصناعات التكنولوجية و يكفى ان نعرف ان قيمة صناعة الرقائق الالكترونية بلغت 600 مليار دولار لانها تدخل فى صناعة الهواتف المحمولة و الكمبيوتر و السيارات اما صناعة الزجاج عالى الجودة، فيصل سعر الطن من الزجاج المصنع منها إلى 1000 دولار،. كما تستخدم الرمال البيضاء ايضا فى صناعة الألياف الضوئية، العدسات البصرية، والمنظفات الصناعية، مما يجعلها ذات قيمة اقتصادية عالية
اتخذت مصر قراراً حكيماً وجريئاً يعطى مؤشراً عن الخطط المصرية المستقبلية حيث تم وقف تصدير الرمال الخام منذ عام 2016، والتركيز على تصنيعها محليًا لزيادة قيمتها المضافة وتم إطلاق مبادرة «مصر تصنع الإلكترونيات»، وإنشاء مصنع لإنتاج ألواح الطاقة الشمسية بشركة بنها للصناعات الإلكترونية،وتم إنشاء معهد بحوث الإلكترونيات المصري، وهو نواة لتصنيع الرقائق الإلكترونية بالتعاون مع شركاء عالميين
ويُتوقع أن تجذب استثمارات فى صناعة الرمال البيضاء أكثر من 2 مليار دولار، مما يسهم فى تنويع مصادر الدخل القومى وخلق فرص عمل جديدة مع التوجه العالمى نحو الطاقة النظيفة والتكنولوجيا المتقدمة، يمكن أن تصبح مصر لاعبًا رئيسيًا فى سوق الرقائق الإلكترونية والخلايا الشمسية، خاصة مع توفر المادة الخام بجودة عالية
امامنا تحد كبير ان ننهض بهذه الصناعة والتى تتوفر لدينا فيها المادة الخام بكميات كبيرة جدا والتى تعتبر الاجود و الافضل عالمياً ونحتاج الى توطين هذه التكنولوجيا و هو ما نسعى فيه حاليا ونحتاج الى إنشاء مصانع و استثمارات ضخمة بالمليارات فى هذا المجال و هو ما يجب ان نسعى اليه بقدر المستطاع.
الرمال البيضاء المصرية ليست مجرد رمال عادية، بل هى «نفط المستقبل» الذى يمكن أن ينقل مصر إلى مصاف الدول الصناعية الكبري. مع الاستغلال الأمثل لهذه الثروة،و يمكن تحقيق قفزة اقتصادية وتكنولوجية كبيرة، مما يعزز مكانة مصر على الخريطة العالمية وتمتلك مصر احتياطيات ضخمة من الرمال البيضاء تصل إلى 20 مليار طن، موزعة فى مناطق مثل وادى قنا، شمال وجنوب سيناء، والصحراء الشرقية .. كل هذا جعلنى احلم و انا مستيقظ و عيناي لم تغمض الجفون جعلنى ابحث و اتمني ان اري مصنعاً كبيراً لصناعة الرقائق الإلكترونية فى مصر مثل مصنع غزل المحلة للغزل والنسيج فى المحلة.